بغداد ـ «القدس العربي»: أعلن نائب رئيس الجمهورية اياد علاوي عن تقدمه بمشروع خارطة تحقيق المصالحة والوحدة الوطنية إلى الرئاسات الثلاثة (الجمهورية ومجلس الوزراء ومجلس النواب) بالإضافة إلى سلطة القضاء، وذلك بعد تكليفه رسميا بهذا الملف مؤخرا وبالتزامن مع مبادرة رئيس مجلس النواب سليم الجبوري للحوار مع المعارضة في الخارج.
وقال علاوي في بيان وزع أمس «نحن نرى أن المصالحة الوطنية هي أهم الضروريات لتحقيق الاستقرار وبناء دولة المواطنة الحقة، ورفع الغبن ومنع الخوف والعوز عن المواطنين، فذلك يتحقق عندما ننتقل بالمصالحة إلى مرحلة العمل الجاد، ضمن جداول زمنية واضحة لتحديد الخطوات المسؤولة والملموسة والجريئة والقادرة على النجاح والاستمرار».
وأشار البيان أن انزلاق العراق إلى الاحتراب وتراجع مفهوم المواطنة وغياب الوحدة المجتمعية والسلم الاهلي، يضاف إلى ذلك ما آلت اليه المنطقة من صراعات اقليمية، وخراب ودمار وانقسام وفقر وخوف، فضلاُ على المتغيرات في المشهد العالمي من توترات وصراعات دولية جديدة وطغيان ظاهرة الإرهاب الخطيرة في العالم وكساد السوق العالمي.
واشار إلى ان كل ذلك له انعكاساته على العراق، مما يجعل من المصالحة الوطنية الخيار الأخير لإنقاذ العراق، ولملمة الجروح وبناء البلاد وتحقيق الوحدة الوطنية والسلم المجتمعي وإنهاء حالة القهر النفسي وترسيخ المواطنة وحقوقها التي نصت عليها الشرائع والقوانين، وهي، الحل، والإيمان بالمساواة الكاملة، والعدل بين المواطنين وإشاعة ثقافة التعايش بلا تمييز بين ما يسمى أقلية وأكثرية.
وأوضح أن المواطنة الكاملة هي حق لكل مواطن تتبلور من خلال قوانين ضامنة لحقوق المواطن والمجتمع وشرائحه المختلفة، وتعزيز مبدأ تحقيق تكافؤ الفرص للجميع التي تحرم كل اساليب الهيمنة والاقصاء، بغض النظر عن الدين والمذهب والعرق والانتماء السياسي او المناطقي.
ويتزامن هذا التحرك مع مبادرة لقوى سنية، حيث أكدت مستشارة رئيس مجلس النواب لشؤون المصالحة الوطنية وحدة الجميلي، الثلاثاء، أن مبادرة رئيس البرلمان سليم الجبوري التي دعا فيها إلى حوار المعارضة، هي حجر زاوية للمصالحة الوطنية.
وأشارت الجميلي في بيان لها أن «رئيس البرلمان سليم الجبوري أطلق قبل أيام مبادرة واسعة بعنوانها وعميقة بمفهومها بتبنيه الحوار مع المعارضة الموجودة خارج العراق باعتبارهم يشكلون حجر الزاوية في موضوع المصالحة الوطنية»، مبينة أن «الجبوري يحتاج إلى دعم سياسي من قبل الطرف الأخر بان يعطي ضمانات لأطراف المعارضة بتحقيق كل ما يتفق عليه خلال الحوار».
وأضافت أن «هذا الحوار سيجعلنا نستقطب الكثير من الشخصيات الدينية والعشائرية والنخبوية حتى وإن كانوا من المحسوبين على النظام السابق والناقمين على العملية الديمقراطية»، مؤكدة على أنه «من خلال هذا الحوار ممكن ان نتخلص من الحاضنة الانتقامية على العملية الديمقراطية ونقطع الطريق أمام الجماعات المسلحة والإرهابية وذلك من خلال انتماء المعارضة إلى وطنهم وتحولهم من جبهات القتال إلى جبهات الصف الوطني».
وتشهد الساحة السياسية العراقية حاليا تحركات تقودها الاحزاب السنية لكسب القوى الفاعلة في المحافظات التي تحت سيطرة داعش وخاصة التنظيمات المسلحة فيها، واقناعها بالمشاركة في جهود الحكومة والتحالف الدولي ضد تنظيم داعش من خلال بوابة المصالحة الوطنية، إلا أن تلك التحركات تصطدم بمواقف قوى شيعية مؤثرة في التحالف الوطني التي ترفض التعامل مع التنظيمات المسلحة السنية وخاصة التي تعيش في الخارج لأنها لا تريد تقديم تنازلات كالعفو العام وتعديل قانون المساءلة والتوازن في الدولة.
مصطفى العبيدي