انطلقت في أنقرة مطلع الأسبوع الجاري الجولة الثانية من المشاورات السياسية بين تركيا ومصر. وترأس الاجتماعات نائب وزير الخارجية التركي السفير سادات أونال ونائب وزير الخارجية المصري السفير حمدي لوزا. وتناولت محادثات اليوم الأول القضايا الثنائية، وناقش الجانبان يوم الأربعاء القضايا الإقليمية. وكانت الجولة الأولى من المحادثات بين الطرفين عقدت في 6 مايو الماضي بالعاصمة المصرية القاهرة، وأعلن بيان مشترك حينها أن المحادثات الاستكشافية كانت صريحة ومعمقة، حيث تطرقت إلى القضايا الثنائية فضلا عن عدد من القضايا الإقليمية، لاسيما الوضع في ليبيا وسوريا والعراق، وضرورة تحقيق السلام والأمن في شرقي المتوسط.
وتبذل تركيا حاليا جهودا من أجل التطبيع، ليس فقط مع مصر، بل أيضا مع الإمارات والبحرين والسعودية، وتستند هذه الجهود إلى حقيقة أن العلاقات بين الدول مبنية على سياسة واقعية، ولا تعني أن تركيا تخلت عن انتقاداتها حيال القضايا الإنسانية والديمقراطية وحقوق الإنسان. ولا شك بأن تحسين العلاقات بين تركيا ومصر يصب في مصلحة الشعوب المظلومة وليس ضدها.
المنطقة الآن تمر بتغيير كبير، ويجب ألا تغفل تركيا ودول المنطقة، توازنات القوى الجديدة في العالم والواقع المتغير
المنزعجون من استخدام أنقرة «القوة الصلبة» بدلاً من «القوة الناعمة»، استخدموا تسميات بحق تركيا في وسائل إعلام غربية وعربية من قبيل «المغامرة والإسلامية والعثمانية الجديدة». وانتقد هؤلاء تركيا بسبب تحركاتها النشيطة في مناطق عدة مثل ليبيا وقره باغ، وقالوا: «ماذا تفعل تركيا هناك؟»، وكانت تركيا تسعى من خلال هذه التحركات للحفاظ على مكانتها في الظروف الراهنة وفي النظام العالمي، الذي يمر بتغير كبير. وكان من المثير للتفكير أيضا أن الدول التي وجهت اتهامات ضد تركيا التزمت الصمت حيال تحركات دول أخرى مثل، روسيا وإسرائيل والولايات المتحدة وإيران، حتى إن تلك الاتهامات الموجهة ضد تركيا، كانت تتمتع بغطاء من هذه القوى. لكن المنطقة الآن تمر بتغيير كبير، ويجب ألا تغفل تركيا ودول المنطقة، توازنات القوى الجديدة في العالم والواقع المتغير في محيطنا. ومرة أخرى، تعمل تركيا في هذا الصدد على تفعيل السياسة الخارجية متعددة الأوجه والمخططة، علما أنها أصبحت لاعبا على نطاق عالمي في السنوات الأخيرة. كما عززت تركيا صناعاتها الدفاعية وقفزاتها التجارية من خلال أنشطتها في المناطق التي استخدمت فيها قوتها الصلبة. وبفضل قوتها الناعمة (مثل TIKA و YTB و TRT و Maarif) باتت تخلق أرضية شراكة دائمة في العلاقات. في المحصلة؛ تقوم تركيا بتأسيس دبلوماسية مكوكية جادة ليس فقط في الشرق الأوسط، بل أيضا في البلقان وآسيا الوسطى. والدور المؤثر الجديد لتركيا يلاحظه الخارج أكثر من الدول المجاورة لها. وعلى الرغم من الاضطرابات والتوترات، تعتمد قدرة تركيا المتنامية على الخبرة الدبلوماسية والعمل الدؤوب للرئيس أردوغان. ولا تزال تركيا تبرز بأدوارها في إحلال الاستقرار والوساطة والاستثمار ومنح الثقة لدول منطقتها، رغم الافتراءات التي يطلقها البعض ضدها بدعم من قوى أخرى.
كاتب تركي
هناك مبادئ, وهناك مصالح!
النظام التركي إختارت اللعب بين المبادئ والمصالح!! ولا حول ولا قوة الا بالله
سبحان الله.. مصر كانت جزء من الإمبراطورية العثمانية والأتراك طوروها خاصه نظام الري والقنوات المائي.. ولكن السياسه لها ماتقوله..
كل ما في الامر ان الوضع الاقتصادي لتركيا لا يسمح لها معادات الدول التي ممكن ان تكون عامل في تحسن وضع الاقتصاد التركي وليس هناك مباديء ولا هم يحزنون لا في امريكا ولا روسيا ولا اوربا عموما هنالك مصالح فقط ولكن اردوغان بسياساته السابقة اصبح او كاد يصبح بلا اصدقاء والمهم لديه الانتخابات القادمة