العلاقات الأمريكية – الباكستانية وصلت الى مرحلة “ اجتماعات خالية من الدبلوماسية ”وتوقعات بفشل اجتماع بين خان وبومبيو

رائد صالحة
حجم الخط
0

واشنطن – “ القدس العربي ”- من رائد صالحة

وصل التشاؤم في لغة العديد من المراقبين الامريكيين بشأن العلاقات الامريكية- الباكستانية بانه ستكون“ معجزة ” اذ ما عقد اجتماع، الاربعاء ، في اسلام اباد بين وزير الخارجية الامريكي، مايك بومبيو ورئيس وزراء باكستان، عمران خان بسلاسة لان الاجتماعات الدبلوماسية السابقة بين الطرفين كانت خالية تماما من الدبلوماسية.

وبدأت( اللادبلوماسية ) مع أول مكالمة هاتفية من بومبيو الى خان، الذى كان حزبه أكبر حزب بعد انتخابات على مستوى البلاد في الشهر الماضي حيث تضمن الاعلان عن المحادثة بشكل رسمي من الجانب الامريكي فقرة وحيدة مقتضبة من محادثة 23 اغسطس/ اب جاء فيها ان الوزير بومبيو اثار أهمية اتخاذ باكستان اجراءات حاسمة ضد جميع الارهابيين الذين يعملون في باكستان, وردت اسلام اباد بشراسة نافية انه تم ذكر القضية برمتها ولكنها صمتت بعد ذلك حينما قالت وزارة الخارجية بانه يمكن ارسال نسخة من المحادثة الى اسلام اباد.

ورحبت باكستان، في أغسطس/ اب، بوزير الخارجية الايراني، محمد جواد ظريف، لمدة يومين من المحادثات، وأعرب خان عن دعم لا لبس فيه لموقف طهران بشأن الاتفاق النووي لعام 2015، الذى انسحبت منه واشنطن كما انتهز الفرصة لشكرالزعيم الايراني، اية الله خامئنى، على دعمه لنضال شعب كشميرمن أجل تقرير المصير( تسيطر الهند على جزء كبير من دولة كشمير ذات الاغلبية المسلمة).

  وكانت الخطوة التالية لواشنطن هي الغاء 300 مليون دولار من المساعدات العسكرية، وقد تم اتخاذ القرار في وقت سابق، ولكن تم تاكيده في نهاية الاسبوع الماضي، ربما بسبب السخط من زيارة ظريف ، وفقا لما قاله الخبراء، ويؤثر هذا التخفيض مباشرة على الجيش الباكستاني، القوة المهيمنة في السياسة الوطنية، والتى يعود اليها الفضل في دعم خان في الانتخابات ودفعه الى النصر.

ومن المرجح ان يكون تركيز جميع  المناقشات الامريكية – الباكستانية على افغانستان وسط ادعاءات امريكية لا تتوقف حول موقف غامض لباكستان من الارهاب مع مزاعم تقول ان المخابرات الباكستانية تدعم شبكة حقانى التى تعتبرها واشنطن جماعة ارهابية.

تركيز جميع  المناقشات الامريكية – الباكستانية على افغانستان وسط ادعاءات امريكية لا تتوقف حول موقف غامض لباكستان من الارهاب

وتعود التوترات بين واشنطن واسلام اباد الى فترة زعيم القاعدة ، اسامة بن لادن، الذى عاش لعدة سنوات في باكستان على بعد ميل من الاكاديمية العسكرية المرموقة قبل مقتله في غارة شنتها قوات البحرية الامريكية اضافة الى التفاصيل المحرجة في العلاقات الثنائية في عالم ذرة باكستانى تدعى واشنطن انه ساعد البرنامج النووي في كل من ايران وكوريا الشمالية .

وقال محللون امريكيون ان التحدى الذى سيواجه بومبيو هو الموازنة بين الاعتماد الامريكي المستمر على طريق بري عبر باكستان لتزويد قواتها التى عززت مؤخرا في افغانستان وتغريدات ترامب المستمرة حول ان المساعدات الامريكية لباكستان لم تحقق سوى الاكاذيب والخداع.

واكد وزير الخارجية الباكستانى انه يتوقع تبادلات في الاجتماع ولكن للحد من المواجهة، قد يطلب خان المزيد من الوقت للحفاظ على الاستقرار الداخلي، وهو نفس المطلب الذى طلبه خان من الناخبين عبر السعى لفترة سماح لمدة 3 اشهر قبل البدء في الانتقادات، وسوءا كان ذلك مؤشرا على السذاجة او ادراك التحديات الضخمة التى تواجه الحكومة الباكستانية فانه من غير الواضح كيق ستتغلب البلاد على العجز الهائل في الميزانية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية