القائم بالأعمال الأمريكي: زيارة أمير قطر لواشنطن مهمة والحصار وملف إيران على جدول قمته مع ترامب

نورالدين قلالة
حجم الخط
0

الدوحة – “القدس العربي”:

قال القائم بالأعمال الأمريكي في الدوحة، ويليام جرانت، إن زيارة أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، إلى الولايات المتحدة الأمريكية، زيارة “كبيرة ومهمة”، مؤكدا أن الزيارة التي تمتد من 8 إلى 11 يوليو الجاري سيتخللها لقاء مع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وعدة لقاءات مع كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية وأعضاء بارزين في الكونغرس.

وأشار جرانت، في مؤتمر صحفي بالدوحة، إلى أن أمير قطر والرئيس الأمريكي، سيبحثان العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها في مختلف المجالات، بالإضافة إلى مناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك و بحث العديد من ملفات المنطقة، ومن ضمنها الأزمة الخليجية وحصار قطر وأزمة إيران.

ولفت جرانت إلى أن زيارات تميم بن حمد إلى الولايات المتحدة أصبحت دائمة ومتواصلة كل عام وتحظى بقدر كبير من الأهمية، حيث قام بزيارة إلى أمريكا قبل نحو عام. وأضاف أن هذه الزيارة “ستشهد التوقيع على عدة اتفاقيات ومذكرات تفاهم تخدم المصالح المشتركة بين البلدين، ومنها اتفاقيات تتعلق بالاستثمارات والطاقة والدفاع والنقل الجوي”. منوها بأن الزيارة تستند إلى العلاقات طويلة الأمد بين قطر والولايات المتحدة، كما أنها ستعزز العلاقات الاقتصادية والأمنية الكبيرة بالفعل. وتابع “قطر صديقا رائعا وحليفا مميزا للولايات المتحدة من نواح كثيرة وستحدث أشياء عظيمة في العلاقة الثنائية بين البلدين”.

واشنطن  تعتقد أن حل النزاع الخليجي هو في مصلحة جميع الأطراف بالمنطقة وكذلك الأطراف الخارجية الأخرى بما فيها الولايات المتحدة.

ونوّه بأن العلاقات بين البلدين وصلت لمستويات تاريخية، وبأن قطر صديق وحليف للولايات المتحدة في عدة مجالات.وأشار إلى أن هذه العلاقة تستند إلى أهداف مشتركة، مثل مكافحة الإرهاب، وتعزيز الأمن والاستقرار الإقليميين، ومكافحة التهديدات في الخليج. ويعمل البلدان على مكافحة التهديدات، مثل الاتجار بالبشر، وغسل الأموال، ومكافحة تمويل الإرهاب.

وبشأن الأزمة الخليجية ذكر القائم بالأعمال الأمريكي في الدوحة، إن واشنطن  تعتقد أن حل النزاع الخليجي هو في مصلحة جميع الأطراف بالمنطقة وكذلك الأطراف الخارجية الأخرى بما فيها الولايات المتحدة.

وألمح إلى تصريحات وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو عندما زار الدوحة في يناير الماضي، حيث قال إن أزمة الخليج قد استمرت لفترة طويلة ويجب حلها في أقرب وقت.وأضاف: “ليس لدينا اجتماع حالي بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي، لكن يمكن أن يعقد في الوقت المناسب”.

