العراق يعلن اعتقال خمس نساء من تنظيم «الدولة» وتصفية قيادي في الأنبار

مشرق ريسان
حجم الخط
0

بغداد ـ «القدس العربي»: واصلت قوات الأمن العراقية عملياتها ضد مسلحي تنظيم «الدولة الإسلامية» بعد التفجيرات الانتحارية التي استهدفت سوقاً شعبية بقلب العاصمة العراقية بغداد، وتعرض قوات «الحشد الشعبي» لهجوم للتنظيم في صلاح الدين، خلف أكثر من 150 ضحية بين قتيل ومصاب.
وفي مطلع الأسبوع الماضي، أطلقت القوات العراقية عملية «الثأر للشهداء» أسهمت بالإطاحة بقادة بارزين في التنظيم، معوّلة على معلومات استخباراتية دقيقة، حسب بيانات قادة في المؤسستين الأمنية والعسكرية العراقية.
ويبدو أن عمليات ملاحقة مسلحي وعناصر التنظيم، لم تنتهِ بعد، إذ أعلنت قيادة فرقة التدخل السريع، أمس الأحد، القبض على خمس متهمات وفق المادة (4) إرهاب في محافظة صلاح الدين.
بيان للقيادة ذكّر أن «قوة من اللواء الثالث تمكنت من إلقاء القبض على خمس متهمات وفق المادة (4) إرهاب في ناحية سليمان بيك شرق محافظة صلاح الدين».
وأضافت أن «المتهمات اعترفن بالعمل مع عصابات داعش الإرهابية» مشيرة إلى قيامها بـ«إحالتهن إلى الجهات المعنية لغرض إكمال الإجراءات القانونية بحقهن».

تدمير وكر

وقبل ذلك، أعلنت خلية الإعلام الأمني (حكومية) مقتل عنصرين من التنظيم بينهم «مسؤول» غربي قضاء الرطبة في محافظة الأنبار، أقصى غرب البلاد.
وقالت الخلية في بيان صحافي: «تواصل قواتنا الأمنية البطلة متابعة العناصر الإرهابية وملاحقتهم في مختلف المناطق، حيث تمكنت قوة من فوج استخبارات الفرقة الأولى بالجيش العراقي، من قتل إرهابيين اثنين أحدهم ما يسمى المسؤول العسكري لداعش في صحراء غربي قضاء الرطبة المجرم (مثنى شتران المرعاوي) كما دمرت وكر للارهابيين في منطقة فيضة الغزلان جنوب قضاء الرطبة في عمق الصحراء».
وأكد البيان، أن «قواتنا الأمنية عازمة على متابعة عناصر عصابات داعش الإرهابية أينما كانوا وأنها تواصل العمل الاستخباري وجمع المعلومات بشكل مكثف لإنهاء تواجد الإرهاب والجريمة بمختلف صورها».
وسبق لرئيس الوزراء العراقي، القائد العام للقوات المسلحة، مصطفى الكاظمي، أن أعلن تنفيذ «القصاص العادل» للتفجيرين الانتحاريين اللذان ضربا ساحة الطيران وسط العاصمة بغداد، فيما هاجم من وصفهم «الخارجين على القانون» قائلاً: «بيننا وبينهم الدم».

الكاظمي يدعو لوقف المزايدات واستغلال مشاعر الناس لتمرير مشاريع سياسية

جاء ذلك خلال استقبال الكاظمي، مساء أول أمس، عائلات ضحايا تفجير ساحة الطيران.
ونقل بيان لمكتب الكاظمي عن الأخير قوله: «قالوا لي يجب أن تحضر مجالس عزاء شهداء الطيران. وقلت أنا أب وأخ لكل الذين سقطوا بلا ذنب في شوارع بغداد، وواجبي الإنساني والاخلاقي يقتضي البحث عن القصاص العادل».
وأشار إلى أن «المدعو والي العراق بعصابات داعش كنا نتابع تحركاته منذ أشهر، وفي كل مرة نحاول فيها القضاء عليه تواجهنا العراقيل، وبعد حادثة ساحة الطيران والهجوم على الحشد في صلاح الدين أقسمت أمام العراقيين أن دم هؤلاء الضحايا الأبرياء لن يضيع هدراً. والثمن لن يكون قياديا هنا أو هناك، بل رأس هذه العصابة الإجرامية التكفيرية».
وأوضح: «إخوانكم في كل القوى الأمنية والاستخبارية والعسكرية لم يقصروا. ربطوا الليل بالنهار في متابعة هذا المجرم ومن معه وهم المخططون والمنفذون والمتورطون بسفك دماء أبنائنا».
وتابع قائلا: «عندما حانت ساعة الصفر للقصاص. صليت ركعتين حمدا وشكراً لله، واتخذت أمر الهجوم، والحمد لله كانت النتيجة رؤوس التنظيم».

«دم العراقي غالي»

وقال ايضاً: «رسالتي كرئيس للسلطة التنفيذية والقائد العام للقوات المسلحة في العراق العظيم: دم العراقي غالي وسينال كل من تورط بدم العراقيين قصاصه العادل. وهذا لا يشمل فقط شهداء الطيران وصلاح الدين بل كل شهداء العراق ومنهم شهداء تشرين-أكتوبر».
وأشار إلى أن «دم مصطفى الكاظمي أو أي مسؤول عراقي ليس أغلى من دم بائع الشاي أو علي أو عمر وحسين في ساحة الطيران. وليس أغلى من دم شهداء الحشد في صلاح الدين، او شهداء العراق في ساحة التحرير أو الحبوبي أو البصرة. هذه السلطة زائلة. لكن الدم لا يزول. قرون طويلة لا تمحي الدم».
وشدد قائلا: « كفى مزايدات واستغلال لمشاعر الناس ممن يريد تمرير مشاريع سياسية ومصالح اقتصادية، هناك من استغل دم شهداء العراق وأصبحوا حكاما وأصحاب مليارات ويشترون القصور والسيارات. وبدم شهداء العراق اغتنى طرفان. داعش والخارجون على القانون، كلاهما يستثمران الدم للحصول على أموالكم وحقوقكم».
ولفت إلى أن «كلمة شهيد ترافق العراقيين منذ سنوات طويلة، حتى بتنا نصنف الشهداء، هناك شهداء لحروب صدام. وهناك شهداء لمقاومة صدام، وهناك شهداء لعمليات عسكرية، وهناك شهداء لتظاهرات، كفى. كل دم عراقي بريء هو شهيد في العراق له الحقوق نفسها. قدمنا قانونا إلى مجلس النواب وأتمنى إقراره. من المعيب أن نصنف الدم العراقي، الدم هو الدم العراقي وهذا يحملنا مسؤولية أخلاقية كبيرة».
واشار إلى أن «داعش ومن والاهم بيننا وبينهم دم العراقيين، والخارجون على القانون بيننا وبينهم دم العراقيين والدم واحد».
وختم قائلاً: «اعزيكم وأعزي نفسي. وأقف أمامكم لأقول، ثمن كل هذا الدم العراقي هو الدولة، إذا دفعنا كل هذا الدم ولم نصل إلى الدولة سيلعننا التاريخ جميعا، الدولة هي وليّ دمكم ودمي ودم كل العراقيين، وعلينا جميعا أن نبني الدولة العراقية القوية الحرة المقتدرة، وحينها فقط نكون قد اقتصصنا للدم العراقي الطاهر الذي سال من أجل الدولة».

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية