الغارديان: بايدن يمكن أن يلغي أسوأ قرارات ترامب لكن لن يمحوها من السجل

إبراهيم درويش
حجم الخط
1

لندن- “القدس العربي”:

قالت صحيفة “الغارديان” في افتتاحيتها إن الرئيس الأمريكي المنتخب جوزيف بايدن سيحاول العودة إلى “الوضع الراهن” لما قبل فترة دونالد ترامب التي كسرت كل الأعراف وأغضبت الحلفاء وهمشتهم وجرأت أعداء أمريكا والديكتاتوريين.
وأشارت الصحيفة إلى ما قالته فيونا هيل، الخبيرة السابقة في إدارته بشؤون روسيا، من أن ترامب هو “عرض لتوعك وانحطاط وتحلل”. ففي الوقت الذي انتهزت فيه بعض الدول فرصة رئاسته، عبر الكثير منها عن رعبها. ولهذا السبب راقب العالم الانتخابات الرئاسية بطريقة لم يتابع فيها الناس انتخابات أمريكية من قبل. وشعر الناس بالراحة لفوز بايدن، وسيعتمد الرئيس المقبل على القرارات الرئيسية في تحديد الكثير من السياسات الخارجية بدون العودة إلى مجلس الشيوخ كما هو الحال في السياسات الداخلية.

وعلى أدنى مستوى، فسيكون بايدن رئيسا لديه الصبر لكي يقرأ تقريرا، ولديه المعرفة ليفهمه، ويعرف أن أمريكا لا يمكنها الازدهار بدون العالم. وسيكون رئيسا لا يكيل المديح للديكتاتوريين ويهين الحلفاء الديمقراطيين، كما سيكون رئيسا يستمع لمدراء الوكالات الاستخباراتية حول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وسيكلف مهمة السياسة المتعلقة بالشرق الأوسط لمسؤولين مجربين، وليس لصهره جارد كوشنر.
وتضيف الصحيفة أن بايدن تعهد بإلغاء الكثير من القرارات التي اتخذها ترامب، والعودة لاتفاقية باريس للتغيرات المناخية، ومنظمة الصحة العالمية، ويخطط لتمديد معاهدة “نيو ستارت” مع روسيا التي ستنتهي قريبا، وهي المعاهدة الوحيدة للتحكم بالسلاح النووي الموجودة.

وستكون مواجهة وباء فيروس كورونا هي أولوية بايدن الكبرى، والتعاون الدولي لحلها، وسيوقع على مبادرة “كوفاكس” الدولية التي تؤكد على أهمية حصول الدول الفقيرة على لقاح كوفيد-19، وستكون هذه إشارة قوية. وفعلت 180 دولة هذا بما فيها الصين.

وتقول الصحيفة إن الانتظار حتى دخول البيت الأبيض يحمل الكثير من المخاطر، خاصة أن بعض الدول قد تحاول الاستفادة من انشغال الولايات المتحدة بالعملية الانتقالية. ولا يحصل الرئيس المنتخب على التقارير الأمنية كما هو متعارف عليه، مما يجعله غير عالم بالمخاطر التي تحيط بأمريكا.

وهناك قلق بشأن تعيينات ترامب لخليفة وزير الدفاع مارك إسبر وغيره من الموالين له، وأن تعيينهم ليس مجرد خلاف في الرأي، بل تعبيد للطريق أمام قرارات مهمة.

ومنذ الانتخابات زار كبار مسؤولي الإدارة الأمريكية إسرائيل والإمارات والسعودية لمناقشة ملف إيران، بشكل زاد المخاوف من تبني ترامب سياسة الأرض المحروقة، وزيادة الضغط على إيران بحيث تردّ مما سيجعل من إحياء الاتفاق النووي الذي وعد به بايدن أمرا مستحيلا.

وكانت إدارة ترامب متشددة مع الصين أكثر من المتوقع وفرضت عقوبات على المسؤولين الصينيين بسبب انتهاكات حقوق الإنسان في منطقة تشنجيانغ. لكن سياسة ترامب هذه تشبه سياساته الأخرى التي اتسمت بالتقلب والتعاقدية، مما أعطى فكرة أن حقوق الإنسان لم تكن إلا وسيلة للحصول على عقد أفضل.

وكان التحول ضد الصين أمريكياً ودولياً نتيجة لممارساتها في هونغ كونغ وتشنجيانغ. ومواجهة الصين تحتاج إلى معلومات أمنية جيدة، وهو أمر صعب بسبب حالة التسييس في وزارة الخارجية والتخلص من المواهب المجربة.

وعليه فهناك حاجة لتقوية التحالفات الدولية والبحث عن طرق لدعم الصين بطريقة لا تؤدي إلى ردة فعل من بكين. وعادة ما يقدم نقاد ترامب صورة وردية عن السياسة الخارجية قبله. ومن الواضح أن بايدن سيحاول اتباع سياسة للعودة إلى الوضع الراهن. لكن مهمته ستكون صعبة، خاصة أن ترامب تعامل مع مكانة أمريكا المتغيرة في العالم وسرّع من تدهورها، فوصول رجل مثله إلى الرئاسة والحكم، أدى لتلاشي موقع أمريكا في العالم.

وفي الأسبوع الماضي هاجم بومبيو الوحشية التي سحقت فيها الصين دعاة الديمقراطية في هونغ كونغ، لكنه واصل قائلا وبابتسامة ساخرة، إن عملية نقل السلطة في أمريكا ستكون سلسلة، ولكن لولاية ثانية لترامب.

ولو كان معظم العالم يرى في أمريكا دولة خبيثة أو فيها عيوب، إلا أنها كانت دولة فاعلة وقادرة ومصدرا للحسد. ومن هنا فالهدم هو أسهل طريقة من البناء. ويحتاج بايدن لهدم أسوأ الملامح التي اتسمت بها سياسة أمريكا خلال السنوات الأربع الماضية، لكنه لا يستطيع محوها من السجل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول إبن كسيلة:

    لا حاجة لبيدن ….قرارات البرتقالي ستلغى بطبيعتها الغير معقولة …..لن يقبل أحد أن تبقى قراراته قائمة ……خاصة تلك اللتي ضح من أجلها …..العبوس القمطرير ….كلها ….كسراب بقيعة يحسبه الضمآن ماء…وهي لا شيء …..

إشترك في قائمتنا البريدية