بغداد ـ من مايكل جورجي: قالت الحكومة العراقية إن متشددي «داعش» قتلوا 322 من أفراد عشيرة البونمر بمحافظة الأنبار في غرب البلاد بينهم عشرات النساء والأطفال الذين ألقيت جثثهم في بئر، في أول تأكيد رسمي لحجم المذبحة.
ويمثل القتل الممنهج الذي قال زعيم عشائري انه استمر امس الأحد بعضا من أسوأ عمليات اراقة الدماء في العراق منذ ان اجتاح متشددو التنظيم شمالي البلاد في يونيو/ حزيران وأعلنوا اقامة خلافة إسلامية على الأراضي التي استولوا عليها في العراق وسوريا.
وأبدت عشيرة البونمر مقاومة شرسة في مواجهة زحف تنظيم الدولة الإسلامية لمدة أسابيع لكن مخزونها من الذخيرة والوقود والغذاء نفد الأسبوع الماضي بعد أن أطبق مقاتلو الدولة الإسلامية على أفراد العشيرة في قرية زاوية البونمر.
وقالت وزارة حقوق الانسان العراقية امس الأحد إن عدد من قتلوا من أفراد عشيرة البونمر على أيدي الدولة الإسلامية بلغ .322 وأضافت انه تم العثور أيضا على جثث 50 من النساء والأطفال ملقاة في بئر.
وقال الشيخ نعيم الكعود أحد وجهاء العشيرة لرويترز انه طلب مرارا من الحكومة المركزية والجيش تزويده بالرجال والسلاح لكن دون جدوى.
وقال التلفزيون الحكومي الأحد إن رئيس الوزراء حيدر العبادي أمر بشن غارات جوية على أهداف الدولة الإسلامية في محيط مدينة هيت ردا على عمليات القتل.
وقال مسؤولون في مركز لقيادة العمليات الأمنية في الأنبار ومدنيون اتصلت بهم رويترز انهم لم يسمعوا أو يشاهدوا أي غارات جوية.
منطقة استراتيجية
وبدد سقوط القرية آمال الحكومة العراقية التي يقودها الشيعة في أن تصبح عشائر السنة في الأنبار – التي ساعدت يوما القوات الأمريكية في هزيمة تنظيم القاعدة- قوة يعتد بها وتساعد الجيش في الحرب على العدو الجديد للعراق.
وساعدت الغارات الجوية الأمريكية مقاتلي البشمركة الأكراد في استعادة مناطق في الشمال استولى عليها تنظيم الدولة الإسلامية الذي يسعى لإقامة امبراطورية إسلامية تعيد رسم خريطة الشرق الأوسط.
لكن الصورة في الأنبار أكثر اضطرابا.
وتسيطر الدولة الإسلامية بالفعل على معظم أراضي المحافظة الصحراوية التي تشمل مدنا في وادي نهر الفرات تهيمن عليها عشائر سنية وتمتد من الحدود السورية وحتى المشارف الغربية لبغداد.
وإذا سقطت المحافظة فقد يمنح ذلك الدولة الإسلامية فرصة أفضل لتنفيذ تهديدها للزحف صوب العاصمة.
وقال الكعود إن 75 آخرين من أفراد عشيرته قتلوا امس الأحد بنفس الطريقة التي قتل بها سابقوهم حيث تم القبض عليهم أثناء محاولتهم الهرب من متشددي الدولة الإسلامية وأطلق عليهم الرصاص وتم القاء جثثهم قرب مدينة حديثة.
وأضاف الكعود أن الدولة الاسلامية قتلت أيضا 15 شخصا من طلاب المدارس الثانوية والجامعات في زاوية البونمر، وأنه لم تكن هناك أي مساعدة من الحملة الجوية التي تقودها الولايات المتحدة ماعدا عملية إسقاط جوي.
ولم يتسن على الفور الاتصال بمسؤولين في الأجهزة الأمنية والحكومية للتعليق على عمليات القتل الأخيرة.
وفي الأنبار يحاصر المتشددون الآن قاعدة جوية ضخمة وسد حديثة الحيوي على نهر الفرات. ويسيطر مقاتلو التنظيم على مدن تمتد من الحدود السورية إلى أجزاء من مدينة الرمادي عاصمة الأنبار وحتى المناطق الخصبة قرب بغداد.