لندن- “القدس العربي”: ذكرت صحيفة “الغارديان” في مقال بقلم جوناثان فريدلاند بعنوان “تغريدات جونسون المثيرة للجدل تأتي بمذاق ترامب الخالص” أن تعامل رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، مع قضية التماثيل التي يطلب المحتجون إزالتها لأنها تشير إلى ماضي بريطانيا في تجارة الرقيق والعنصرية جاء متخذا طابع ردود الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، حيث أطلق سلسلة من التغريدات المتتابعة على تويتر، وهو ما يصفه الكاتب بأنه “إجراء ترامبي تماما”.
ويرى فريدلاند أن هذه الطريقة في الرد تشير إلى أن تأثير الولايات المتحدة على العالم ضخم للغاية حتى أن الأسلوب الغريب الذي يتبعه رئيسها في الرد على القضايا أصبح يستخدم من قبل قادة آخرين، ومن بينهم جونسون.
واعتبر الكاتب أن لغة جونسون في تلك التغريدات قد لا تكون ترامبية، ولكنه استخدم الوسيلة ذاتها بالنمط ذاته. فهو لم يلجأ إلى إلقاء خطاب مباشر أو متلفز، بل فضل أن يكون تعامله عبر سلسلة من التغريدات على وسائل التواصل الاجتماعي، مشيرا إلى أن تأثير الولايات المتحدة تغلغل إلى عمق السياسة البريطانية وأسلوب رئيس وزرائها في مخاطبة الناخبين.
وكان رئيس الوزراء البريطاني حذّر الجمعة من أن التظاهرات المنددة بالعنصرية في المملكة المتحدة “خطفها متطرفون” كانوا يهاجمون الصروح الوطنية سعيا “لفرض رقابة على ماضينا”.
وقال جونسون في تصريحات على تويتر: “من الواضح أن الاحتجاجات خُطفت للأسف من متطرفين عازمين على العنف”.
Whatever progress this country has made in fighting racism – and it has been huge – we all recognise that there is much more work to do. 6/8
— Boris Johnson (@BorisJohnson) June 12, 2020
وعززت الشرطة تدابير الحماية في محيط تماثيل لشخصيات معروفة في أنحاء لندن قبيل موجة جديدة من التظاهرات والمسيرات في عطلة الأسبوع.
وكان تمثال شهير لوينستون تشرشل أمام البرلمان تعرض للتخريب في نهاية الأسبوع الماضي خلال التظاهرات التي رفعت شعار “حياة السود مهمة” في أعقاب وفاة جورج فلويد الأميركي من أصول إفريقية خلال توقيف الشرطة له في مينيسوتا في 25 أيار/ مايو.
ووصف جونسون تخريب التمثال بـ”السخيف والمعيب”. وقال إن “تمثال وينستون تشرشل في ساحة البرلمان تذكير دائم بإنجازاته في إنقاذ هذا البلد – وكل أوروبا – من طغيان فاشي وعنصري”. ويعتبر جونسون هذا الزعيم في فترة الحرب من أبطاله.
The statue of Winston Churchill in Parliament Square is a permanent reminder of his achievement in saving this country – and the whole of Europe – from a fascist and racist tyranny. 1/8
— Boris Johnson (@BorisJohnson) June 12, 2020
وكتب جونسون: “نعم كان يعبر أحيانا عن آراء كانت ولا تزال غير مقبولة بالنسبة لنا اليوم، لكنه كان بطلا ويستحق نصبه التذكاري”.
ويلقي المتظاهرون على تشرشل باللوم في سياسات أدت إلى وفاة ملايين الأشخاص خلال المجاعة في ولاية البنغال الهندية عام 1943.
ومثّلت عدة رموز للماضي الاستعماري البريطاني هدفا للمتظاهرين منذ وفاة المواطن الأميركي الأسود جورج فلويد.
وفي ليفربول، نقلت وسائل إعلام الجمعة أنّه جرى تخريب لافتات تشير إلى “بيني لاين”، وهو شارع في المدينة اكتسب شهرته عبر أغنية لمجموعة “بيتلز” في الستينيات.
وجاء ذلك بعدما أثير جدل حول إن كان الشارع عرف بهذا الاسم نسبة إلى تاجر رقيق.
وفي أكسفورد، تظاهر الآلاف الثلاثاء ضد وجود تمثال لسيسيل رودس، مهندس التوسع البريطاني في إفريقيا الجنوبية.
كذلك الأمر في بريستول حيث أطيح تمثال لتاجر رقيق، كما أزيل تمثال مماثل في لندن.
أما في ميناء بول (جنوب)، فكان متظاهرون تجمعوا لمنع إزالة تمثال روبرت بادن باول، أحد مؤسسي حركة الكشافة والمتهم بالعنصرية ورهاب المثلية وبارتباطه بالنظام النازي.
ردا على ذلك، قال جونسون: “لا يمكننا الآن تعديل ماضينا أو فرض رقابة عليه. لا يمكننا أن نتظاهر بأن لدينا تاريخا مختلفا”.
وأضاف: “التماثيل في مدننا وبلداتنا وضعتها أجيال سابقة”.
وكان جونسون أعلن الأربعاء الماضي في “رسالة” إلى ترامب بعد وفاة الأمريكي جورج فلويد أن العنصرية “لا مكان لها في مجتمعاتنا”.
وقال في مؤتمر صحافي إثر تظاهرة ضمت الآلاف في وسط لندن للمطالبة بالعدالة بعد وفاة فلويد بيد شرطي في مدينة مينيابوليس الأمريكية: “رسالتي للرئيس ترامب، لأي كان في الولايات المتحدة، من المملكة المتحدة، أن العنصرية وأعمال العنف العنصرية لا مكان لها في مجتمعاتنا، وأنا واثق بأن كثيرين في العالم يشاطرونني هذا الرأي”.
وكان ترامب وصف جونسون بأنه صديقه ولأنه يعتبر “ترامب بريطانيا”.
الولاية ال 51 للولايات المتحدة الأمريكية
يمكن نقل هذه التماثيل لمتحف التاريخ مما يتيح زيارتها لغايات معرفية ويجنب بريطانيا ما تتعرض له امريكا .. ولا مانع من ذكر ذلك للجماهير ان هؤلاء الاشخاص لهم كما عليهم …