الغادريان: تقرير مولر يؤكد أن ترامب لا يصلح للرئاسة

إبراهيم درويش
حجم الخط
0

لندن- “القدس العربي”:
تساءلت صحيفة “الغارديان” عن الخطوة المقبلة بعد صدور نسخة مظلة من تقرير المحقق الخاص روبرت مولر، قائلة: “ليس مستغربا أن الوثيقة المكتوبة لا تشبه تلك الصورة التي قدمتها إدارة دونالد ترامب ويجب أن لا يسمح لها بأن تضع خطا عليها”.

وقالت: “في النهاية سمعنا من روبرت مولر نفسه، الذي واصل لعامين وتحت ضغوط شديدة ومحاولات دؤوبة لعزله تحقيقه الضخم. واحتفظ بالصمت في وقت زعمت فيه إدارة ترامب أن تقريره المكون من أكثر 400 صفحة هو تبرئة للرئيس. وأصبح الآن في معظمه في مجال الرأي العام وهذه ليست الكلمة القاطعة والنهائية”.
ولأن الوثيقة طويلة ومتعددة الجوانب فإن فهمها وهضمها والتعرف على تداعياتها يحتاج لوقت طويل. وعثر الباحثون والصحافيون الذين ينقبون خلالها على عدد من الأمور. ورفعت الوثيقة السقف عاليا حول التدخل الروسي في انتخابات عام 2016 وكذا سلوك الرئيس في حملته الإنتخابية.

ولكن التقرير لا يوجد فيه حقيقة قاتلة يمكن أن تؤثر على دعم القاعدة الإنتخابية المكرسة لترامب. والتقرير أيضا “إضافة شاجبة ومهمة وضرورية للأدلة المتراكمة” مشيرة إلى أن موقع مولر سمح له بالحصول على أدلة والضغط على أفراد بطريقة لم يكن الإعلام قادرا على عملها، كما أن موقع الوثيقة الرسمي مهم حتى لو هاجمها أنصار الرئيس. فهي تتحدث عن تدخل روسي “واسع ومنظم”. وتقدم تفاصيل عن العلاقة بين حملة الرئيس والدولة الروسية التي توقعت أن تستفيد من انتخاب ترامب واستفادة الحملة من المعلومات التي تسربها. وكانت الحملة متقبلة للدعم الروسي في بعض الأحيان مع أن التقرير لم يقدم أدلة قوية عن التآمر بين الطرفين.

ويذكر التقرير 11 مناسبة حاول فيها ترامب ومن معه تعويق مسار التحقيق والتي لم تكن ناجحة. وتقول الصحيفة إن الوثيقة التي نشرت يوم الخميس ليست القصة كاملة خاصة أن اجزاء منها ظللت بالأسود.

ورغم قانونية التظليل إلا أن الثقة بالرجل الذي يشرف على العملية معدومة -أي ويليام بار- الذي أساء تمثيل الوثيقة عندما نشر ملخصا عنها، وقال إن رفض الرئيس مقابلة المحقق الخاص هو دليل عن تعاون كامل.

وبالنسبة للرئيس ترامب “فقد انتهت اللعبة” إلا أن من يحرصون على الديمقراطية في أمريكا عليهم المضي بنفس المثابرة والتصميم التي أبداها مولر. وعليهم أولا الضغط على أعضاء الكونغرس للحصول على نسخة كاملة دون رقابة. وثانيا، عليهم تذكير الناخبين أن عدم قدرة مولر إدانة الرئيس بسبب القيود القانونية إلا أن تصرفات الرئيس غير عادية ومقززة مثل استعداد أنصاره والحزب الجمهوري الوقوف إلى جانبه رغم ما كشفه التقرير من أدلة عن تدخل عدو في العملية الإنتخابية. وثالثا، عليهم العمل لحماية أمريكا من تدخل ومحاولات تدخل جديدة. ويكشف تقرير مولر أن ترامب لا يصلح لمنصب الرئيس وكذا الوسائل التي أدت به للوصول إليه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية