لندن- “القدس العربي”: نشرت صحيفة “الغاريان” تقريرا لمراسلها في الشرق الأوسط مارتن شولوف، قال فيه إن البلد الذي حطمته الحرب أصبح مثل “دولة مافيا”، مما لم يترك مجالا للشك نتائج الإنتخابات الأخيرة يوم الأربعاء.
فالفائز فيها معروف وهو بشار الأسد الذي أكد سلطاته. فهو طاغية ومجرم حرب ولكن لأتباعه مخلص ماكر، ولكن هذه الآراء حوله لا خلاف عليها. فنتائج الانتخابات محددة وهي امتحان حقيقي للسلطة التي يتمتع بها على الدولة المحطمة التي تتشكل بعيدا عن اللافتات السياسية والحملات الزائفة.
ففي البلدات والمدن التي حطمها عقد من الوحشية، يحاول الرئيس المخضرم استعادة خسائره وتأكيد نفسه على أنه الشخص الوحيد الذي سيرسم الطريق من خارج أكبر دمار تشهده البلاد في عصرها الحديث.
وكان من النادر رؤيته خلال الأزمة لكنه أصبح عنصرا أساسيا مما تبقى من قلب سوريا المنتج، يزور المصانع ويتحدث مع الموظفين عن مصاعبهم ويستضيف الوفود بسهولة لم تر أثناء الأزمة.
وعمل حلفاء سوريا الروس والإيرانيون جهدهم لدعم بقاء النظام وحمايته من الهزيمة في المعارك. لكن النظام التقليدي السلطة، أي بيت الأسد، ظل جزءا عضويا في الحفاظ على السلطة من الداخل. فما تبقى من سوريا، أصبح في معظمه تحت سيطرة آل الأسد أكثر مما كان عليه الحال قبل الثورة. وظلت بنى السلطة التي تم بناؤها على مدى أربعة عقود أو يزيد عمادا للعائلة والديكتاتورية.
وفي الوقت الذي دخلت فيه الحرب الأهلية حالة من الانسداد، وهزم تنظيم “الدولة” تحركت أسماء الأسد، زوجة الرئيس للإطاحة بابن خال الأسد وأثرى أثرياء سوريا، رامي مخلوف والذي ظل بمثابة مستشاره المالي ولم يكن أحد يستطيع المساس به، حتى أصبح فجأة بدون غطاء.
ففي بداية عام 2020، سيطرت أسماء الأسد على مؤسسة خيرية استخدمها مخلوف لتقديم الدعم إلى عائلات الموالين للنظام ممن قتلوا في الحرب. وبحسب رجل أعمال بارز يعيش في المنفى لاتهامه بدعم الثورة ضد الأسد: “في تلك اللحظة عرف بشار وأسماء من أين تأتي الأموال إلى سوريا”، مضيفا: “هناك نظام للأمم المتحدة وجمعيات خيرية وقامت أسماء بالسيطرة على الجمعيات تحت رعاية رامي وخسر رامي موقعه بسرعة كراع لها، وما تبقى كان سهلا”.
وفي المرحلة الاحقة، جرد رامي من أسهمه في شركة الهواتف النقالة “سيرياتل”، واحدة من “البقرات” التي ظلت تحلب المال للاقتصاد المحطم بالعقوبات وانهيار النظام المالي في الجار لبنان وتراجع سعر العملة والتضخم.
وتم أخذ المجموعة التي أنشأها مخلوف كعجلة للاستثمار منه، وتُرك وحيدا يشكو من وضعه عبر سلسلة من الفيديوهات على صفحته في “فيسبوك”، وكان آخرها تسجيل وضعه قبل أسبوعين يشكو حظه ويزعم أن “معجزة” ستحدث قريبا في سوريا.
ويرى المراقبون أن المعجزة الوحيدة هي نتائج الانتخابات، ولو حصل الأسد على أقل من نسبة 90% من أصوات الناخبين.
ووصفت الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي العملية الانتخابية بغير الشرعية، ذلك أن معظم شمال سوريا خارج عن سيطرة النظام، كما أن العملية لا تلتزم بأهداف نهاية النزاع.
ويرى الكاتب أن الطريقة السهلة التي تم التخلص فيها من مخلوف والسيطرة على الموارد المالية من شركاته قاد البعض لمقارنة البلد بـ”دولة المافيا” والتي تستخدم البنى التحتية الضعيفة للدولة لإبقاء أبتاعها تحت سيطرتها. وقال رجل الأعمال أن “أهم لحظة لبشار جاءت عندما ماتت والدته” في عام 2016. و”فتحت الأبواب لأسماء، وشعر بشار بالحرية لعمل ما يريد، وكانت أنيسة متشددة، وأصرت على قمع المتظاهرين عام 2011″.
الطريقة السهلة التي تم التخلص فيها من رامي مخلوف والسيطرة على الموارد المالية من شركاته قاد البعض لمقارنة البلد بـ”دولة المافيا”
وأصبح معروفا ما أدى إليه القمع من قتل أكثر من نصف مليون سوري وتهجير أكثر من نصف سكان سوريا ما قبل الحرب وتدمير معظم المدن والبلدات.
وقال رجال أعمال تحدثوا إلى الصحيفة إنهم تعرضوا للابتزاز من المسؤولين الذين جاءوا إلى مكاتبهم وطالبوهم بدفع مبالغ مستحقة على مواد مستوردة.
وقال رجل أعمال بارز: “جاءوا إلى ورشة صديق وقسم المبيعات وزعموا أنهم من الجمارك” و”بدأوا بطلب غريب ثم خفضوه إلى 400 ألف دولار. وكانت عملية ابتزاز بسيطة وسهلة، فهم مفلسون ويريدون جمع المال من أي مصدر كان. وخسروا مليارات الدولارات في لبنان ولا موارد مالية لديهم”.
وقال رجل أعمال آخر من ثالث المدن السورية، حمص، إن مسؤولين من الأمن زاروه في آذار/ مارس وزعموا أن هناك ديونا لم يدفعها، يضيف: “قضيت أسبوعا في حل الأمر ودفعت 180 ألف دولار وكان علي أن أعطي الضابط سيارة”. ويرى الكثيرون ممن تعاملوا مع الأسد في السنوات الأولى من رئاسته أن ظهور سوريا كدولة مافيا أدهشهم، ولكن من تعاملوا معه عن قرب لم يندهشوا، وقال إنهم لم يشكوا بالنتيجة.
وقال مسؤول سابق في محطة “سي آي إيه” لمنطقة الشرق الأدنى وعرف الزعيم السوري “الأسد هو توني سوبرانو الشرق الأوسط”، وفي عظامه هو زعيم مافيا بأزمات عائلية حاضرة ومنافسات، ويشرف على عصابة جريمة من أجل إثراء نفسه وعائلته ومستعد لاستخدام العنف لتحقيق أهدافه”.
وتوني سوبرانو هو بطل مسلسل أمريكي معروف عن المافيا عرضته قناة “أتش أب أو”، و”لكن لديه جانب جذاب مثل شخصية حلقات أتش بي أو وخدع أجيالا من القادة الأمريكيين والأوروبيين الذين التقوا به. وكان الواحد يعتقد أن قتل مئات الآلاف من شعبه وارتكاب جرائم حرب سيغير الرأي” و”من الواضح أن فكرة بشار الأسد التقدمي التي تم تقديمها في سنوات 2000- طبيب العيون الساحر الذي تدرب في بريطانيا والمحب للتكنولوجيا وتزوج فتاة جميلة عملت في النظام المصرفي الغربي- كانت مجرد مهزلة. وللكثيرين منا، نحن الذين راقبوا سوريا، فقد قلنا عبثا أن الأسد لم يكن أي شيء ولكن رجل مافيا. وربما كان الأمل البسيط بتجذر الربيع العربي في سوريا هو ما غلف على حكمنا وتقوى بفكرة ثورة السكان المتعلمين وتحويل سوريا إلى نموذج للشرق الأوسط”.
و”في الحد الأدنى فقد كان بشار الأسد نتاجا لوالده وكان قدر سوريا المعاناة بوصوله إلى العرش، فلن يتخلى أبدا وفي أي ظرف عن الكرسي إلا بموته”.
ويقول ابن عم بشار، ربال الأسد، والذي يعيش منذ عقدين منفيا في الخارج إن المجتمع الدولي يبدو أنه استسلم لما يجري في سوريا، “يسمح العالم له بعقد هذه الانتخابات” و”لا شيء يدعو على التفاؤل عما حدث خلال السنوات العشر الماضية، وهناك الكثير من السوريين، شرفاء وأذكياء ممن نظروا إلى المعارضة وقالوا: إذا كان هؤلاء هم الرجال الجدد فالوضع أسوأ ولن ننضم إلى النظام وسنكون على قائمة العقوبات في اليوم التالي”.
وينظر المنفيون السوريون بمشاعر مزيجة إلى الإنتخابات حيث تقوم الحشود في بيروت بالهجوم على قوافل السوريين الحاملين للعلم السوري إلى السفارة السورية للمشاركة في الانتخابات.
ويقول المسؤولون اللبنانيون إن من صوّتوا كانوا مجبرين على عمل هذا. ومنعت ألمانيا وتركيا التصويت، ووصفه المسؤولون بالمسرحية والمهزلة. وقال رجل الأعمال: “كل شيء يرتبط بأن العائلة لا تزال تسيطر” و”هي حساسة فيما يتعلق بالموضوعات الداخلية ويعرفون كيفية التعامل معها. ويقولون: قد لا تسمعون لأبناء عمومتكم ولكن عليكم الإستماع لأمهاتكم”.
رقبة الأسد لم تخلق طويلة عبثا
?
الشيء الذي يدعوا الى السخرية هو تكرار الحلف الصهيوصليبي انهم كانوا مغشوشين في ( طبيب ) العيون الذي تخرج من جامعة (من سلموا فلسطين الى الصهاينة وزوج المرأة التي تربت(في (حضن) أعداء الاسلام والمسلمين وكأنهم لم يدعموا والده المجرم وعمه عندما دمروا المدن السورية وحماة وقتلوا اكثر من ٣٦٠٠٠ سوري برئ ولَم يتعاونوا معه في احتلال وتدمير العراق فهذا ان دل على شيء فهو يدل على استخفافهم بعقول العربان حتى بعد انتشار وسائل التواصل الاجتماعي التي كشفت عنصريتهم وحقدهم على الاسلام والمسلمين ولو تمعنا في مقال الغارديان فسوف نكتشف ان هناك نسبة عالية من المقال تكيل المديح الى المجرم الذي وصفه ساركوزي بانه حامي المسيحيين وزوج المرأة ذات الميني والدليل على كل ذالك انهم وخلال عشرة سنوات من القتل والدمار لم يتدخلوا في منع هذا المجرم عن التوقف في قتل الأبرياء وتدمير سورية بينما تسارعوا لنجدة الكيان الصهيوني في حرب غزة خوفاً من انتشار النقمة العربية الى دول حلفاؤهم وعملاؤهم من الحكام العرب