لندن: “في المرة القادمة سنعرف ما هو مطلوب منا”، بهذه الكلمات عبرت الصحفية نسرين مالك، في مقالها بصحفية “الغارديان” البريطانية عن شعورها تجاه أي “ربيع عربي” مقبل.
الصحفية قالت إنّ من كانوا سببا في اندلاع الاحتجاجات، وتمكنوا من إسقاط ديكتاتور عربي في أحد البلدان (تونس) يمكنهم تكرار ما فعلوه، لكن في المرة المقبلة سيكون “كل شيء مختلفا”، وربما ستؤول النتائج إلى ما كان يطمحون إليه في المرة الأولى عندما انطلقت الاحتجاجات في تونس، مصر، السودان، سوريا وليبيا.
في مقالها الذي حمل عنوان “الربيع العربي ليس عبثا: القادم سيكون مختلفا”، والمنشور الإثنين، سردت مالك مشاعر الحزن واليأس التي سيطرت على عدد من الشعوب جراء فشل ربيعهم العربي، في الوقت الذي احتفت فيه بكل القوة والشجاعة والأمل الذي كان يغمر هذه الشعوب عندما قرروا الخروج إلى الشوارع لإسقاط أنظمة ديكتاتورية استمرت لعقود.
واستهلت مالك مقالها بالقول إنها لم تكن تتخيل أبدًا أن تكون الاحتجاجات التي اندلعت في تونس هي ما نسميها الآن الربيع العربي.
وأضافت: “في ذلك الوقت، لم يكن من المعقول ببساطة أن تسقط الاحتجاجات السلمية ديكتاتورًا عربيًا. لم يحدث من قبل ولا أحد يعرف حتى كيف سيبدو ذلك”.
لكنها في المقابل، عادت وتحدثت عن مشاعر الألم التي أصبحت ترافق عبارة “الربيع العربي”، بعد كل هذه السنوات في البلدان التي شهدت هكذا احتجاجات، وكيف تحولت تلك العبارة إلى مرادف “للأحلام المحطمة”.
وتابعت: “من المؤلم أن نتذكر كل أعمال الشجاعة، اللحظة التي اتصل فيها أحد الأصدقاء قبل النزول مباشرة للانضمام إلى أحد الاحتجاجات، ترك آخرون رقم هاتف العائلة في حالة عدم عودتهم أبدًا. عندما قمت بتعزية عائلات الذين ماتوا، ووجدت أن والديهم لم يكونوا حزانى، ولا خائفين، كانوا على يقين أن موت أطفالهم لن يذهب هباءً”.
ولفتت في مقالها إلى اللحظات التي بارك فيها كل شخص للآخر على نجاح الثورة في بلاده، وأمنيته بأن تكون بلده هي التالية. لكن، وفقا لمالك، “لم تجر الرياح كما تشتهي السفن”.
وأردفت: “انهارت كل دولة أخرى شهدت ربيعا عربيا ـ باستثناء تونس ـ متأثرة بالفوضى والحرب الأهلية، كما هو الحال في ليبيا وسوريا، وأيضا مصر”.
واستدركت: “دخلت هذه الدول حقبة جديدة من الديكتاتورية، أكثر ظلما وقمعًا من أي وقت مضى. ما حدث يبدو وكأنه تطبيق للتحذيرات التي صدرت ضد الاحتجاجات في بدايتها بأنها لن تؤدي إلا إلى مزيد من عدم الاستقرار السياسي”.
ـ حقيقة فشل الربيع العربي
قالت مالك في مقالها إنّ الربيع العربي “لم يفشل، لكنه في الأساس لم يكن لينجح”.
وأوضحت: “ببساطة، كان الانتقال السلمي، في ذلك الوقت وبتلك الطريقة، مستحيلًا”.
وأرجعت السبب إلى “عدم وجود أي ثقل حقيقي يواجه قوة الجيش أو وحشية الأجهزة الأمنية، أو إصرار المصالح والنخب الراسخة التي من شأنها أن تفعل أي شيء للحفاظ على سلطتها”.
وتابعت: “كانت المشكلة أيضا هي عدم وجود ما يكفي من القوى اللازمة لنجاح الثورة بدلاً من وجود العديد من التيارات المضادة ضدها. لأن الديكتاتورية لا تتعلق فقط بحكم رجل واحد، إنها تتعلق بتعقيم الديمقراطية”.
وأشارت إلى أنه عند اندلاع الربيع العربي قبل سنوات “لم تكن هناك أحزاب معارضة لتسخير وتوجيه الطاقة السياسية، ولا شخصيات كاريزمية عادت من المنفى أو هربت من السجن لتحفيز الحركات السياسية، ولا مجال للخطاب السياسي لأنه لم يكن هناك نظام إعلامي أو مساحة فكرية صحية بما يكفي لمقاومة محاولات الاستيلاء على السلطة بالمؤامرات والطائفية”.
وعليه، اعتبرت مالك أن كل هذه الأسباب جعلت النظر إلى إرث الربيع العربي أصبح وكأنه “رفض لمفهوم الاحتجاج ذاته”.
لكن في المقابل، أكدت مالك على وجود حقيقة واحدة واضحة الآن للطغاة وللناس على حد سواء وهي “أن ما حدث يمكن أن يحدث مجددا، لأنه قد حدث من قبل”.
واختتمت بالقول: “الآن نحن نعرف كيف يبدو الأمر، وفي المرة القادمة، سنعرف ما هو المطلوب منا”. (الأناضول)
ان لم يبدا الربيع بالممالك والمشايخ فلن يتعير شيئا ابدا
العرب قديما قالو … لكل زمان دوله ورجال اليوم العرب 22 دوله اما الرجال ففى السجن .