الغارديان: منظمات تتهم الكرة الإنكليزية ببيع نفسها لأي شخص.. وفرح لدى مشجعي نيوكاسل بالملاك الجدد

إبراهيم درويش
حجم الخط
2

لندن- “القدس العربي”: كتب كبير مراسلي الرياضة في صحيفة “الغارديان” شون إنغل معلقا على الردود المتباينة على إعلان بيع نادي نيوكاسل يونايتد لمجموعة تقودها السعودية، فقد كان هناك شجب واتهامات من منظمات حقوق الإنسان التي اتهمت الكرة الإنكليزية ببيع نفسها لأي شخص، في مقابل فرح وترقب من مشجعي النادي الراغبين بخروج مالكه مايك أشلي، المتهم بعدم إنفاقه المال على تطوير النادي، وتوقعات ضخمة من الملاك الجدد وهم السعوديون بإنفاق الملايين على تطويره وتحويله إلى واحد من أفضل أندية الدوري الإنكليزي الممتاز أسوة بمانشستر سيتي الذي يملكه أحد أفراد العائلة الحاكمة في أبو ظبي.

 وأشار إنغل في بداية تقريره إلى شجب منظمات حقوق الإنسان وأبرزها المنظمة التي أنشئت لمواصلة رؤية الصحافي جمال خاشقجي الذي قتل في القنصلية السعودية في إسطنبول قبل ثلاثة أعوام. وقالت إن نادي نيوكاسل يونايتد باع اسمه وسمعته لحكومة قاسية. وأضافت أن استحواذ السعودية على النادي سيكشف عن الأخلاق الزائفة لكرة القدم ويدفع لانهيارها. وأضاف إنغل أن هذا التحذير رافقه فرح ونشوة بعدما أكد الدوري الإنكليزي الممتاز (بريميير ليغ) صفقة الاستحواذ على النادي بمبلغ 300 مليون جنيه إسترليني، حيث يأمل المشجعون أن يدفع الملاك الجدد النادي إلى حالة إحياء وتحسين حظوظه.

واعتبرت عدة منظمات لحقوق إنسان، الاستحواذ بأنه يساعد السعودية على “تبييض رياضي” لسجلها في مجال حقوق الإنسان. وجاء في بيان لمنظمة الديمقراطية للعالم العربي الآن (دون) أن “نيوكاسل باع اسمه وسمعته لحكومة وحاكم قاس”، وأضافت: “قد يضعون صورة محمد بن سلمان على شعار النادي، لكن من الواضح الآن أن كرة القدم الإنكليزية قد تبيع نفسها لأي شخخص”. وأضافت المنظمة أن الناس لا يفهمون حقيقة التأثير الفاسد الذي سيجلبه هذا العقد، لأنه سيقوم بتطيبع ديكتاتور قتل صحافيين.

وأعلن عن عملية الاستحواذ لأول مرة في ربيع 2020، وتعني أن مايك أشلي، الملياردير ومالك شبكة “سبورتس دايريكت” سينهي إدارته للنادي التي استمرت 14 عاما، حيث أصبح شخصية غير محبوبة من المشجعين. وتملك هيئة الاستثمار العام السعودية الآن نسبة 80% من أسهم نيوكاسل، فيما اقتسمت الـ20% الباقية “أر بي سبورتس أند ميديا” وهي جزء من إمبراطورية الأخوين سايمون وديفيد روبن، اللذان يستثمران في العقارات، أما النسبة الأخيرة فهي من نصيب “بي سي بي كابيتال” التي تديرها الممولة  أماندا ستيفلي وزوجها ميهرداد  قدوسي.

وسيكون ابن ديفيد روبن، جيمي روبن في مجلس إدارة النادي إلى جانب ستيفلي، أما ياسر الرميان، مدير هيئة الاستثمار العام السعودية، فسيكون رئيسا غير تنفيذي للنادي. وقال الدوري الإنكليزي الممتاز إنه قرر تمرير العقد بعدما تلقى تأكيدات من هيئة الاستثمار العام التي يشرف عليها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، أن الدولة السعودية لن يكون لها علاقة بالإدارة اليومية للنادي.

