بغداد ـ «القدس العربي»: سقط نحو 20 شخصاً بين قتيل وجريح، بينهم أكثر من 7 من قوات البيشمركه الكردية، بهجومٍ شنّه تنظيم «الدولة الإسلامية» استهدف قرية في قضاء مخمور التابع لمحافظة نينوى الشمالية، أحد المناطق المتنازع عليها بين بغداد وأربيل، قبل أن ينفّذ كميناً استهدف دورية للقوات الكردية في المنطقة ذاتها.
وأعلنت وزارة البشمركه، مقتل 7 من قواتها في مواجهة مع التنظيم، في قضاء مخمور المتاخم لحدود مدينة أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق.
وقالت الوزارة، في بيان صحافي، «ببالغ الأسف، هاجم إرهابيو داعش ليلة (الخميس/ الجمعة) قرية خضرجيجة بالقرب من جبل قرجوغ، ونتيجة للهجوم الوحشي الذي استهدفوا بشكل عشوائي أعمى المدنيين في تلك القرية، مما أسفر عن استشهاد ثلاثة مدنيين وإصابة عدد آخر».
كمين
وأضافت: «سرعان ما هبت قوات البيشمركه لإسعاف القرويين وتمكنت من السيطرة على الوضع في وقت قصير وملاحقة الإرهابيين، بعدها نفذت قوات البيشمركه عملية تمشيط في المنطقة، وفي ذلك الوقت تعرضت إحدى مركبات البيشمركه لكمين نصبه إرهابيو داعش، أدت بكل أسف إلى استشهاد سبعة من البيشمركه».
وتابعت: «على الرغم، من تقديم تعازينا لأسر شهداء البيشمركه والمدنيين في قرية خضرجيجة، نؤكد من جديد، أن دماء شهدائنا لن تضيع هدراً، وأن الإرهابيين، ومن يدعمونهم، سيدفعون ثمنا باهظا».
وأعلنت الوزارة في بيانها إن «التعاون والتنسيق بين وزارتي البيشمركه ووزارة الدفاع وقوات التحالف الدولي يجب أن تخرج من حالتها المجمدة، ويجب أن نبدأ العمليات المشتركة بأقصى سرعة ودون انتظار، ويجب ألا نسمح بعد الآن للإرهابيين بالبقاء على حالهم، وأن لا يكون لهم مناطق ومأوى آمنة خاصة بهم».
في وقتٍ لاحق، أعلنت الحكومة المحلية، ومديرية الصحة في محافظة أربيل، ارتفاع حصيلة الهجوم الذي شنه التنظيم بقضاء مخمور إلى 13 ضحية، و5 جرحى.
جاء ذلك في تصريح أدلى به المحافظ أوميد خوشناو، والمدير العام لصحة أربيل دلوفان محمد للصحافيين أمس.
وقال خوشناو: «للأسف الذي جرى أمس كان نتيجة الفراغ الأمني الموجود في هذه المناطق، ولهذا نطالب بالاستعجال في ايجاد تنسيق أمني جيد بين البيشمركه والقوات العراقية وبدعم من التحالف الدولي».
وأضاف أن «قوات البيشمركه قامت، وعلى وجه السرعة بالتوجه إلى محل الحادث، ولكن تعرضوا إلى كمين لداعش من خلال تفجير عبوة ناسفة بهم».
وتابع: «لدينا حاليا 13 شهيداً، وليس كما نُشر في وسائل الإعلام، وأيضا هناك أحد عناصر البيشمركه يرقد في العناية المركزة».
مدير عام صحة أربيل، قال إن «خمسة مصابين وصلوا إلى مستشفيات أربيل، وحاليا أوضاعهم الصحية مستقرة باستثناء حالة واحدة ترقد في العناية المركزة».
وأبدت حكومة إقليم كردستان العراق، أمس، استعدادها التام للتعاون والتنسيق مع الحكومة الاتحادية بهدف سد الثغرات الأمنية في المناطق المتنازع عليها بين أربيل وبغداد، والمشمولة بالمادة 140 من الدستور.
وقال المتحدث باسم الحكومة جوتيار عادل، في بيان صحافي أدان فيه الهجوم، إنه «بهدف وضع حد للهجمات الإرهابية المستمرة لداعش في المناطق الكردستانية خارج إدارة إقليم كردستان، وسد الثغرات الأمنية في تلك المناطق، يتعين على الحكومة الاتحادية التنسيق وتعزيز العمل المشترك مع قوات بيشمركه كردستان، إذ أعربت حكومة إقليم كردستان عن استعدادها التام للقيام بما يلزم في هذا الصدد».
وفي ردّة فعل على الحادث، ندد رئيس إقليم كردستان العراق، نيجيرفان بارزاني، أمس، بالهجوم، داعيا إلى ضرورة وضع حد نهائي لأعمال «الإرهابيين».
