لندن – “القدس العربي”: ترى صحيفة “الغارديان” في افتتاحيتها، أن تريزا ماي تقود حزبا منقسما، وان الحكومة تقوم بتخزين الطعام والدواء وكأنها تحضر للحرب، بينما هي تحتاج، بحسب الصحيفة، للتواصل مع معارضيها ومنع انسحاق بريطانيا من الإتحاد الاوروبي في الأسابيع المقبلة، معتبرة رفض خطة ماي للخروج من الإتحاد الأوروبي، ضربة قاصمة لسلطة رئيسة الوزراء التي قضت عامين وهي تتفاوض على خطة كانت في جوهرها عكس ما أرادت لترى رفض البرلمان لها.
وتضيف الصحيفة أن حكومة الأقلية التي تقودها هزمت في أكثر من 28 مناسبة، “وستترك بريطانيا الإتحاد الأوروبي في مدى أسابيع. وتقود ماي حكومة منقسمة بشكل عاجز وحزبا تستشري فيه الخلافات وبلدا ممزقا. ورفض مجلس العموم المؤكد لخطتها يعني أنها انتهت، بعد ان خسرت بـ 230 صوتا وهي هزيمة لم تسجل من قبل، كما أن حجم الرفض لها يعني أنها خطة لا يمكن الإعتماد عليها”.
ماي قدمت خطة عبرت عن هوسها بالهجرة ومحاولة استرضاء المتشددين في الحزب، وكانت النتيجة “بريكست معصوبة العينين”
وترى الصحيفة أن المشكلة تبقى في حزب المحافظين بين الداعمين للخطة والرافضين لها، وبدلا من تخفيف الخلاف، قامت ماي بزيادته، فقد اختارت التفاوض حول الخروج مع المتشددين في حزبها لا الإتحاد الأوروبي، مقدمة خطة عبرت عن هوسها بالهجرة ومحاولة استرضاء المتشددين في الحزب، وكانت النتيجة “بريكست معصوبة العينين”، “أجلت فيها معظم القضايا للتفاوض بعد الخروج مثل مستقبل العلاقة مع أوروبا. وترى الصحيفة أن بريطانيا لبست لديها في الوقت الحالي خطة بديلة مما يعني أنها ستخرج بدون صفقة، وهذا بمثابة كارثة، ولهذا يجب على رئيسة الوزراء منع هذا الخيار، مقترحة السماح للغالبية في مجلس العموم السيطرة على الجهود، وهذا الخيار يستدعي الإبداع وتقوية اللجان وتفعيل القوانين، ويتطلب عدم وضع ماي وكوربن العقبات أمام الجهود، وإعطاء المباديء الدستورية مثل مجالس المواطنين التي تقدمت بها النائبة العمالية ليزا ناندي واستفتاء القادة الجديد، الفرصة لتوحيد الأحزاب ومنح الشرعية للخيار الذي تتوصل إليه.
وتعتقد الصحيفة أن قرار ماي قدم الحزب على المصالح القومية، ما يعني أن البلد ينجرف بلا هدف، في الوقت الذي تحاول فيه الحكومة تعديل اتفاقية الخروج، ولكن في ظل غياب القيادة فإن هذا الوضع سيقود إلى النزاع الذي تضخم من خلال محاولات الحكومة تخزين الطعام والدواء وكأنها تعد للحرب.
وتدعو الصحيفة قائلة “يجب علينا إنهاء الفوضى والانقسام الذي أدى لتشويه بلدنا”، متسائلة عما اذا كانت “بريطانيا البريكست” ستظل على علاقة دائمة مع أوروبا، بشكل يسمح للطرفين التعاون في المصالح والقيم المشتركة.
وترى الصحيفة أن ماي تأخرت كثيرا في القبول بثمن الخروج مفضلة التودد للنواب الذين رفضوا ربط الخروج بأي ثمن، ففكرة “الحصول على الكعكة وأكلها” طغت على الموقف، ما أدى إلى عدم التفكير في الكلفة والمنفعة.
وتختم الصحيفة بقول إن بريطانيا تواجه اليوم معضلة دستورية كبيرة، تتعلق بالمصالحة بين سيادة الشعب وسيادة البرلمان، وان التصويت جاء ليذل رئيسة الوزراء ويعلمها أهمية الحصول على دعم المعارضين، كما ان التصويت على البريكست كان مدفوعا بالرواتب الراكدة والتباين بين المناطق ومراكمة الثروة، ولم يلعب الإتحاد دورا في ظهورها ولن تحل بالخروج منه، بل بحكومة تنفذ السياسات الصحيحة.
ظلم بريطانيا لفلسطين اترد على البريطانيين وسياسة الحكم التي أصبحت بالية مع أن السياسة تُغذي بالأفكار والتجارب الناجحة إلا أن بريطانيا التي سطعت شمسها على العالم أصبحت مظلمة ومضنية للبريطانيين الذين يريدون ساستهم رمي حملهم على كيان متآكل ألا وهو الإتحاد الأوروبي.