لندن- “القدس العربي”:
قالت صحيفة “الغارديان” إن بقاء وزيرة الداخلية سويلا بريفرمان في منصبها، يعطي المعارضة الغاضبة على تدخلها في عمل قوى حفظ النظام والقانون فرصة لاستغلال ضعف رئيس الوزراء ريشي سوناك، وقد بدا واضحا أن بريفرمان تجاهلت حسب اعتراف مكتبه في 10 داونينغ ستريت، توصياته بتعديل مقال ناري نشرته في صحيفة “التايمز” واتهمت فيه شرطة لندن بمحاباة اليسار والمتعاطفين مع فلسطين.
وقالت الصحيفة إن الكثيرين يحاولون الحفاظ على الهدوء والاحترام، فيما تحاول وزيرة الداخلية الطامحة إشعال المزاج العام.
وأوضحت الغارديان بالقول: “يجب ألا يكتب وزير داخلية المقال الذي نشرته سويلا بريفرمان في التايمز يوم الخميس، وهو يتوقع أن يظل في منصبه. فالمقال هو تدخل متهور في أكثر الموضوعات السياسية حساسية اليوم، ونشرته عن عمد”.
واتهمت الصحيفة الوزيرة بأنها تستغل مسؤولياتها الوزارية بطريقة سريعة وفضافضة. وقصدت إثارة المشاكل وليس المساعدة على الهدوء والنظام. ولم يوافق 10 دوانينغ ستريت على مقال بريفرمان.
وقالت الصحيفة إن لغة المقال نارية، فالمتظاهرون ليسوا “رعاعاً” كما وصفتهم الوزيرة، كما أنهم ليسوا “غاضبين” بطريقة عنيفة كما ألمحت. فالدعوة لوقف إطلاق النار لا تجعلك “مشاركا وداعيا للكراهية”، كما أن مشاركتك ليست “هدية للإرهابيين”، وفي مقالها الكثير من التوصيف الهجومي والقليل من الحقائق.
كما أن مقارنة وزيرة الداخلية، المسيرةَ التي ستعقد السبت بشمال أيرلندا، تنم عن جهل وخطير، واختيارها للكلام أدى للتشويش والخلط وإثارة الغضب بنفس الطريقة، مثل قولها إن المسيرة هي “تأكيد للتفوق، ولها رابطة مع الجماعات الإرهابية”.
ونجحت بريفرمان في إثارة أقصى قدر من الإساءة وأقل قدر من المصالحة، ليس فيما يتعلق بالصراع بين إسرائيل وحماس، ولكن في أيرلندا الشمالية أيضا. لكن أكبر تهمة موجهة لوزيرة الداخلية هي تقويض الاستقلال العملي للشرطة وقولها: “هناك انطباع” أن “ضباط الشرطة البارزين يمارسون المحاباة عندما يتعلق الأمر بالمتظاهرين”، وأتبعت هذا التعليق الفضفاض وغير المدعم بالحقائق، بهجوم على الشرطة و”حياديتها”، حيث قالت إن جماعات الأقليات ذات الروابط السياسية والمقربة من اليسار “تحصل على معاملة أفضل من الضباط البارزين” أكثر مما يحصل عليه “المحتجون القوميون ومن اليمين المتطرف”.
وتقول الصحيفة إن هذه الطريقة للهجوم على مفوض الشرطة سير مارك راولي، تعتبر ضربة عميقة لعمل الشرطة الأساسي. وقد عبّر مفوض الشرطة السابق سير روبرت مارك بوضوح في مذكراته، أنه يجب “ألا تعكس تحركات المفوّض، أماني الحكومة التي هي في السلطة، خلافا لما يتوصل إليه من حكم بناء على تجربته المهنية”.
وهذا مهم لو أرادت الشرطة الحصول على احترام الناس من كل المعتقدات السياسية. ورمت بريفرمان الآن حجرا داخل هذا النهج.
ومن خلال دعوة “اسكتلند يارد” لاتخاذ نهج ليس ضروريا، فإن وزيرة الداخلية عقّدت من مهمة قوة الشرطة. ومع اقتراب يوم تذكر الجنود الذين سقطوا في الحرب العالمية الأولى، تحاول الوزيرة إشعال المزاج العام. ومن الصعب تخيل أن هذه الوزيرة المسؤولة عن فرض النظام والقانون، سترحب بمشاهد من الفوضى والاضطرابات في لندن نهاية الأسبوع.
وفي عملها هذا، فهي تقوم بتقويض عمل وسلطة المفوض، إما بدون تفكير أو قصدا، ومحاولته التخلص من الضباط الكارهين للمرأة والعنصريين. ولم يحدث أن قام وزير أو وزيرة داخلية بعمل هذا، كما قالت يوفيت كوبر، نائبة رئيس حزب العمال، كما لم يُسمح أبدا لوزير داخلية باستغلال منصبه كمنصة للإعلان عن حملته لزعامة حزبه.
ويطالب حزب العمال والليبراليون الديمقراطيون، رئيس الوزراء ريشي سوناك بعزل بريفرمان، وأن يستبدلها بشخص يحترم الشرطة والحق بالتظاهر.