وقال، في بيان صحافي، «ندين بشدة الهجوم الوحشي الذي شنه الليلة الماضية إرهابيو داعش على السكان المدنيين في مناطق سركران وقرة جوخ التابعة لمخمور، والذي أسفر عن استشهاد ثلاثة إخوة من عائلة واحدة وإصابة عدد من المواطنين المدنيين بجروح، إلى جانب استشهاد عدد من البيشمركه الأبطال وإصابة عدد آخر منهم أثناء قيامهم بعملية مطاردة للإرهابيين».
وأضاف: «نتقدم بتعازينا من أعماق القلب إلى عوائل وذوي الشهداء الشامخين، ونتعاطف معهم من القلب ونشاطرهم أحزانهم، داعين الباري جل وعلا أن یتغمد أرواح الشهداء بعطفه ورحمته ويلهم عوائلهم وذويهم الصبر والسلوان، ونرجو الشفاء العاجل للجرحى».
حكومة كردستان تدعو الاتحادية للتعاون لسد الثغرات الأمنية
وشدد رئيس الإقليم، على أن «الهجمات والاعتداءات اليومية من جانب إرهابيي داعش، تستدعي الرد الحازم والعاجل واتخاذ اجراءات دفاعية وعسكرية صارمة من جانب العراق وإقليم كردستان لتضع حداً نهائياً للجرائم والعمليات الإرهابية».
حاجة عاجلة
وتابع بالقول: «لهذا الغرض، هناك حاجة عاجلة لمراجعة الأوضاع والقدرات العسكرية واتخاذ خطوات متسارعة وفورية لتحقيق تنسيق أكثر فعالية بين الجيش العراقي والبيشمركه بمشاركة ومساندة من التحالف الدولي، بما يضمن سد الفراغات الأمنية والعسكرية، وخاصة تلك التي بين مواقع البيشمركه والقوات العراقية».
واستطرد، قائلا: «على الصعيد السياسي، على كل القوى والأطراف العراقية أن تدرك أنه ما لم تتخذ العملية السياسية مسارها القويم ولم يستتب الأمن والاستقرار في البلد، سيستثمر الإرهابيون الوضع لصالحهم، لذا فإن الواجب الوطني الأول لكل العراقيين هو تخطي الخلافات السياسية وأن نعمل جميعنا معاً على مواجهة الإرهاب واستعادة الأمن والاستقرار».
كذلك، أصدر رئيس حكومة إقليم كردستان، مسرور بارزاني، بياناً بشأن الهجوم.
وقال، في البيان: «بأسف وحزن عميقين، وإثر هجوم إرهابيي داعش على قرية خدر جيجة في سفوح جبال قره جوخ، استشهد عدد من المواطنين والبيشمركه الأبطال فيما أصيب عدد آخر بجروح».
وأضاف: «نتقدم بخالص التعازي والمواساة إلى عوائل الشهداء وذويهم، فإننا نشاطر أحزانهم ونسأل المولى القدير أن يتغمد أرواح الشهداء بواسع رحمته ويسكنهم فسيح جناته، وأن يلهم ذويهم وعوائلهم الصبر والسلوان، وأن يمّن على الجرحى بالشفاء العاجل».
تهديد حقيقي
وتابع بارزاني: «لقد أصبح إرهابيو داعش تهديداً حقيقياً على حياة أهالي المناطق الكردستانية خارج إدارة الإقليم (في إشارة إلى المناطق المتنازع عليها) مما يتطلب تعاوناً قوياً ومحكماً بين البيشمركه والجيش العراقي والتحالف الدولي بأسرع وقت ممكن، للمضي باتخاذ الإجراءات اللازمة لإنهاء تنامي إرهابيي داعش ومحاولات تنظيم صفوفهم ووقف هجماتهم واعتداءاهم الوحشية وحماية حياة البيشمركه وسكان تلك المناطق».
وأكد أن «حكومة إقليم كردستان مستعدة لتعزيز أي تعاون وتنسيق لمكافحة الإرهاب وتحقيق استقرار الوضع في العراق بشكل عام، والمناطق التي تتعرض إلى اعتداءات داعش بشكل خاص».
كما دعا، رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني، مسعود بارزاني، إلى إعادة النظر في خطوط الدفاع لقوات البيشمركه.
وقال، في بيان أصدره على خلفية الحادثة، «أُعلن انه من أجل الحماية والدفاع عن الارض والوطن يجب إعادة النظر وإجراء تدقيق أكثر في شؤون قوات البيشمركه وخطوط الدفاع واتخاذ الإجراءات الضرورية امام اي تقصير موجود».
ولفت إلى أن «من الضروري أيضا الثأر لدماء الشهداء من الأعداء».
رئيس تحالف «قوى الدولة الوطنية» عمار الحكيم، قال في «تدوينة» له، «تابعنا بقلق الخرقين الأمنيين المزدوجين الذين شهدتهما قرية (خدر جيجة) في محيط قضاء مخمور وراح ضحيتهما عدد من المواطنين ومنتسبي قوات البيشمركه».
وأضاف أن «الحادث مدعاة لجهد استخباري مشترك لإحباط المخططات الإجرامية ويعيد للمناطق الرخوة أمنها واستقرارها».
البشمركه ليسوا عراقيين فهم يتكلمون اما الماني او كردي