الغارديان: مسلمون صوتوا لترامب يقولون “علينا أن نشكره”

إبراهيم درويش
حجم الخط
17

لندن- “القدس العربي”: نشرت صحيفة “الغارديان” تقريرا قالت فيه إن المسلمين الأمريكيين في معظمهم صوتوا ضد المرشح الجمهوري دونالد ترامب لكن أقلية منهم قررت دعمه.

وجاء في التقرير أن الدكتور خالد خان، أخصائي الأمراض الباطنية في هيوستن (تكساس) والذي يقدم نفسه كملتزم بالدين، قرر رغم سياسات ترامب المعادية للمسلمين والوباء الذي حصد أرواح حوالي ربع مليون أمريكي التصويت لصالحه. وبرر قراره بالقول “عندما تتناول وجبة طعام، ربما لا تعجبك كل المكونات فيها، ولكنك تأكل كل الوجبة. وعلينا أخذ الأحسن وترك الأسوأ”.

وقالت “الغارديان” إن ترامب قضى معظم رئاسته وهو يقر سياسات معادية للمسلمين. وعندما أعلن عن حظر دخول المسلمين من الدول ذات الغالبية المسلمة في 2017 أثار قراره موجة غضب ليس بين المسلمين الأمريكيين ولكن أعضاء في مجلس الشيوخ مثل بيرني ساندرز وزعيم الأقلية الديمقراطية في المجلس السناتور تشاك تشومر والسناتورة في حينه عن كاليفورنيا ونائبة الرئيس المنتخب كامالا هاريس. وقالت هاريس:” يجب ألا تشك، فهذا المنع للمسلمين هو في عمومه تمييز ضد المهاجرين واللاجئين من الدول ذات الغالبية المسلمة. ومعظمهم من النساء والأطفال وهو ضد مصالحنا القومية ومن المحتمل استخدامه كأداة لتجنيد الإرهابيين”. ورغم سياساته المعادية للمسلمين إلا أن فئة صغيرة من المسلمين الأمريكيين مثل خان صوتوا له. وفي الحقيقة فالهامش بين الرئيس الجمهوري ومنافسه الديمقراطي بين المسلمين الأمريكيين ضيق وأقل مما توقع الخبراء، مما يكشف عن أن المسلمين ليسوا كتلة واحدة يمكن أن يستهدفها الجمهوريون بسياساتهم.

وفي دراسة مسحية للأسوشيتد برس، وجدت أن غالبية المسلمين الذين قابلتهم صوتوا لصالح الرئيس المنتخب جوزيف بايدن إلا أن هناك 35% صوتوا لصالح ترامب. وهذه النتيجة هي أعلى من الاستطلاعات الأولية بعد الانتخابات والتي أجراها مجلس العلاقات الأمريكية- الإسلامية (كير) حيث توصلت إلى أن نسبة 18% من المسلمين صوتوا لترامب.

دراسة مسحية للأسوشيتد برس وجدت أن غالبية المسلمين صوتوا لصالح الرئيس المنتخب جوزيف بايدن إلا أن هناك 35% صوتوا لصالح ترامب

