لندن- “القدس العربي”:
نشرت صحيفة “الغارديان” افتتاحية حول التوتر بين السعودية وإيران قائلة إن “أقصى ضغط يحمل مخاطر قصوى”. وتابعت الصحيفة بالقول إن تصريحات دونالد ترامب في السياسة الخارجية تشبه لوحة من النقاط التي صممها فنان تجريدي، فالنقاط الفردية قد تكون مفهومة وربما تم رسم خط بين النقطة والأخرى، ولكنها في المجمل تبدو غير متماسكة.
فرده على الهجمات التي استهدفت المنشآت النفطية السعودية بداية الأسبوع تحول من التهديد والوعيد، وأن يد أمريكا على الزناد وجاهزة، إلى التصريح بـ”لا أرغب بالحرب مع أي أحد” و”في نقطة ما يمكن الخروج منها”.
ورغم اتهام وزير خارجيته مايك بومبيو إيران بالهجمات، إلا أن الرئيس قال إنه بحاجة لأدلة جديدة. فقد غير رأيه في اللحظة الأخيرة من هجوم انتقامي على منشآت عسكرية إيرانية بعد إسقاط الطائرة المسيرة في مضيق هرمز. وربما غير رأيه في ذلك الاتجاه. فهو وإن رغب بتجنب التورط في نزاع، خاصة في ظل الحملة الانتخابية التي يحاول من خلالها البقاء في البيت الأبيض لأربع سنوات أخرى، إلا أنه يتميز بالغرور ويدير إدارة مفككة وفوضوية ترتفع أمامها الرهانات في كل شهر.
فالهجوم على منشآت أبقيق النفطية، سواء كان بالطائرات المسيرة أو الصواريخ، أدى لتخفيض إنتاج المملكة إلى النصف، وأدى لأكبر ارتفاع في أسعار النفط لم يشهد السوق العالمي مثله منذ غزو صدام حسين الكويت قبل ثلاثة عقود. وتؤكد إيران أنها ليست مسؤولة عن الغارات التي تحمل مسؤوليتها المتمردون الحوثيون الذين تدعمهم في الحرب المدمرة ضد التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن. ولا يمكن النظر إلى أي طرف في هذا الوضع كشاهد عيان يمكن تصديقه. وحتى لو سلمنا براوية الحوثيين فإنهم لم يكونوا قادرين على القيام بهذا الهجوم المتقن بدون الدعم الإيراني الذي حصلوا عليه.
وكشفت تغريدات ترامب الأولى أنه يعطي السعوديين حق التصرف بالسياسة الخارجية الأمريكية. واتسمت تصريحات الرياض في البداية بالحذر رغم الخطاب الداعي للحرب الذي اتسمت به تصريحات ولي العهد السعودي ضد إيران. وترى الصحيفة أن السعودية لا مجال لها إلا الرد، وتخشى أن تضرب منشآتها المرة تلو الأخرى مما سيؤدي لتدمير القطاع النفطي الذي يعتمد عليه الاقتصاد. إلا أن السعودية تفهم خطوة الرد وتوسعه إلى حرب أوسع.
وحتى لو قامت الرياض بعملية سرية من خلال الحرب الإلكترونية، إلا أنها ستجد صعوبة في إنكارها، والرئيس ترامب راغب بنسبة المجد إلى نفسه في كل نسمة وحركة. وتبدو إيران واثقة من نفسها بدرجة أنه سيحاول تجنب رفع الرهان. وكان واضحا أن الحرب لن تطال فقط الشعب الإيراني. فممارسة أقصى ضغط -الذي كان من المفترض أن يركع إيران- زاد من عدوانها، لأن طهران لم يعد لديها ما تخسره.
ومن المثير للاستغراب أن الإمارات العربية المتحدة ابتعدت نوعا ما عن المواجهة مع إيران بعد تدمير ناقلات النفط في موانئها، في وقت حاولت فيه الدول الأوروبية خفض التوتر. ولن تنجح المبادرة الأوروبية طالما لم تعبر أمريكا عن رغبة بتخفيف العقوبات عن إيران كوسيلة لجلبها إلى طاولة المفاوضات.
وقللت الصحيفة من إمكانية نجاح الجهود الأوروبية -على الأقل في المدى القصير- نظرا لقوة الهجمات الأخيرة، كما قضت على آمال عودة ترامب إلى الاتفاقية النووية التي ألغاها العام الماضي أو الموافقة على أخرى جديدة. وانتقد ترامب الاتفاقية التي وقعت عام 2015 لتركيزها على المشروع النووي، ولم تعالج ملف حقوق الإنسان وتطوير الصواريخ الباليستية أو دعم طهران للجماعات الوكيلة عنها في الشرق الأوسط. وحتى لو كان ما يقوله مهما ولكنه ليس صحيحا، فقد كان الاتفاق مهما، والخروج منه جعل من التعامل مع القضايا الأخرى صعبا، بل وزاد من مخاطر دخول المنطقة في حرب كما أظهرت الهجمات الأخيرة.
لن يتجرا على تحريك مسدس ماء تجاة ايران بل هو من سلم ايران اليمن مثلما سلم بوش العراق لايران والكيني اوباما سلم سوريا لايران كلها مسرحيات لحلب ابن سلمان