العراق: تعهدات سياسية مكتوبة تعبّد الطريق أمام حكومة «الفرصة الأخيرة»

مشرق ريسان
حجم الخط
4

بدأ السوداني مشواره في إدارة دفّة الحكم في البلاد، بالكشف عن قضية فساد ضخمة، تتعلق بتهريب النفط العراقي، أطاحت بقادة أمنيين ضالعين بالقضية.

بغداد ـ «القدس العربي»: تحظى الحكومة العراقية الجديدة، برئاسة محمد شياع السوداني، بدعم سياسي «مُطلق» وفقاً لوثيقة مكتوبة وقّعت عليها جميع الأحزاب السياسية، باستثناء التيار الصدري، بزعامة مقتدى الصدر، تتضمن عدّة التزامات واجبة التنفيذ خلال سقوف زمنية محدّدة، تعالج ملفات شائكة ومتوارثة منذ 2003 خصوصاً تلك التي تتعلق بالعلاقة بين بغداد وأربيل.

حكومة السوداني التي جاءت المُرضية لجميع القوى السياسية العراقية، بعد أن حصلت على تمثيل وزاريٍ فيها، توصف بأنها «حكومة الفرصة الأخيرة» أمام الأحزاب التقليدية التي شاركت في الحكومات المتعاقبة.
«الإطار التنسيقي» الشيعي- أبرز الداعمين لحكومة السوداني- لم يدّخر جهداً في التعبير عن دعمه للحكومة الجديدة، خصوصاً في مجالات مكافحة الفساد- بدأ بها السوداني سريعاً- وتوفير الخدمات شبه الغائبة تماماً.
وحسب بيان صحافي أصدره «الإطار» في آخر اجتماعٍ له- مساء الخميس- عقده بحضور رئيس الحكومة، محمد شياع السوداني، أشاد الحضور بـ«توجه الحكومة إلى الجانب الخدمي الذي يحتاجه المواطن والبداية الصحيحة في تطبيق المنهاج الوزاري لحكومة الخدمة الوطنية».
وشدد «الإطار التنسيقي» على ضرورة «تلاحم جهود جميع القوى العراقية من أجل رفع الحيف عن الشعب العراقي وتغيير الوضع المعاشي لجميع أبناء الشعب العراقي والطبقات المحرومة بالخصوص والنهوض بالواقع الخدمي لهم ولجميع أبناء شعبنا الأبي».
وتوافقاً مع الموقف الشيعي من حكومة السوداني، يرى الحزب الديمقراطي الكردستاني، بزعامة مسعود بارزاني، أن الدعم الذي تحظى به الحكومة الجديدة لم يكن موجوداً في حكومة مصطفى الكاظمي.
ووفقاً لتصريح رئيس إقليم كردستان العراق، نيجيرفان بارزاني، خلال جلسة حوارية عُقدت في أربيل نهاية الأسبوع الماضي، فقد أشار إلى أنه «لو أجرينا مقارنة بين رئيسي الوزراء الحالي والسابق، نجد أن رئيس الوزراء السابق لم يكن يتمتع بدعم يذكر من جانب الأحزاب الأخرى، لكن لو أن رئيس الوزراء الحالي اتخذ أي قرار في الغد، لن يكون بمقدور الأطراف الأخرى وخاصة الشيعية أن تقول إن رئيس الوزراء هذا لم يدعمه أحد، فهو يتمتع بمساندة كل الأطراف الشيعية، وبمساندة الكرد، وبمساندة السنة».
وأكد إن «هذه الحكومة مختلفة كثيراً عن الحكومة السابقة لها، لهذا فإن توقعاتنا لحل مشاكل العراق من رئيس الوزراء هذا مختلفة عن تلك التي توقعناها من رؤساء الوزراء الآخرين» مبيناً أن «المسؤولية الملقاة على عاتقه (السوداني) أعظم بكثير وهي كبيرة».
ومضى يقول: «منذ العام 2004 وكلما تم تشكيل حكومة في العراق، لم يكن هناك شيء مكتوب بيننا. هذه هي المرة الأولى التي يوجد فيها بيننا كقوتين ‏رئيستين في إقليم كردستان، الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني، اتفاق مع الأطراف المكونة للحكومة، وهو ‏اتفاق موقّع يضم كل المشاكل (…) كمسألة النفط ومسألة الموازنة ومسألة سنجار والمسائل الأخرى، كل هذه المسائل تم ‏تحديد سقف زمني لها جميعاً، أي أن الاختلاف هذه المرة مع سابقاتها هو أنه عندنا أمور مدونة على الورق ووضعنا عليها تواقيعنا معاً».
وأضاف: «إننا سنثقل كاهل رئيس الوزراء الحالي كثيراً، لكن هذا من حقنا، لأننا نعدّه من فرصنا الأخيرة لحل المشاكل القائمة بين إقليم كردستان ‏والعراق الاتحادي». كما سبق لبارزاني أن دعا حكومة السوداني إلى توفير الخدمات وفرص العمل لجميع العراقيين، خلال كلمة له في المؤتمر الرابع عشر للحزب- اختتم أعماله الجمعة في دهوك.
وحثّ بارزاني الحكومة الاتحادية الجديدة على أن «تزيد وتحسّن فرص العمل والخدمات في مناطق وسط وجنوب العراق، وتُعين القطاع الخاص، ‏وتعيد إعمار المناطق السنية المدمرة، وتطبّع الأوضاع في كركوك وسنجار وخانقين ومخمور، وتنفّذ المادة 140 من الدستور كما هي، ‏وتقطع الطريق على انتهاك حقوق وصلاحيات إقليم كردستان».‏
وخلص إلى القول: «لو أردنا أن نصلح أوضاع العراق، لا ينبغي أن تُنتهك حقوق أي مكون عراقي. لا ينبغي إقصاء أي قوة جماهيرية عراقية».
وبدأ السوداني مشواره في إدارة دفّة الحكم في البلاد، بالكشف عن قضية فساد ضخمة، تتعلق بتهريب النفط العراقي، أطاحت بقادة أمنيين ضالعين بالقضية، في خطوة يراها الوزير الأسبق، باقر الزبيدي، بأنها «مشجّعة».
وقال في بيان صحافي إن «وجود مساعٍ مشجعة باتجاه كشف ملفات الفساد التي استنزفت خزانة البلاد تحظى بتأييد كل العراقيين الشرفاء، شريطة ان تتم محاسبة حيتان الفساد وليس صغار السراق فقط». وأوضح أن «الزيارات الميدانية للمسؤولين في حكومة الأخ السوداني تعزز من ثقة المواطن في عملية إعادة الهيبة للدولة» لكنه اعتبر في الوقت عيّنه أن «أي تراجع عن مواجهة الفساد ورموزه سوف يأتي بردة فعل عكسية لدى الشارع العراقي وسنشهد ثورة حقيقية تشمل كافة أطياف الشعب».
ورأى الزبيدي أن «اعفاء السراق من مناصبهم أمر غير كافِ، ويجب محاسبتهم أمام القانون وان يتم محاكمتهم على رؤوس الأشهاد» لافتاً إلى أن «هناك ملفات مهمة جداً في هيئة النزاهة تقدر قيمة السرقات فيها بمليارات الدولارات، ويجب إعادة هذه المبالغ إلى خزانة الدولة».
ووفقاً للسياسي العراقي فإن «ملف البنك المركزي شهد منذ 2011 الكثير من المخالفات القانونية وشبهات الفساد، وهنا يجب الاستعانة برجال يعملون بهمة وطنية وأمانة واخلاص الدكتور سنان الشبيبي (مدير البنك المركزي الأسبق) وهم كثر» مشدداً على وجوب تشريع «قانون (من أين لك هذا؟) الذي يعتبر من ضمن ملفات مجلس النواب المعطلة، وسيكون كفيلاً بكشف ممتلكات غيلان الفساد في داخل وخارج العراق».
وختم الزبيدي بالقول: «الملفات كثيرة وكبيرة، ويجب ان تكون هناك استراتيجية واضحة في مواجهة الفساد والأهم إعادة أموال الشعب».

