لندن- “القدس العربي”:
نشرت صحيفة “الغارديان” تقريراً، أعدّته مراسلتها في القدس بيثان ماكرنان، جاء فيه أن جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني سجلت 193 حادثاً استهدف المسعفين وسيارات الإسعاف في 2023، مضيفة أنه تم تقديم الستر الواقية من الرصاص للمسعفين العاملين في الضفة الغربية والقدس الشرقية بعد زيادة الهجمات على عمال الصحة وسيارات الإسعاف من قبل القوات الإسرائيلية والمستوطنين.
وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إن هناك زيادة بنسبة 31% في الهجمات، مقارنة مع العام الماضي.
وجاء هذا وسط تصاعد العنف، منذ آذار/مارس 2022، عندما بدأت القوات الإسرائيلية بهجمات شبه ليلية على مدن وبلدات الضفة الغربية، وبخاصة جنين ونابلس، رداً على سلسلة من العمليات المسلحة.
وشملت الهجمات على عمال الصحة والمسعفين إطلاق الرصاص الحي والرصاص المطاطي، وقبل الوصول إلى المرضى، وأثناء علاجهم، وعرقلة وصول سيارات الإسعاف التي تحاول الوصول للجرحى أو نقلهم.
ولا تشمل قائمة الهجمات، العملية الأخيرة للقوات الإسرائيلية في مخيم جنين، والتي كانت أول حملة عسكرية منذ عشرين عاماً. واستشهد في العملية 12 فلسطينياً، وقتل جندي إسرائيلي في المواجهات مع الفلسطينيين.
وهناك تقارير عدة عن استهداف سيارات الإسعاف بالرصاص الحي، أو منعها من الوصول إلى الجرحى.
ونفى الجيش الإسرائيلي، في بيان، أنه استهدف المسعفين الفلسطينيين ومنعهم من القيام بعمله، زاعماً أن: «الجيش الإسرائيلي يسمح بحرية الحركة لفرق الإسعاف في كل [الضفة الغربية]، وكذلك أثناء عمليات مكافحة الإرهاب، حيث يم التحاور مع المسؤولين الفلسطينيين، وبهدف تحذيرهم من المخاطر، ومنع تضرر غير المقاتلين، ومن بينهم فرق الإسعاف العالقة في مناطق القتال، والتي تكون محلاً لإطلا نار عشوائي من الإرهابيين المسلحين».
وتقول الصحيفة إن الهلال الأحمر الفلسطيني، بدأ بتزويد العاملين والمتطوعين بمعدات وقاية، منذ بداية العام، ولكنه كافح للحصول على التمويل واستيراد الستر الواقية وجلبها للضفة الغربية.
وقالت منظمة العون الطبي الفلسطيني (ماب)، ومقرها بريطانيا، إنها تقوم بتزويد الأدوية والمعدات، وتدرب الفرق الفلسطينية للتعامل مع صدمات الحرب، إلا أنها تعهدت بإرسال 20 سترة واقية من الرصاص وخوذاً بقيمة 18.500 جنيه إسترليني.
وقال أحمد جبريل، مدير الإسعاف والطوارئ بجمعية الهلال الأحمر، فرع نابلس: “مع زيادة المخاطر التي تواجه فرقنا، وأخيراً في جنين، فإن هذه الستر الواقية من الرصاص والخوذ ستقدم طبقة مهمة من الحماية، وتسمح للفرق بمواصلة إنقاذ الأرواح وتقديم الخدمات الطبية في مواجهة المخاطر”.
وتقول ميلاني وورد، مديرة ماب: “لقد اتخذنا هذه الخطوة غير المسبوقة رداً على الدعوة العاجلة من المسعفين الفلسطينيين للحماية من العنف الذي يواجهونه وهم على جبهة الواجب. ويجب ألا تتعرض حياة أي عامل صحي للخطر وهو ينقذ الآخرين”.
وتقول الصحيفة إن الحاجة للأدوية الطارئة، مع المخاطر التي تواجه المسعفين، تتصاعد. فقد شهد هذا العام أحداثاً دموية لم تسجل منذ نهاية الانتفاضة الثانية، عام 2005. واستشهد حتى الآن أكثر من 167 فلسطينياً، وقتل 26 إسرائيلياً.
وتقول الهلال الأحمر إن 12 مسعفاً قتلوا في فترة الانتفاضة الثانية، ما بين 2000- 2005.
وأشارت صحيفة “واشنطن بوست”، في تقرير لها عن المخاطر التي تواجه عمال الإسعاف الفلسطينيين، أن زيادة الهجمات عليهم هي بنسبة 300%. ونقلت عن مسعف قوله إنهم يصافحون أهاليهم ويودعونهم عندما يستدعون للإغاثة الطبية، حيث صاروا محلاً للاستهداف من القوات الإسرائيلية التي ترمي عليها الرصاص وعبوات الغاز والرصاص المطاطي. وقال: “لا نعرف إن كنا سنعود أم لا”.
وشاهد مراسل الصحيفة لقطات فيديو من عمال في مركز للإسعاف الطارئ بنابلس، وكيف صور المسعفون سيارة وقد اندلعت فيها النيران عندما استهدفها الجيش بعبوات الغاز، وأظهر فيديو آخر جنوداً إسرائيليين، وهم يهاجمون مسعفاً. وقال عماد أبو جيش، وهو طبيب متطوع، إنه أصيب برصاصة مطاطية، عندما كان يعالج رجلاً كبيراً من آثار الغاز المسيل للدموع، حيث اضطر لتركه على الأرض.
وعندما قامت جمعية خيرية بريطانية بدراسة مسحية لاحتياجات خدمات الطوارئ الطبية الفلسطينية، كان الجواب هو الستر الواقية من الرصاص.
وقالت وورد من ماب: “كمؤسسة خيرية وجمعية طبية، فأن تكتشف أن الستر الواقية هي واحدة من أهم الإمدادات الطبية الطارئة كان صدمة”.
وقال مدير الهلال الأحمر الفلسطيني يونس الخطيب إن مؤسسته قدمت شكاوى للجيش الإسرائيلي، لكنها كانت تختفي و “نرسلها إلى المحقق العسكري، لكننا لا نسمع منه”.