وقال السفير جرانت عن الحصار “بالتأكيد أتوقع أن يكون أحد موضوعات المباحثات في لقاء صاحب السمو والرئيس ترمب، وأيضاً مع مسؤولين آخرين رفيعي المستوى، لأنها مسألة مهمة. وموقفنا تم التعبير عنه بأفضل طريقة عن طريق وزير خارجيتنا مايك بومبيو، عندما كان في الدوحة يناير الماضي، وقال بوضوح إن الخلاف استمر لفترة طويلة وبحاجه للحل، وإنه يضر بمصالحنا ومصالح دول المنطقة، ولذلك نواصل الاهتمام به ونتحدث مع جميع الدول المعنية بعلاقاتنا الجيدة معها، فليس صحيحاً أبداً أننا أقلعنا عن الاهتمام بهذه المسألة”. وعن قمة خليجية- أميركية قريبة، قال “هناك إمكانية لذلك بالتأكيد، ولكن لم يتم تحديد أي موعد، وسنواصل التحدث مع جميع الدول عن مجالات جديدة ومختلفة للتعاون داخل مجلس التعاون الخليجي، وسوف يتم عقد مثل هذه القمة عندما يحين الوقت المناسب، بعد إنهاء المباحثات حول هذه التفاصيل”. وعن مطالبة الرئيس ترمب بالقيام بدور أكبر لإنهاء الأزمة، قال: “نسمع ذلك من أصدقائنا في قطر، وأعتقد أننا نواصل فعل أشياء، ونركز على المشكلة باهتمام، ولكن هناك قائمة من القضايا في هذه المنطقة، ولدينا قائمة من المسائل مع الدول بها، وأتفهم ما يريد الناس رؤيته من تحركات أكثر، ولكن أؤكد لكم أنها مسألة مهمة على أجندة تعاوننا الثنائي مع كل دولة في هذه المنطقة”.

قطر قامت بعمل رائع بتفسير تداعيات الخلاف على حقوق الإنسان، وكثيرون  في الولايات المتحدة يفهمون ذلك،و قلقون من عدم تمكّن القطريين من أداء الحج والعمرة. وهذا أحد الأسباب التي نرغب بسببها في أن يتم حل هذا النزاع

أما عن موقف الولايات المتحدة من التداعيات الإنسانية لأزمة الحصار، قال السفير جرانت إن “قطر قامت بعمل رائع بتفسير تداعيات الخلاف على حقوق الإنسان، والدكتور علي بن صميخ المري رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان كان في واشنطن مؤخرا، وعقد اجتماعات على نطاق واسع لعرض قضية قطر، ولذلك أعتقد أن الكثيرين في الولايات المتحدة يفهمون ذلك، وكثير من الناس قلقون من عدم تمكّن القطريين من أداء الحج والعمرة، ويدركون أهمية ذلك لهم. وهناك فهم للبعد المتعلق بحقوق الإنسان، وهذا أحد الأسباب التي نرغب بسببها في أن يتم حل هذا النزاع”.

وعن استضافة قطر مفاوضات السلام في أفغانستان، قال “لقد امتدح كبار المسؤولين لدينا، والممثل الخاص لهذه القضية، باستمرار دور قطر، كونها البلد المضيف لتلك المحادثات، وتسهيلها بعض التقدم بين الولايات المتحدة وحركة طالبان. وقد لعبت قطر دوراً مفيداً حقاً”.

وفيما يتعلق بالحوار الاستراتيجي بين الدوحة وواشنطن، قال القائم بالأعمال: “عقدنا الحوار الاستراتيجي الثاني في الدوحة يناير الماضي، وكانت هناك اجتماعات لمجموعات منفصلة لمناقشة مجالات متنوعة للتعاون في النواحي العسكرية ومكافحة الإرهاب والتعليم، وغيرها من القطاعات ذات الاهتمام المشترك للبلدين.

وأضاف: نأمل في السلام، ونريد أن نكون قادرين على إنهاء مشاركة الولايات المتحدة في أفغانستان بطريقة منطقية للأطراف لا تؤدي إلى مزيد من العنف في أفغانستان. ونريد أن تتمكن طالبان وحكومة أفغانستان من التحدث والتعاون مع بعضهما البعض، وهذا هو هدفنا النهائي وأحد الأسباب وراء استثمارنا الكثير من الوقت في هذه المحادثات من أجل تحقيق هذا الهدف.

وعن تناول المباحثات للتوترات الحالية بين الولايات المتحدة وإيران قال أعتقد أنها ستكون على أجندة المباحثات بين الجانبين. وبخصوص إيران، نحن على اتصال دائم مع كل دول المنطقة للتأكيد على اهتمامنا وشرح استراتيجيتنا وتنسيق المواقف، ولن تكون المباحثات أول مرة لبحث هذه المسألة ولكن استمراراً لمناقشات أخرى.  وتابع: موقفنا من إيران تم عرضه بوضوح من المسؤولين رفيعي المستوى فى واشنطن وهدفنا هو أن تتوقف إيران عن النشاطات التي نراها خطرة على المنطقة والعالم، من تطوير القدرات النووية ودعم عمليات تضر دول مختلفة في المنطقة، في لبنان واليمن وسوريا وأيضاً تحسين أوضاع حقوق الإنسان داخل إيران أمر مهم، وأحد اهتماماتنا ولذلك فإن استراتيجيتنا واضحة ونأمل أن نحصل على دعم الدول الأخرى ممن لديهم قلق من سلوكيات إيران خاصة في هذه المنطقة ونواصل تمرير هذه الرسالة والضغط على إيران لتغيير سلوكها السيئ

