لندن- “القدس العربي”:
اتهمت صحيفة “الغارديان” القيادة الإسرائيلية أنها تقوم وبمساعدة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بجعل التوصل إلى حل مع الفلسطينيين مستحيلا.
وجاء التحذير في معرض وعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للناخبين المتطرفين بأنه سيقوم بضم مناطق فلسطينية والسيطرة على سلة الغذاء في غور الأردن لو ربح في الانتخابات الإسرائيلية المقررة الأسبوع المقبل. وهو تحرك لن يكون فقط غير شرعي حسب القانون الدولي، ولكنه سيجعل تحقيق السلام مستحيلا في الأرض المقدسة.
وتقول الصحيفة إن أيا من هذين الأمرين “لا يضايق على ما يبدو نتنياهو الذي يرفض الاعتراف بحق الفلسطينيين في تقرير المصير وإقامة دولتهم”. وتضيف أن زعيم الليكود “أطّر سرقة الأراضي بأنها عمل دفاعي، مع أن تبادل الصواريخ يوم الأربعاء يظهر أن جيش بلده منشغل على الجبهة الغربية لا الشرقية”.
وكانت إسرائيل قد سيطرت على الضفة الغربية من الأردن في عام 1967. وقالت الصحيفة إن المسؤولين الإسرائيليين اقترحوا عام 2001 أثناء محادثات السلام مع الفلسطينيين فائدة هجومية لغور الأردن. قائلين إنه في حالة تم خرق معاهدة السلام مع الأردن فإن الفضاء الذي يمنحه الغور قد يكون مفيدا للقيام بتحركات. وفي ضوء الغارات التي قامت بها إسرائيل خارج حدودها فإن هذا يفسر عودة الحديث عن الأمن.
وتعلق الصحيفة أن السياسة الإسرائيلية أصبحت منحرفة لدرجة أن التحالف المعارض لنتنياهو أي “تجمع أزرق أبيض” شعر بالغضب من رئيس الوزراء ليس لأنه وعد بضم الأراضي، بل لأنه لم ينسب الفكرة إليهم. فهم الذين فكروا فيها أولا.
وتضيف الصحيفة أن غور الأردن لم يعد الرصيد الأمني كما في السابق، ولكنه يمثل قوة لا يمكن إخفاؤها للسياسة الإسرائيلية، خاصة أن الدولة الفلسطينية كانت ستمتد إلى غور الأردن. ولا يهم في هذه الحالة لو فاز أو خسر نتنياهو بالانتخابات؛ لأنه لا يوجد ما يمنع داخل الكنيست من استمرار سرقة الأراضي.
ويستطيع نتنياهو التعويل على دعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي دمر الدور الأمريكي كعرّاب نزيه للسلام، فقد اعترف بتهور بالقدس عاصمة لإسرائيل، وصادق على السيادة الإسرائيلية في مرتفعات الجولان، وقطع الدعم الإنساني عن الفلسطينيين. كما أن سفيره في إسرائيل وصهره ومبعوثه السابق إلى الشرق الأوسط كلهم من داعمي حركة الاستيطان وبناء المساكن في الضفة الغربية لليهود الإسرائيليين في خرق واضح للقانون الدولي.
ومثل ترامب، فنتنياهو، السياسي المثير للشغب مستعد للتضحية بكل شيء على معبد السياسة المحلية. فهو يصف الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية الذي مضى عليه 54 عاما بأنه “كلام تافه” مع أن النتيجة الواضحة لهذا الكلام هي أن ملايين الفلسطينيين يعيشون في جيوب معزولة بالضفة الغربية بدون حقوق سياسية وفي ظل أنظمة قانونية وتعليمية منفصلة. وسيظلون في حالة فقر مدقع تحت احتلال دائم يقيد حركتهم.
وتساءلت الصحيفة: “كيف يمكن للبلد أن يوافق بين احتلال دائم ومثله الديمقراطية؟ ولا تقوم إسرائيل ببناء السلام ولكن تبني سجنا عملاقا ومفتوحا”.