وقالت خطيبة خاشقجي، خديجة جنكيز، إن الدوري الممتاز ارتكب خطأ كبيرا. وأوضحت: “من الخطأ أن ولي العهد يتظاهر الآن بعدم علاقته بالصفقة المقترحة. كلنا يعرف أنه يحاول تحسين صورته”. وأكد على الرسالة نبهان الحنشي، القائم بأعمال مدير منظمة القسط، وهي منظمة حقوقية سعودية مقرها بريطانيا، الذي قال إنه “لا فصل” بين هيئة الاستثمار العام والدولة السعودية. مضيفا أن الهيئة متواطئة في انتهاكات حقوق الإنسان مثل حكام المملكة بما في ذلك الاعتقال المتواصل للناشطين وحرب اليمن.

وقال إن “الصفقة تعكس استراتيجية علاقات عامة للسلطات السعودية والاستثمار في الأندية المرموقة لتحسين صورتها”. وقال سنجيف بيري من “الحرية للأمام” وهي منظمة تعمل على وقف تحالف الولايات المتحدة مع الأنظمة غير الديمقراطية، إن هيئة الاستثمار العام متواطئة أيضا في مقتل خاشقجي، مشيرا إلى طائرات تملكها الهيئة استخدمت في المهمة. وقال: “لا فرق بين هيئة الاستثمار العام والدولة”.

ومع ذلك، رحب آلاف المشجعين بدون تحفظ بالأخبار. حيث عانقوا بعضهم البعض ورشوا المشروبات في الهواء بعد تجمع في مقر النادي بملعب سانت جيمس بارك. وهم يتوقعون من الملاك الجدد ضخ مئات الملايين من الجنيهات لتحويل السوق ومساعدة النادي في المنافسة على الكؤوس مرة أخرى.

ورحبت مؤسسة مشجعي نادي نيوكاسل يونايتد بالأخبار ووصفتها “أول أمل حقيقي منذ سنوات”. وفي رسالة للملاك الجدد قالت: “أؤكد لكم بترحيب أعضاء مؤسستنا بكم. وسألنا في نيسان/ أبريل 2020 إن كانوا مع عطاء الاستحواذ الذي تقدمتم به وردت نسبة مطلقة 97.6 بأنها مع الاتفاق. ونتطلع للعمل معكم لإعادة إنعاش واحد من أعظم نوادي الكرة في إنكلترا”.

وأرسل نيك فوربس، الرئيس العمالي لمجلس مدينة نيوكاسل، رسالة مشابهة، ووصف الصفقة بأنها “لحظة مهمة في تاريخ النادي ومدينتنا”.

ويُعتقد أن الملاك السعوديين ملتزمون بفريق كرة القدم للسيدات في النادي، وحملة قوس قزح لدعم المساواة مع المثليين. لكن أمنستي إنترناشونال تساءلت حول قرار الدوري الإنكليزي الممتاز، وإن كان عليه السماح للملاك السعوديين بشراء النادي. ودعت الدوري لزيادة فحص “الملاك والمدراء” ليشمل حقوق الإنسان.

ورفض وزير الرياضة نايجل هادلستون الانجرار إلى القرار، وإن كان صائبا أم خاطئا، مفضلا القول إنه يعود إلى النادي، وأنه لا يريد الحكم مسبقا على المراجعة في الرياضة التي تقودها النائبة تريسي كرواتش. مضيفا: “لم نكن لنعلن عن مراجعة في إدارة الرياضة لو اعتقدنا أن كل شيء على ما يرام، ولهذا سأنتظر لرؤية ما تقدمه تريسي حول هذا”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول ناجي البرويطي:

    من لا يعرف الأنجليز وخاصة دوائر المال والأعمال والسلطات ، مستعدين لبيع أي شيئ غالي أو رخيص يملكونه وحتى لو استطاعوا بيع مالا يملكون وقد فعلوا لأجل بثمن يخس جنيهات معدودة !

    1. يقول محمد شهاب:

      صدقت
      مستعدين أن يبيعوا كل حجر من قصر بنگكهام مفرداً ، لكن بعبقرية فريدة يضعوا شروطاً في العقود تُبقي القصر قائماً و الملكة وسطه مصانة!
      و يا ويلك إذا إقتربت!

إشترك في قائمتنا البريدية