وعن امكانية نزع فتيل الأزمة قال بالتأكيد هذا ممكن ويتطلب أفعال من إيران لكنها لم تقم بها حتى الآن ونعمل بجد عبر الجهود الدبلوماسية لوقف إيران عن الأشياء المدمرة التي تقوم بها وتؤثر على المنطقة وبقية العالم.

ووصف السفير جرانت، العلاقات بين البلدين بأكثر من كونها مجرد شراكة عسكرية، حيث تتمتع قطر والولايات المتحدة بعلاقة متوازنة ومتنوعة. وأوضح أنه خلال زيارة الأمير ستكون العلاقات التجارية من أهم الملفات التي ستتم مناقشتها، وسيعلن الأمير والرئيس الأميركي عن اتفاقيات جديدة بما فيها التجارية.

وبشأن الاتفاقيات المتوقّع توقيعها خلال الزيارة قال: “سيتم التوقيع على اتفاقيات مهمة في مجالات متنوعة، بعضها في قطاع الطاقة، واستثمارات لجهاز قطر للاستثمار، وغيرها، وجاري العمل على تفاصيلها، وسيتم الإعلان عنها خلال الزيارة، ولكنها متنوعة ولا ترتبط بقطاع واحد، وتشمل شركات أميركية، واستثمارات قطرية في الولايات المتحدة”.

وفيما يخص الجانب التجاري، أشاد السفير بالشراكة التي تم الإعلان عنها مؤخرًا بين شركة “قطر للبترول” وشركة “شيفرون فيليبس” الأميركية لبناء أكبر مجمع بالمنطقة في رأس لفان، ونتطلع إلى رؤية هذا المرفق يبدأ في الإنتاج في 2025، وهذا نموذج للعديد من الصفقات بين البلدين. ورأينا العديد من الصفقات المتعلقة بشراء طائرات البوينج، ومحركات الطائرات التي يتم تصنيعها في أميركا، وشراء المعدات العسكرية، والعديد من المجالات المتعلقة بالدفاع والأمن وغيرها.

وقال إن الشركات الأميركية تعمل بنشاط في السوق القطري، مؤكداً أن الشركات الأميركية ترى قطر مكاناً جيداً لإنشاء الأعمال، وهذا التوسع في العلاقات التجارية يساعد اقتصاد البلدين، وخلق الوظائف، والمنفعة المشتركة.

العلاقات بين البلدين بأكثر من كونها مجرد شراكة عسكرية..ولدينا 6 من أكبر الجامعات الأمريكية في المدينة التعليمية بقطر

وترى الشركات الأمريكية قطر كمكان جيد لإنشاء الأعمال وهذا التوسع في العلاقات التجارية يساعد اقتصاد البلدين وخلق الوظائف والمنفعة المشتركة.

كما تحدث القائم بالأعمال الأمريكي أيضا عن العلاقات بين شعبي البلدين التي قال إنها “تنمو بشكل مستمر ويختار الآلاف من الطلاب القطريين متابعة تعليمهم العالي في أكثر من 3000 كلية وجامعة في الولايات المتحدة والتي يتم تصنيفها باستمرار على أنها أفضل الجامعات أداء في العالم. وأضاف “لدينا بالطبع 6 من أكبر الجامعات الأمريكية في المدينة التعليمية بقطر وهناك الآلاف من السياح القطريين الذين يستمتعون بإجازاتهم في المناظر الطبيعية المتنوعة للولايات المتحدة في مختلف المناطق، ويعمل العديد من الأمريكيين في قطر وأعدادهم تنمو بشكل مستمر”.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية