لندن-“القدس العربي”: نشرت صحيفة “الغارديان” افتتاحية حول التقرير البرلماني المتعلق بأخطاء تعامل حكومة بوريس جونسون مع وباء كورونا، وقالت إنه أظهر عددا من ملامح الفشل، وهي بداية جيدة لعملية تحقيق طويلة وليست نهاية الأمر.
وأضافت أن التقرير الذي نشرته يوم الإثنين لجنتين برلمانيتين هي مرحلة في عملية تعلم طويلة وتحتاج إلى المحاسبة بشأن طريقة تعامل الحكومة مع الوباء. وطلب مؤلفو التقرير طلبوا محقين بلجنة يترأسها قاض يحقق في الكارثة وتبدأ عملها “في أقرب وقت”.
وقالت إن رئيس لجنة الصحة والعناية الاجتماعية هو جيرمي هانت، أما رئيس لجنة العلوم والتكنولوجيا فهو غريغ كلارك، وكلاهما سياسيان جادان بنوع من الاستقلالية عن إدارة بوريس جونسون. وهما في الوقت نفسه وزيران سابقان في حكومة المحافظين.
وعلينا عدم التظاهر بأن هذا التحقيق يصل إلى درجة حكم مستقل على كيفية تعامل الحكومة مع كوفيد-19. ولم يكن مستغربا أن ترفض العائلات المنكوبة في العام ونصف العام الماضي التقرير كله وبغضب. مع أن المبعوث الخاص لمنظمة الصحة العالمية في موضوع كوفيد، دكتور ديفيد نابارو وصف العملية بأنها “لحظة تعلم مكثفة”، ومن المنطق تعلم الدروس النافعة من هذا التمرير والاعتراف في الوقت نفسه بحدوده. فعدد من نتائجه لا تثير الاستغراب، ذلك أن التقرير يركز على إنكلترا وبعد ذلك يعلق على قرارات الحكومات المفوضة.
ويتحدث التقرير عن التفكير القاصر الذي أخر عملية الإغلاق الأول وغياب الاستعداد الشامل والبطء وعدم الترتيب في تطبيق الفحوص وتتبع برامج العزل، وهي موضوعات حاضرة ومألوفة بين نقاد الحكومة، وهم كثر. ولا الكلمات القوية حول استبعاد قطاع الرعاية الاجتماعية الذي تم تجاهله بقرارات تدهش كل شخص. ومن الجيد أن يشير التقرير إلى الفشل الأوسع، بما في ذلك عدم الوضوح حول النتائج الجديدة. فالتفاعل المكثف بين الصحة الوطنية والرعاية الاجتماعية هي نقطة عمياء موجودة دائما.
ومن النتائج الجيدة إشارة التقرير إلى أن المجالس المحلية كانت مجهزة أفضل من الحكومة المركزية للتعامل مع نظام الفحص والمتابعة. وكذا حديث التقرير عن المعدلات غير المتناسبة للوفيات بين السود والأقليات العرقية الأخرى، والبالغين من ذوي الاحتياجات الخاصة. ويجب تشكيل سياسات واضحة للتعامل مع عدم المساواة الصحية ومعالجتها.
التقرير جنب الحكومة الإحراج، وحلل رئيس الوزراء من المسؤولية عندما قرر تجاهل الدعوات لإغلاق مؤقت عام 2020.
ومن النتائج المهمة التي تحدث عنها التقرير هو التردد البريطاني في الاستفادة من تجربة الدول الآسيوية. ومن النتائج المهمة هو أنه يجب ألا تعزل بريطانيا نفسها عندما يتعلق الأمر باختيار الخبراء وعلى الوزارات ان تكون مرنة في تغييرها والتكيف معها، وبشفافية وبدون سرية.
لكن التقرير جنب الحكومة الإحراج، وحلل رئيس الوزراء من المسؤولية عندما قرر تجاهل الدعوات لإغلاق مؤقت عام 2020. وفي الوقت الذي يجب أن يكون العلماء والطاقم الطبي الذين طوروا ووفروا العلاج هم محل الفخر الوطني إلا أن التقرير حافل بالتهنئة الذاتية.
ولأن مجال التقرير ضيق، فهو لم يقل الكثير عن وضع الصحة الوطنية ولا ما حدث داخل المستشفيات ونقص الطاقم الطبي والذي كان مشكلة حادة قبل كوفيد ووصلت حالة الطوارئ الآن. واختفى من التقرير السياق السياسي والاجتماعي الأوسع. مثلا، لماذا قررت الحكومة مبكرا (وخطأ) أن الرأي العام “لن يقبل الإغلاق لمدة معينة؟”، ومنذ البداية قالت البروفيسورة ديفي سيرندار إن الهدف يجب أن يكون مجرد شراء وقت بدون خسارة أرواح. ورفض الوزراء عمل هذا وكان فشلا ذريعا. ورفض كلارك في مقابلة له أن يحدد جدولا زمنيا لتحقيق عام. وهذا مخيب للأمال. والوضع الأحسن للبلد والعائلات المنكوبة هو الحصول على واحدة.