«العصائب» تردّ على العقوبات الأمريكية: واشنطن تحاول إبعاد «المقاومة» عن المشهد السياسي

مشرق ريسان
حجم الخط
1

بغداد ـ «القدس العربي» : عدّت حركة «عصائب أهل الحق»، بزعامة قيس الخزعلي، أمس الثلاثاء، العقوبات الأمريكية «الجديدة» المفروضة عليها، أنها تهدف لإبعاد «المقاومة» عن المشهد السياسي، وفيما دعت، الحكومة العراقية، إلى اتخاذ إجراءات ضد العقوبات الأمريكية الأخيرة، اتهم زعيم «العصائب»، الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، بالتحكّم في مواقع التواصل الاجتماعي في العراق، معتبراً في الوقت عينه «فصائل المقاومة» جزءا من «معادلة الردع» التي يتبناها الأمين العام لـ»حزب الله» اللبناني، حسن نصر الله، لمواجهة إسرائيل.
وأول أمس الإثنين، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، فرض عقوبات على «حزب الله اللبناني»، و»حركة عصائب أهل الحق»، و»كتائب حزب الله» في العراق.
وقالت الخارجية الأمريكية، حسب وسائل إعلام دولية، إن «عقوبات أمريكية فرضت على حزب الله اللبناني وحركة عصائب أهل الحق العراقية وكتائب حزب الله العراقي».
وأوضحت أن «الكيانات المعنية بالعقوبات خرقت حظر أسلحة الدمار الشامل بإيران وسوريا وكوريا الشمالية».

«لن تؤثر على الحركة»

وردّاً على ذلك، عد عضو المكتب السياسي لـ»حركة عصائب أهل الحق»، أحمد الموسوي، العقوبات الأمريكية ضد الحركة، بأنها «محاولة لإبعادها عن المشهد السياسي»، مبيناً أن هذه العقوبات «لن تؤثر على الحركة».
ونقلت قناة «العهد» الفضائية المملوكة للخزعلي، عن الموسوي قوله: «لا نستغرب استهداف أمريكا أبناء المقاومة»، مشيراً إلى أن «المقاومة أفشلت مشاريع أمريكا في العراق، وتحاول واشنطن إبعاد أبناء المقاومة عن المشهد». وأضاف أن «العقوبات الأمريكية ضد حركة عصائب أهل الحق، تعد محاولة لإبعادها عن المشهد السياسي»، مشيراً إلى أن «هذه العقوبات لن تؤثر على الحركة».
وطالب، الحكومة بـ»اتخاذ إجراءات ضد العقوبات الأمريكية»، لافتاً إلى أن «الإدارة الأمريكية تصر على بقائها في العراق، رغم الرفض السياسي والشعبي. لوجودها».
يتزامن ذلك مع توجيه الخزعلي اتهامات للسفارتين الأمريكية والبريطانية في العراق، بالتحكّم بمواقع التواصل الاجتماعي في العراق وخصوصا موقع «فيسبوك».
وذكر الخزعلي في كلمة له بمناسبة حلول شهر محرم والأحداث الأخيرة في العراق، نقلتها القناة نفسها، أن «السفارتين الأمريكية والبريطانية تتحكمان بمواقع التواصل الاجتماعي في العراق، وخصوصا الفيسبوك، لتشويه صورة الحشد والمقاومة الإسلامية، واتهامهم بالعمالة وخدمة الأجنبي وإنهم ذيول إيران وركزوا على هذا المصطلح، ليكون في أذهان العراقيين».
وأضاف أن «من يتهم المقاومة والحشد أنهما ذيول إيران، هم الناشطون المدنيون، وكأنهم جهة وطنية مقابل جهة عميلة»، مبينا أن «شعبية الحشد والمقاومة زادت مؤخرا بالرغم من حملات التشويه ضدهم «.
كما اتهم الخزعلي أيضاً «الكيان الإسرائيلي» بـ»استهداف مخازن ومعسكرات الحشد الشعبي أثناء فترة القتال ضد داعش الإرهابي، ما أدى إلى تدمير أعداد كبيرة من الذخائر، وكذلك استشهاد مجموعة من الشباب العراقيين، وأعلنا أننا نحتفظ بالرد بأي وقت مناسب ولن ننسى الشباب الذين قتلتهم إسرائيل».
وتابع: «إسرائيل هي مسؤولة عن الدمار الذي لحق بالعراق بعد عام 2003 وهناك وثائق واعترافات بينت بأن إسرائيل كانت تدفع بإتجاه حل الجيش وهي كانت مسؤولة عن إغتيال العقول العراقية وقصفت المفاعل النووية العراقية. وهي مسؤولة عن ما يحدث إلى هذه اللحظة».
وأوضح ان «الكيان الإسرائيلي لن يتوقف عن استهداف العراق لأسباب دينية وعقائدية، وأن الصهاينة يعتبرون العراق عدوهم الأول وتهديدهم الأكبر ويجب أن يدمر كل ما فيه وأن يباد أهله».