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول S.S.Abdullah:

    أدع الله، من كل قلبي، لإصلاح أحوال كل دولة من دولنا،

    ولكن حقيقة لم أفهم، من هو أخبث مِن مَن هنا، وتحديداً العبارة التي علقت بها،

    أهم قيادات فساد عقلية الجباية الربوية بعد 2003 (بالكشف عن قضية فساد ضخمة، تتعلق بتهريب النفط العراقي، أطاحت بقادة أمنيين ضالعين بالقضية، في خطوة يراها الوزير الأسبق، باقر الزبيدي، بأنها «مشجّعة».) تحت عنوان (العراق: تعهدات سياسية مكتوبة تعبّد الطريق أمام حكومة «الفرصة الأخيرة»)، والأهم هو لماذا، وما دليلي على ذلك؟!

    صحيح لا يمكن قيام دولة القانون، بدون القضاء على إقتصاد (التهريب)، منتجات (الطاقة)، التي تمثل مصدر أهم إيرادات دولة عضو في (أوبك+)،

    وبدون تعاون قيادات المؤسسات الأمنية والعسكرية والمالية، لا يمكن حصول ذلك،

    ولمن نسي فإن باقر جبر صولاغ، كان وزير للمالية، ووزير للداخلية، بينما مسعود البرزاني، كان رئيس إقليم كردستان، كمنفذ إلى التصدير من شمال العراق، إلى تركيا،

  2. يقول S.S.Abdullah:

    لأن من المنطقي (الفلسفة) والموضوعي (الحكمة)، لا يمكن تهريب أي شيء، بدون منافذ التصدير، في أي دولة، حتى لو كانت دولة داعش على أجزاء من (سوريا والعراق)،

    وعن المقارنة بين أي موظف وموظف كان بمنصب الرؤساء

    https://youtube.com/shorts/x6cAUt4Rcxs?feature=share

    أو المقارنة بين الأسلحة

    https://youtube.com/shorts/yMpGyXP9Ruc?feature=share

    أو من يُحلّل ويُحرّم بكيفه (على مزاجه)?

    https://youtu.be/0S6_tMpVdP4

    جبران باسيل وحزبه، ما بعد انتهاء عقد وظيفة (الرئيس)، عندما يتقمص دور من؟!

    https://youtu.be/VdwJhqXu9vA

    وفي الجانب الآخر وزير من أقارب (أبو مصعب الزرقاوي) في الأردن

    https://youtu.be/wnooBeyWcFs

    والأهم فن الإبداع في المقاومة

    https://youtube.com/shorts/DrjZwYJLZFo?feature=share

    من خلال إحياء طبخات، سبحان الله.

  3. يقول S.S.Abdullah:

    ثم هل الطبخ، يعني البهارات، أو هل يكون هناك أي عمل طبخة من أي (إعلامي) بدون بهارات تشويق؟!

    https://youtube.com/shorts/RBSTbbEnqnE?feature=share

    كما هو حال إكتشاف معلومة، أن (إيران) تعتمد على منتجات (أمريكية) في صناعة الطائرة (الشبح/الانتحارية)، فهي دعاية لمن هنا:

    المنتج الأمريكي؟!

    أم

    المنتج الإيراني؟!

    أم

    الإكتشاف (الأوكراني) بعد أكل الضربة (الروسية)، الذي عمل على تسويقه الإعلام السوري (آرم)؟!??
    ??????

  4. يقول جبارعبدالزهرةالعبودي من العراق:

    ولكن الشعب العراقي لم يؤيدها فهو يتحفظ على رايه فيها وتعليق الثقة بها حتى اشعار آخر فالسوداني بالنسبة للشعب العراق هو نسخة من نوري المالكي او هو في حكومته امتداد للحكومات السابق المتهمة بالفساد من عامة الشعب العراق وعليه فان اكير رصيد لاية حكومة هو حصولها على ثقة الشعب وتاييدها لها وهذا مالم يحصل للسوداني لحد الان

إشترك في قائمتنا البريدية