الغرب يعارض تولي الصين إقامة مشروع القطار السريع في المغرب

حسين مجدوبي
حجم الخط
12

مدريد- “القدس العربي”:

يثير قرار المغرب منح الصين تشييد القطار السريع بين مدينتي مراكش وأكادير وسط البلاد قلق بعض الدول الغربية وعلى رأسها فرنسا والولايات المتحدة ونسبيا إسبانيا؛ بسبب أهميته المالية للبعض منها وبسبب الاختراق الصيني لإفريقيا لأسباب جيوسياسية، وفق معطيات حصلت عليها “القدس العربي”.

وكان العاهل المغربي قد أعلن خلال خطاب المسيرة الخضراء يوم 6 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي إنشاء قطار سريع بين مدينتي مراكش وأكادير يضاف إلى القطار السريع “تي جي في” بين طنجة والدار البيضاء شمال البلاد. وكانت فرنسا هي التي شيدت القطار الأول في عملية رافقها الكثير من الجدل السياسي والمالي. وينوي المغرب منح الخط الجديد للصين، حيث سيكون من الخطوط الأولى التي ستنفذها الصين خارج أراضيها.

وجاء اختيار المغرب للصين لأسباب مالية وجيوسياسية. وعلاقة بالمالي، الرهان على الصين يعني تقليص الفاتورة المالية إلى قرابة النصف مقارنة مع المبلغ المالي الذي جرى توظيفه في القطار السريع من طنجة إلى الدار البيضاء وقارب الثلاثة ملايير يورو، علاوة على خدمة الدين مما جعله مكلفا للغاية. كما أن الصين ستساهم بقروض ضعيفة الفائدة وعلى المدى البعيد في تمويل المشروع.

الرهان على الصين يعني تقليص الفاتورة المالية إلى قرابة النصف مقارنة مع المبلغ المالي الذي جرى توظيفه في القطار السريع من طنجة إلى الدار البيضاء

وبشأن الرهان الجيوسياسي، ينوي المغرب التعاقد مع الصين لكي ينضم إلى طريق الحرير الذي تهيكل به بكين جزءا كبيرا من العالم التجاري يشمل أوروبا وآسيا والشرق الأوسط، حيث يعتبر الطريق التجاري الأكبر خلال العقود المقبلة. وتريد الصين المشروع لكي تنقل تكنولوجيا المواصلات إلى الخارج بعدما نجحت في الهيمنة على تكنولوجيا الاتصالات بفضل شركاتها الكبرى مثل هواوي.

وما تعتبره الصين رمزا لقوتها الجديدة، يعتبره الغرب ضربة لمصالحه الرمزية، إذ لا يرغب الغرب في تواجد الصين في مناطق تعتبر تاريخيا من نفوذه وبمشاريع تبرز تقدم هذا البلد الآسيوي.

وتندد مصادر مرتبطة بالقصر المغربي بمحاولات فرنسا الضغط على المغرب لكي يتخلى عن الصفقة مع الصين ويراهن على القطار الفرنسي السريع. ونشرت الصحافة المغربية المقربة من الدولة مقالات في هذا الشأن متهمة فرنسا بتوظيف نزاع الصحراء الغربية لانتزاع الصفقة. ولا يعتبر القلق الفرنسي وحيدا وإن كان يهمين عليه الهاجس المالي، بل هناك قلق نسبي في وزارة الخارجية الأمريكية لأسباب جيوسياسية، وفق معطيات حصلت عليها “القدس العربي” من مصادر رفيعة المستوى في واشنطن، حيث أبلغ الأمريكيون المغاربة بهذا القلق.

ولا يعتبر القلق الأمريكي استثنائيا، وتضغط الولايات المتحدة على كل حلفائها للابتعاد عن المشاريع مع الصين التي تبرز تقدم هذا البلد وجعله في ريادة العالم. فقد طلبت من دول أوروبا عدم الانخراط في طريق الحرير، حيث شنت حملة ضد إيطاليا عندما أعلنت رغبتها الانخراط في المشروع الصيني، وطالبت الدول الأوروبية بعدم الاعتماد على التكنولوجيا الصينية في مجال الإنترنت المعروفة بالجيل الخامس. ويمتد الفيتو الأمريكي الى مجال الأسلحة سواء من الصين أو روسيا أساسا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول ناصر المغاربي:

    المغرب لا يستطيع أن يقاوم إرادة الغرب في إبقائه ضمن الوصاية الفرنسية، عندما شعر الملك الحسن الثاني بقرب أجله قام بآخر زيارة إلى فرنسا التقى فيها بالرئيس الفرنسي آنذاك جاك شيراك ليطمئن على مواصلة الدعم الفرنسي لولي عهده الملك الحالي محمد السادس، هذه بلية أنظمة المغرب والجزائر وتونس، كلها تأتمر وتنتهي بالوصي الفرنسي بنسبة أكثر بكثير مما كانت عليه الوصابة أثناء الاحتلال الفرنسي … ولن تتحرر هذه الدول من الوصابة الفرنسية إلا بالتغيير الجذري للأنظمة القائمة والفاشلة حتى حل مشكل الصحراء الغربية، وجود هذه الأنظمة صار عائقا أمام تطور الشعوب المغاربية، عليها الرحيل في أقرب وقت ..

    1. يقول عبد القادر المروكي:

      لماذا تذكر الجزائر وتونس مع بلية المغرب لخضوعه للسيطرة الفرنسية والائتمار بأزامرها حتى تلك المتعلقة بالسيادة الوطنية اذا كنت تريد التخفيف عن نفسك بأنه ليس المغرب وحده تطبيقا للمقولة اذا عمت خفت فانت معذور لكن لا تنسى بان الجزائر في مثل هذه المسائل لها القول الفصل والدليل الاقرب اليك هو مشروع بنا المسجد الاعظم في المحمدية بالعاصمة والدي عارضت فرنسا منحه لشركة غير فرنسية وكان سببا في توتر العلاقات وبسببه قررت الجزائر العمل على ان تكون لغة التدريس في المعاهد العليا باللغة الانجليزية وليس الفرنسية وهو سبب التدخل الفرنسي الهالي في الشان الداخلي للجزائر

    2. يقول أبوسفيان:

      بل بالعكس لماذا يذكر المغرب وتونس اللذان إستقلا قبل تفريخ نظام جزائري/ فرنسي من طرف الجنيرال ديغول وبموجب إستفتاء مهمين فرض فيه المستعمر التآمر معه كشرط للإستقلال والتعاون Voulez vous que l’algérie devienne un état indépendant coopérant avec la france وباللغة العربية : هل تريد أن تصبح الجزائر دولة مستقلة متعاونة مع فرنسا …؟
      أليست هذه هي العبارة التي إستقلت بها الجزائر وتعاونت مع فرنسا ياعزيزي عبدالقادر المروكي ؟
      العشرية الثالثة من القرن 21 لن تقبل الإستمرار في هذا الإستقلال الوهمي المشروط بالتعاون مع المتهم بقتل مليون ونصف مليون شهيد ..والحمد لله أن الشعب الجزائري إستفاق من غسيل المخ الذي مورس عليه طوال 57 سنة وخرج ليصرخ صرخته الثانية : نريد الإستقلال وتقرير المصير من الإستعمار الثاني بعد صرخة 1988 التي راح ضحيتها ربع مليون جزائري : عليها نحيا وعليها نموت …فليحفظ الله الجزائر من مغسولي الدماغ وخلاص

    3. يقول أبوسفيان:

      أما فيما يخص موضوع المقال فدعني أوضح لك من المستفيد من فرنسا والصين ومن تستغله فرنسا والصين : فرنسا لها مصنعين للسيارات بما فيها المحركات “رونو” و”بيجو” ونسبة الإدماج فيهما تخطت 65 بالمائة وبمعنى آخر 65 بالمائة من مستلزمات السيارة تٌصنع بأيدي عاملة مغربية مؤهلة ( المغرب تخطى جنوب إفريقيا في إنتاج السيارات ) أما الصين فهي في إطار إستكمال مشروع طنجة تيك وهو المشروع الذي يستقطب أيدي عاملة مؤهلة
      فماذا فعلت فرنسا والصين بالجزائر ؟ فشل صناعي /فرنسي …ومشاكل وبطء صيني في مجال البناء وهنا لازلت أتذكر كيف جاء الصينييون إلى المغرب للبحث عن أيادي عاملة مغربية مختصة في الجبص والنقش على الخشب والزخرف للمساهمة في بناء المسجد البوتفليقي عفوا المسجد الأعظم وصدق المفكر السياسي الجزائري نوالدين بوكروح حين يؤكد دائما عبارته المألوفة :
      نخب المغرب براغماتية ونخب الجزائر عاطفية …

    4. يقول هيثم:

      شكرا لك أخي أبو سفيان على تعليقك الرائع. أود أن أضيف ما يلي: هنالك معامل للسيارات في الجزائر مهمتها الأساسية الوحيدة هي تركيب عجلات السيارات وهنالك اتفاقية بين جيراننا والدولة الفرنسية لبناء معمل لصنع المايونيز. مع تحياتي واللهم أكثر حسادنا… وخاصة أولئك الذين خضعوا لنظام تحكم فيه عصابة وراء جثة رجل لا يحرك ساكنا ولا ينبس ببنت شفة ويخضعون حاليا لحكم عسكري طاغية طاعن في السن يحدد تاريخ الانتخابات ويهدد ويتوعد ويخون المواطنين يسعى لتعيين رئيس واجهة للنظام العسكري.

  2. يقول عربي حر:

    احدى نتائج زيارة وزير الخارجية الامركي

  3. يقول عماد:

    الصين لن تفوز بصفقة القطار السريع بين مراكش وأكادير جنوب المغرب. جل المبادلات التجارية للمغرب مع الغرب، وهذا سر الاعتراض الغربي.

    1. يقول مدير قسم اللوجيستيك طنجة ميد:

      الصين لها عدة مشاريع في المغرب و منها المدينة الصناعية طنجة تك الذي بدأ بناؤها فعليا اضافة الى برج محمد السادس في الرباط التي تبنيه نفس الشركة التي ستنافس على صفقة القطار السريع وهناك شركات للصلب و المعادن و قطع السيارات و الحافلات الصينية في المغرب. ان كان للولايات المتحدة اعتراض فيجب عليها ان تقدم البديل و بحكم العلاقات مع المغرب فلا اضن ان هنالك اعتراض اصلا فالمغرب وقع عدة عقود مع دول تعتبر عدوا للغرب و منها روسيا التي ستبني مجمعا ضخما لتكرير النفط في المغرب. استغلال فرنسا لقضية الصحراء المغربية اصبح توجها فاشلا اليوم مع امتلاك المغرب لوسائل ضغط على اوروبا منها قضايا الإرهاب و التعاون الامني و ملف الهجرة و ارتفاع الدعم الأمريكي للمغرب بشكل ملحوظ اضافة الى الدعم الالماني المكثف في الاونة الاخيرة نظرا لتعويل الاخيرة على المغرب طاقيا في المستقبل. و لا ننسى الدعم البريطاني بعد خروجه من الاتحاد الأوروبي حيث ستصبح المملكة الحلقة اللوجستيكية بين الاتحاد الأوروبي و بريطانيا للإستمرار التجارة دون عوائق ضريبية. تتواجد شركات من كل الدول العظمى في المغرب و هو يدخل في استراتيجية المغرب ليصبح مركزا اقتصاديا و بوابة لوجيستيكية عالمية.

  4. يقول جمال اللحيانى:

    تجربة ناجحة نامل ان تتواصل فى باقى بلدان المغرب العربى

  5. يقول المغربي-المغرب.:

    كان بالنسبة للبعض من الأفضل أن يتسائل عن سبب عدم وجود بنيات تحتية في بلاده تمكنها من الوصول إلى عصر القطارات فائقة السرعة كما حصل في المغرب. …رغم أن بلاده تسبح فوق النفط والغاز. ..ونظامها تابع لفرنسا من خلال عسكرها رغم ماكياج البروباغندا الذي انفضح من زمان. ..بدل الغوص فيما لايقدم ولايؤخر. ..لأن القطار السريع أصبح وسيلة السفر الرئيسية عند المغاربة. ..وتوسيع خطوطه سيتم سواء بتعاون مع الصين أو اليابان أو. ..غيرها

  6. يقول زهير:

    لو وجدت الولايات المتحدة الفرصة لمنعت كل دول العالم التعامل مع الروس والصينيين، لن يجديها ضغط وتهديد. ذكاء المغرب في اختيار وتنويع شركاءه الاقتصاديين والسياسيين.

    1. يقول سيمو:

      حين تدور الحوارات إلى مواجهة مغرب جزائر فاعلم ان المتدخلين مأجورين او جهل.

إشترك في قائمتنا البريدية