جر المنطقة لصراع

ومضى يقول: «التصعيد الإسرائيلي الأخير هدفه جر المنطقة إلى الصراع والمواجهة، وهي أحداث مهمة، وموقفنا منها أعلناه قبل أربع سنوات عندما كان الكيان يلوح باستهداف لبنان بذريعة أنه الجيش الأقوى في المنطقة».
وزاد: «نحن عبرنا من جنوب لبنان عن موقفنا وهو كان ولازال الذي يكمن بالجهوزية الكاملة للوقوف مع الشعب اللبناني والقضية الفلسطينية ضد إسرائيل»، مبيناً أن «إعلان السيد حسن نصر الله عن معادلة الردع نحن نقف إلى جانبه للوقوف صفا بوجه العدو الإسرائيلي لردعه».
وتابع: «في ذكرى ثورة الحسين نحن نعلن، وعلى لسان الهيئة التنسيقية لفصائل المقاومة، بأنها جزء من معادلة الردع»، مؤكدا أن «إسرائيل عدوة لجميع الشعوب الإسلامية والعربية. وهي العدو الأول للشعب العراقي، وهي عداء عملي».
في شأن آخر، رأى الخزعلي أن «من يدعون الوطنية هم أدوات للسفارات الأجنبية يجتمعون بشكل دوري لضرب استقرار محافظات الوسط والجنوب».
ولفت إلى أن «من يدعون الوطنية ليس أكثر من مسوخ حاولوا التزين بالوطنية واكتشفوا بأنهم أدوات للسفارات الأجنبية».
وتمّ قائلاً: «أولئك يجتمعون دوريا بفنادق ذات خمس نجوم تحت راعية انفصال البلد بهدف العمل على ضرب استقرار محافظات الوسط والجنوب حصرا».
وبشأن ملف الانتخابات التشريعية المبكّرة المقررة في العاشر من تشرين الأول/ أكتوبر المقبل، كشف الخزعلي عن «مخططين خطيرين» هدفهما عرقلة إجراء الانتخابات العراقية بموعدها المحدد. وذكر أن «بخصوص المخطط الأول، هناك مساع فعلية لإحداث مشاكل اجتماعية في الجنوب من خلال استهداف شيوخ العشائر العموم، واتهام عشائر أخرى بها، أي محاولة نقل فوضى ذي قار إلى محافظات أخرى، والدليل على ما حدث من اغتيال ابن شيخ كعب واتهام عشيرة أخرى بارتكاب الحادث».
وأضاف: «نحن نوصي كل شيوخ العشائر بالحيطة والحذر لحين انتهاء الانتخابات واللجوء إلى القانون والعرف بحال حدوث حالات أخرى».
وتابع أن «المخطط الثاني يكمن أن هناك مخططاً لزعزعة الاستقرار من خلال اغتيال ناشطين وليس إلقاء التهمة على الفصائل والحشد خصوصاً بعد أن فشلت هذه المؤامرات، بل وبعد اغتيال شخصية معينة من الناشطين يتم اغتيال شخصية بارزة من فصائل المقاومة من أجل دفع الفصيل لرد فعل أكثر».
واكمل: «نحن نوجه كلامنا إلى الناشطين أن لا يثقوا بكلام السفارات لأنهم أعضاء بأجهزة المخابرات وليس لديهم أي مانع أن يتراجعوا عن وعودهم».
كما كشف الخزعلي، عن وجود دول أجنبية تسعى إلى عرقلة اجراء الانتخابات المبكرة في العراق. وقال: «صار من الواضح أن هناك إرادة سياسية من قوى سياسية مهمة على إقامة الانتخابات بموعدها، وأن هناك إرادات من دول أجنبية محددة تسعى إلى عدم إقامة الانتخابات بموعدها وهي نفسها التي أججت الزوضاع خلال التظاهرات والتي أدت إلى وقوع خسائر بين القوات الأمنية والمتظاهرين».
وأضاف أن «الجهات التي تسعى إلى عرقلة الانتخابات هي نفسها التي طالبت بشدة بإجراء انتخابات مبكرة من خلال الناشطين، لكنها تعمل على تأجيلها بالسر ويهدف ذلك التناقض إلى إفشال الاتفاقية الصينية وحل الحشد الشعبي وإيجاد رأي عراقي ضد فصائل المقاومة التي أفشلت مشروع داعش الإرهــابي».

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود النرويج:

    تقصدون مقاومة الوطنية يا عملاء!! ولا حول ولا قوة الا بالله

إشترك في قائمتنا البريدية