ومع أن نسبة المسلمين في أمريكا لا تتعدى 1% من مجمل السكان إلا أن تركزهم في بعض الأماكن مثل ميتشغان قد يمثل مفتاح النجاح كما حدث في انتخابات 2016 و2020. وعادة ما تكون استطلاعات الرأي الأولية مضللة نظرا للوقت الذي أجريت فيه وفيما إن كان المستطلعون يقولون الحقيقة حول من اختاروه كمرشحهم. إلا أن المسلمين الذين صوتوا لترامب وتحدثت معهم الصحيفة قدموا عددا من الأسباب التي دفعتهم لترشيحه رغم وصفه لدينهم بأنه “مشكلة ضخمة”. ورغم النقد الموجه لترامب وطريقة تعامله مع فيروس كورونا الذي جعل أمريكا بمقدمة دول العالم من ناحية عدد الإصابات إلا أن خان دافع عنه وقال إنه عمل باستطاعته. ولكنه كان يأمل لو نصح الرئيس المواطنين الأمريكيين بارتداء القناع الواقي. وقال خان: “كطبيب، لو صدقنا كل ما يتلفظ به المريض لما كنا قادرين على تشخيص حالته” و”أي شخص في مكانه لفعل الأمر نفسه. ولكنني لا أعتقد أن علينا رفضه بسبب هذا، وما قصر فيه هو عدم دعوته الناس ارتداء القناع”. وقالت انيت، المسيحية البيضاء التي اعتنقت الإسلام وزوجة خان إن ما يقوله زوجها عن ترامب صحيح “أعترف أنه قال خلال رئاسته أمورا تعتبر معادية للمسلمين، وأعتقد أنه قالها عن جهل”. وأضافت أن “عدم تعامله مع المسلمين وجهله هو السبب، وعندما منع المسلمين من دخول الولايات المتحدة كان يعني تلك الدول التي اعتبرتها إدارة أوباما ملجأ للإرهابيين وليس كل الدول الإسلامية”. وبعد تعيين القاضية إيمي كوني باريت في المحكمة العليا بشكل حولها إلى محافظة، ترى أنيت خان أن مواقفها من الإجهاض والجنس هي نتاج لإيمانها والتي أكدها ترامب والحزب الجمهوري. وقالت “الحزب الجمهوري هو ضد الإجهاض وزواج المثليين والذي هو مجرد كلام لا معنى له. لأن زواج المثليين لا وجود له داخل الجماعات المحافظة والدينية أيا كان معتقدها- مسلم أو مسيحي أو يهودي، وهذا متطابق مع المعتقدات الإسلامية”.

مع أن نسبة المسلمين في أمريكا لا تتعدى 1% من مجمل السكان إلا أن تركزهم في بعض الأماكن مثل ميتشغان قد يمثل مفتاح النجاح كما حدث في انتخابات 2016 و2020

وقال سلمان رزاقي، الهندي الأصل المولود في مينسوتا ويعيش في هيوستن وصوت لترامب، لكن قراره لا علاقة له بالدين. وقال “عار علينا إدخال الدين والعرق في هذا وأتمنى لو صوتت نسبة 95% لترامب، فقد كان أقل واحد أضر بالمسلمين”، مشيرا لتاريخ أوباما والتدخل في العالم الإسلامي “دائما ما يبدأ الديمقراطيون الحرب (أوباما دمر ليبيا وسوريا وبدأ الحرب في السودان وحرب اليمن) وفي الأشهر الثماني السابقة لم يكن هناك من يقصف العراق ولا أحد قصف باكستان ومنذ أربعة أعوام. وسوريا اليوم أفضل مما كانت عليه قبل أربعة أعوام وتركت ليبيا وشأنها”. و”هو ملاك مقارنة مع أوباما وبوش، وعلينا شكره”. وفي الوقت الذي شن فيه أوباما 1.878 غارة بطائرات بدون طيار إلا أن ترامب ألغى قاعدة ضرورة الكشف عن معلومات الغارة مما أدى لقتلى في 2019. وقال رزراقي إنه صوت لترامب في 2016 و2020 ولكنه لم يكن معجبا دائما بالحزب الجمهوري. وقال “جاء أوباما وأعجبت به كثيرا، كان متواضعا ورجلا جيدا ولكنه بدأ يوزع المال” و”كنت دائما ديمقراطيا ولكنني اكتشفت انهم يدللون ناسهم ويدمرون القيم الأمريكية التي تدعوك للإستيقاظ من النوم والذهاب للعمل والحصول على رزقك”.

