الغارديان: بايدن بات تهمة للدبلوماسية وحل أزمة أوكرانيا يكمن في دونباس

إبراهيم درويش
حجم الخط
1

لندن-“القدس العربي”: نشرت صحيفة “الغارديان” مقالا للكاتب سايمون جينكنز قال فيه إن الرئيس جو بايدن أصبح تهمة دبلوماسية وهو يلعب في صالح بوتين.
وجاء فيه أن المبدأ الحديدي للحرب هو أن تتخيل ما يريد عدوك منك أن تفعله وليس ما لا تفعله. فعندما غزا فلاديمير بوتين أوكرانيا، وكذب على شعبه لكي يبرره، وأخبرهم أنه لا يستهدف أوكرانيا ولكن الناتو والغرب الذي يريد هزيمته والإطاحة به.

ظل الناتو حتى هذا الوقت دقيقا ولم ينزل إلى لعبة بوتين.

ولهذا السبب يجب دعمه في هذه المعركة، وهو ما فعلوه حتى الوقت الحالي. وظل الناتو حتى هذا الوقت دقيقا ولم ينزل إلى لعبة بوتين. وظل بعيدا عن تقديم الدعم العسكري للرئيس الأوكراني فولدومير زيلينسكي كما فعلت الدول الأعضاء بمفردها.
ولكل رقصة الحرب وتعزيز الدفاع والتصفيق في العواصم الغربية، تم الاحتفاظ بالمبدأ. وهذا نزاع بين روسيا وجارتها، وجذوره عميقة في تاريخ أوروبا وحرصها على أمنها. ولا يوجد شيء خطير أكثر من الموافقة على سردية بوتين، والقبول بإحياء العداء كما في الحرب الباردة بين روسيا والغرب. فالدعم الأخلاقي واللوجيستي لكييف أمر، وطائرات الناتو والقوات على الأرض أمر آخر. فالأمر الأخير قد يقود إلى تصعيد متهور ومواجهة خارجة عن السيطرة.
وكمثال عن هذا الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي وصل في الأسبوع الماضي إلى أوروبا ومعه الخطاب الداعي للحرب. وكان قد اقترح في كانون الثاني/يناير أن التقدم الروسي نحو أوكرانيا سيكون بمثابة “توغل بسيط”. وفي آذار/مارس أخبر القوات الأمريكية في بولندا بأنه سيشاهد الأوكرانيين الشجعان يتحدون الروس “عندما تكونوا هناك” أي الجنود الأمريكيين. كما وسترد الولايات المتحدة “بطريقة ما” على هجوم كيماوي ضد أوكرانيا، وهو أمر لم يتم التلويح به. وذهب بايدن بعيدا حيث وصف بوتين بـ “الجزار” وشخص “لا يمكنه البقاء في السلطة”. ولهذا فقد خرق البروتوكول في الغرب الرافض لتغيير النظام في الخارج (إلا عندما تقوم أمريكا بإثارته). والتصريحات مشابهة لما قاله في تشرين الأول/أكتوبر الماضي من أن الولايات المتحدة ستوفر الحماية لتايوان حالة تعرضت لهجوم من الصين، وهو رفض كامل لغموض واشنطن الكامل حول الموضوع.
وفي كل الحالات، نفى البيت الأبيض ووزارة الخارجية أن بايدن لم يعن ما قال. وما بدا بأنه زلة اللسان أعطى صورة أننا أمام رئيس ليس سيدا يتحكم بلسانه أو إيجازاته.
وأذاعت موسكو نية بايدن القاسية للشعب الروسي. ورأت فرنسا وبريطانيا أنهما بحاجة لتأكيد موقفهما الداعي لعدم الاشتباك، مما أدى أثار استياء الأوكرانيين وقوض وحدة الناتو الدقيقة.
وكان الرد على كلام بايدن من الدبلوماسي الأمريكي المخضرم، ريتشارد هاس، بأن كلامه خطير قائلا “حقيقة أنه خارج النص جعله يبدو سيئا”. وقال إن كلام الرئيس كشف عن معتقده الحقيقي. ويقترح انقساما في موقف الإدارة الأمريكية من النزاع، والتزام الرئيس للحرب الواسعة. والمنظور هو عالم مكون من كتلتين يقودهما رجلين يد كل واحد منهما على الزر النووي، بدون أن يكون لأي منهما رؤية واضحة عن العالم.
وهذا هو بالذات سيناريو “الجنون” الذي تحدث عنه استراتيجيو القرن العشرين. وتعتبر أوكرانيا نقطة تحول، في نهاية البداية وقد تكون في بداية النهاية. وهذه لحظة الغموض القصوى. فالقتال على الأرض دخل في حالة من الانسداد. وقدم حلفاء أوكرانيا الدعم اللوجيستي قدر ما واتهم الشجاعة، في وقت حاولوا في تجنب الاتصال المباشر مع الروس. ويعرفون أن وجود القوات على الأرض سيعطي المبرر لرواية بوتين. وقد تؤدي لإطلاق العنان لتصعيد في الأهداف والأسلحة، وقد تتحول أوكرانيا إلى حمام دم، في وقت ستجد فيه أوروبا نفسها أمام تحالفات تشبه عام 1914. وقال الكاتب إن فولدومير زيلنسكي كان بارعا في تعبئة شعبه. وأثبت خطابه البسيط أن القوة العسكرية العاتية لا تواجه الكلمة البسيطة والمقاتلين الهواة في قلبهم قضية وحب وطنهم. ولكن زيلينسكي يجب ألا يبدو أقل براعة ويجب عليه التفاوض على التنازلات المحتومة، لو أراد منع تدمير المدن الأوكرانية بالكامل وتوافق قوات بوتين على الانسحاب. و التعليقات الواردة من كييف قبل محادثات السلام في إسطنبول تشير إلى وعي بالواقعية السياسية. واقترح زيلينسكي العودة إلى اتفاقية مينسك 2 عام 2015. وهذا اعتراف بنفور روسيا- وقد تعزز الآن- من أي تقدم للناتو قريبا من حدودها مع أوكرانيا. وقبلت بوضع أوكرانيا في إطار يشبه فنلندا. ولكن مينسك وافق على تأكيد استقلالية دونباس، وأي رفض يعني استمرار جحيم الحرب. وسيكون وضع هذه المنطقة مهما، فالمنطقة الصناعية في دونباس كانت مصدر الفوضى في أوكرانيا خلال السنوات الماضية. وقد أفسد هذا الانشقاق الإقليمي استقرار نصف سكون أوروبا خلال العقود الماضية- فرنسا، إسبانيا وبريطانيا. فالأنظمة المركزية تشجب هذه النزعات وتتعامل مع النزاعات الانفصالية كلعنة مزمنة. ولا شيء استثنائي حول أوكرانيا سوى أنها اليوم تثبت سم المركزية التي تركت يتم تركها. وهناك حاجة للبحث عن مسار دستوري لمناطق الحكم الذاتي في القرم ودونباس من أوكرانيا ويجب أن يكون مفتاح الحكم هذا هو السلام. ففي مكان ما من المياه العكرة للحكومات المفوضة تعتبر الكونفدرالية المستقبل لهذه المنطقة اليائسة من أوروبا. ومعظم منطقة دونباس مستقل منذ عام 2014 ويجب أن يكون ثمن الاعتراف بالإقليمين هو السلام. فحل مشكلة الحدود وضمان قبوله هو تحد. وآخر ما يحتاجه حبل الدبلوماسية المشدود هو أن يجد نفسه ألعوبة في يد السياسة الغربية الداخلية. ويقول الكاتب إن اثنين من قادة الناتو، بايدن وجونسون شعبويان لا يفهمهان فن الدبلوماسية. وكلاهما يواجه عداء الناخبين، وكلاهما قفزا على الحدود الأوكرانية وتفاخرا بأنهما أبطال على طريقة تشرتشل، مع أن تفاخرهما لم يمنع أو يردع بوتين، بل ويؤكدان سرده الوجودي على الساحة الدولية، وهو ما يجعله أقل ميلا لتقديم تنازلات في وقت الهزيمة. والمبدأ الثاني في الحرب هو أن تسمح لعدوك بجسر كي يسحب قواته. وهو جسر يعني أن دونباس الثمن للسلام والقبول بأن النزاع في أوكرانيا هو مع بوتين وليس بين الغرب وروسيا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول ميساء:

    هذا المتغطرس نسخة أصلية عن عقلية الأمريكي راعي البقر، اللهم انصر اخواننا في فلسطين واكسر اللهم شوكة المحتل اللعين إسرائيل كسرا لا جبر بعده أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا قولوا آمين يارب العالمين

إشترك في قائمتنا البريدية