بغداد ـ «القدس العربي» : أعلن «الحشد الشعبي» في العراق أمس الأربعاء، إطلاق عملية عسكرية وصفها بـ«الواسعة» في محافظة ديالى، بعد أقل من 24 ساعة على هجومٍ شنّه تنظيم «الدولة الإسلامية» ضده أسفر عن مقتل 5 من مقاتلي «الحشد» وفيما أفصحت بغداد عن معلومات جديدة بشأن الإطاحة بـ«قائد ولاية جنوب العراق» في التنظيم، صدرت دعوة، إلى القوات الأمنية من أجل «اليقظة والحذر» عقب تكرار هجمات «الدولة».
إعلام «الحشد» اكتفى ببيان صحافي مُقتضب، أعلن فيه الانطلاق «بعملية أمنية واسعة في مناطق نفط خانه التابعة لقضاء خانقين شرق ديالى». من دون ذكر مزيد من التفصيلات.
وتأتي العملية على خلفية هجوم شنّه تنظيم «الدولة» ليلة أمس الأول، استهدف قوات تابعة «للحشد» في المنطقة ذاتها، خلّف 5 قتلى بينهم قيادي.
زعيم تحالف «الفتح» هادي العامري، والذي يضم أغلب قادة الفصائل المسلحة المنضوية في «الحشد» غرا بمقتل عناصر «الحشد» الذين «جادوا بأرواحهم وهم يتصدون للإرهاب الداعشي الغادر في قضاء خانقين» وفق قوله.
كذلك عزا رئيس «هيئة الحشد الشعبي» فالح الفياض، بقتلى «الحشد» قائلاً إن «دماء الحشد ستفشل كل المخططات التي تريد النيل من أمن العراق، مشيراً إلى أن «الإرهاب لن ينال ما يطمح إليه».
مخططات
ودعا النائب الأول لرئيس البرلمان، حسن الكعبي، الأجهزة الأمنية إلى اليقظة والحذر التام أمام مخططات التنظيم، فيما أشاد بنتائج عمليات «ثأر الشهداء».
وقال في بيان صحافي، «ندعو الأجهزة الأمنية في كافة القواطع إلى اليقظة والحذر التام أمام مخططات داعش والاستمرار في نطاق العمليات الاستباقية لملاحقة بقايا عصابات داعش الإجرامية دون توقف وتخليص البلاد من شرهم» محذرا من »التهاون أو التراخي مع الجرائم الأخيرة لهذه المجموعات الإرهابية وسحق عظامها انتقاما لجميع شهداء العراق».
الكعبي دعا الأجهزة الأمنية إلى اليقظة والحذر التام
وأكد الكعبي ضرورة «تكثيف الجهد الاستخباري لاسيما في المناطق التي تنشط فيها بقايا خلايا داعش، والاسراع في معالجة اسباب الثغرات الأمنية التي تفسح المجال أمام قوى الشر لتنفيذ عملياتهم الغادرة» مشيدا في الوقت ذاته بـ«العمليات النوعية التي أدت إلى هلاك ما يسمى الوالي العسكري العام لقاطع جنوب البلاد والنتائج التي تخللتها عمليات ثأر الشهداء بينهم بما يسمى والي العراق ونائب الخليفة».
في السياق ذاته، أعلن اللواء يحيى رسول، الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة، تفاصيل عملية القضاء على «قائد جنوب العراق في التنظيم» فيما أكد أن المدعو الغريباوي هو مَن أشرف على تفجيري ساحة الطيران في بغداد 1 خلّفا أكثر من 150 شخصاً بين قتيل وجريح.
«القصاص»
وذكر في بيان، «لم يهدأ الأبطال في الأجهزة الأمنية من أجل الأخذ الثائر من المجرمين المتورطين في حادثة انفجار ساحة الطيران في بغداد، وحسب توجيهات القائد العام للقوات المسلحة، واصلوا بجد متابعة الإرهابيين الذين خططوا واشرفوا على هذا العمل الإرهابي الجبان الذي استهداف الأبرياء في يوم 21 من كانون الثاني /يناير لعام 2021».
وأضاف، أن «بعد التوكل على الله شرع الشجعان في وكالة الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية في وزارة الداخلية بالعمل الميداني للوصول إلى هذه العناصر الإرهابية، وبالفعل تم التوصل إليهم وجرى القصاص منهم، حيث تم تزويد طيران التحالف الدولي بمعلومات عن أماكن تواجدهم، حيث تم توجيه ضربة جوية دقيقة في قضاء أبو غريب غربي بغداد، أسفرت عن قتل الإرهابي (جبار علي فياض) المكنى أبو حسن الغريباوي الذي يشغل منصب ما يسمى العسكري العام لقاطع جنوب العراق».
وأشار إلى أن «الغريباوي هو الذي أشرف على العملية الإرهابية في ساحة الطيران، كما قتل في هذه الضربة الإرهابي المجرم (غانم صباح جواد) المسؤول عن نقل الإرهابيين الانتحاريين اللذين فجرا نفسيهما العفنة في هذا الحادث الأليم» لافتاً إلى «قتل إرهابيين اثنين فيما يجري التحقق من معلوماتهما وعملهما، فضلا عن قتل عدد اخر من مساعديهم المجرمين وسنوافيكم التفاصيل لاحقاً عنهما».
وأوضح أن «قواتنا الأمنية البطلة مستمرة بعملياتها النوعية الاستباقية، وملاحقة الإرهابيين أينما كانوا، حيث تم استهداف خمسة إرهابيين وقتلهم في وقت سابق على يدي قواتنا الأمنية، ومازال القصاص مستمر بحق كل من تسول له نفسه العبث بأمن المواطنين».
إلى ذلك، علقت قيادة العمليات المشتركة، حول مقتل الغريباوي، فيما أكدت أن لديها قائمة أخرى «للإرهابيين» سيتم مطاردتهم لاحقا.
وقال المتحدث باسم قيادة العمليات اللواء تحسين الخفاجي، حسب الوكالة الحكومية، إن «قتل الإرهابيين كان ردا لكل من يشكك بقدرات القوات الأمنية» مبينا أن «القوات الأمنية اثبتت للعالم بأنها قادرة على حماية البلد وشعبه».
وأضاف، أن العملية «تأتي انتقاما لشهداء ساحة الطيران، حيث كان الإرهابيون يخططون لعمليات إرهابية أخرى».
وتابع، أن «تم العثور على أحزمة ناسفة عقب قتل الإرهابيين غربي العاصمة بغداد» مؤكداً «وجود قائمة أخرى للإرهابيين ستتم ملاحقتهم لاحقا».