ويحصل رزاقي على دخله من إدارة وتأجير عقاراته وقال إنه سيتأثر بخطط بايدن الضريبية على من يحصلون على 400 ألف دولار في السنة. ويرى رزاقي أن ترامب هو رجل أعمال محنك أما الديمقراطيون فهم جيدون في الأمور المتعلقة بالرفاه الاجتماعي. وقال “ليس سياسيا مجربا وهو قريب من المحتال ويعرف كيفية لي القوانين والضريبة. والحصول على المال ليس مشكلة، وزيادة الثروة ليست مشكلة وإدارة البلاد هي تجارة”. وبرر رزاقي لترامب قراره منع المسلمين بأنه تعبير عن عدم انضباطه ” فهو يتكلم كثيرا، وهذه هي مشكلته الكبرى” و”لو كانت لديه اللياقة لتم تذكره كأحسن رئيس ابدا”. ورغم حماسه لترامب إلا أنه يؤمن بفوز بايدن بالانتخابات بدون تجاوزات أو تزوير كما يزعم الرئيس “أعتقد أن ترامب خسر الانتخابات” و”عليه الاعتراف والخروج”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول المراقب،USA:

    ان استمرار نرامب في الحكم كان سيجعل المجتمع اكثر عنصريه ضد الاقليات كلها والمسلمين خاصه لاننا والحمد لله دائما في الاخبار وطبعا هذا يدل على اهميه المسلمين في العالم هذه الأيام ولهذا كانت ستزداد العنصريه والخقد على الاسلام والمسلمين مثل فرنسا تماما بل واسوا وكان سيودي الى محاصره المسلمين بالعمل واللباس والطرد على اهون الأسباب ولن يتم التفريق بين من صوت لترامب ومن لم يصوت،خارجيا فوز بايدن او ترامب سواء فلا يوجد فرق كبير بينهما ولكن داخليا الديمقراطيين افضل بكثير وخصوصا للمسلمين والاقليات الاخرى.

  2. يقول ايوب:

    …..وهل السيسي وعيال زايد وآل سعود مسلمين .على غرار هؤلاء مسلمي ترمب..؟

  3. يقول عبد الكريم البيضاوي:

    الأوروبي مثلا يصف نفسه بالمسيحي فقط عندما يكون ملتزما بدينه ويزور الكنيسة بانتظام. أما المسلم فيكفي أن يرى إسما برنة مسلمة كي يضعه في خانة ” المسلم “. الأمر ليس كذلك. لادخل للأسماء في المعتقدات ولا في تأثير اتخاد قرارات سياسية , اقتصادية إلخ…في العملية الديمقراطية لايعتبر الانتماء الديني هوية وبالأحرى ” الأسماء الدينية”.

  4. يقول كاتب ومفكر:

    الرئيس ترامب اقل رئيس أمريكي أضر بالاسلام وأهله والانسانيه بل سحب قواة الاحتلال الأمريكي من كثير من بلاد المسلمين وجعل المسؤولين الصينيين عن تعذيب وانتهاكات المسلمين الايغور مجرمين حرب بينما الديمقراطي أوباما يقول يجب الحفاظ على حقوق الإنسان وهو يبتسم للصيني المجرم كي يبطش بالمسلمين فكان الصديق الذي يحضن المسلم وبيده سكين تطعن ظهر المسلم اما ترامب ماعنده خبث ولف ودوران من تحت الطاوله إنما واضح فعدو واضح شريف خير من عدو جبان ماكر وترامب رفع اقتصاد أمريكا النهار بسبب الديمقراطي أوباما ونائبه المستشرق المعادي للاسلام بايدن لذا نتمنى فوز ترامب

  5. يقول داوود الاردني:

    قبل ان تقرر تفضيل اي شخص على اخر يجب ان نسأل انفسنا سؤال (هل امريكيا عدو لنا ام لا) .فإذا كانت. عدو فيجب ان نتمنى اسوء شخص لحكمها اي من يقسمها من الداخل ويبعد عنها حلفاءها ويعزلها ولا يعرف كيف يديرها من الداخل وينمي فيها العنصريه ويكشف لنا زيف حكامنا ووجههم الحقيقي. وهذا ما فعله ترامب بالتمام والكمال . لذلك لو كان يحق لي التصويت لاخترت ترامب فهو اصلح شخص لتدمير امريكيا داخليا وعزلها خارجيا.
    غير ذلك فكأنكم تتمنون الاصلح لحكم امريكيا وليس الاسوء.

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية