القاهرة – «القدس العربي»: على هامش مهرجان القاهرة السينمائي أدار المنتج والسيناريست محمد حفظي، رئيس المهرجان جلسة حوار مع المخرج والكاتب ستيفن جاجان، رئيس لجنة التحكيم والحاصل على جائزة أوسكار، لأفضل سيناريو مقتبس عن فيلم «زحام»، والذي فاز أيضا بجائزتي «غولدن غلوب» كأفضل سيناريو وأفضل ممثل في دور مساعد، بالإضافة إلى جائزة «بافتا» لأفضل سيناريو مقتبس، كما ترشح أيضًا لجائزة الأوسكار عام 2006 لأفضل سيناريو عن فيلم «سيريانا»، الذي قام بإخراجه، وفاز النجم «جورج كلوني» بجائزة أوسكار لأفضل ممثل في دور مساعد عن دوره في الفيلم نفسه.
كما فاز بجائزتي «إدجار»، وجائزة «إيمي» لأفضل كتابة درامية عن حلقة من مسلسل «إن واي بي دي بلو».
في البداية قال جاجان، إن جائزة إيمي، تعتبر نقطة تحول في مسيرته المهنية، موضحا أنه عندما كان صغيرا وحكى لوالدته أنه يريد أن يصبح كاتبا كان رد فعلها سيئا، ولكنه كان دائما ما ينظر إلى جده جيري جاجان، وهو كاتب عمود في صحيفة وناقد الدراما لمجلة «فاريتي» و»فيلادلفيا دايلي نيوز». وأضاف أنه اكتشف بعد مرور 10 سنوات من بدايته الكتابة أنه خلال تلك الفترة كان يكتب بشكل خاطئ، مؤكدا أنه كان دائما يعتمد على نفسه ويعمل على تطوير أدواته، وأن يكون له أسلوبه الخاص، حتى لا يقع في خطيئة التقليد.
أربع سيدات
وقال إنه أدمن المخدرات لفترة وكانت مرحلة صعبة. وقد تواصلت فعاليات المهرجان، حيث عرض، أمس الإثنين، الفيلم الوثائقي المصري «احكيلي» إخراج مريان خوري، الذي يشارك في المسابقة الدولية، وذلك على المسرح الكبير في دار الأوبرا المصرية.
وهو يرصد رحلة شخصية – إنسانية وبصرية – تمتد لأربع سيدات من أربعة أجيال مختلفة من عائلة المخرج الراحل يوسف شاهين المصرية، التي يعود أصلها الى بلاد الشام، وطالما كانت الحياة والسينما فيها مرتبطتين ببعضهما، حيث تحكي الأحداث من خلال جلسة دردشة بين أم وابنتها تعملان في مجال السينما، «الأم» هي مخرجة الفيلم ماريان خوري، و»الإبنة» هي ابنتها «سارة»، التي تدرس السينما في كوبا، وتسعى كل منهما لاكتشاف الحياة بصعوباتها ومتعها، من خلال مشاهد آرشيفية لم يرها أحد من قبل، تغوص في عالم بين الحقيقة والخيال، سواء كان ذلك من خلال شخصيات أفراد العائلة التي ظهرت في أفلام الخال المخرج الراحل يوسف شاهين الذاتية، أو من خلال أدوار سيدات العائلة الحقيقة في مسرح الحياة.
الصراع مع القوانين
كذلك عرض فيلم «نوع خاص من الهدوء» للمخرج ميكال هوجينور المشارك في المسابقة الدولية، وذلك في المسرح الكبير، في دار الأوبرا المصرية.
تدور أحداث الفيلم حول فتاة تشيكية تعمل في الخارج في أحد المنازل، حيث ترعى طفلًا مقابل إقامتها. لاحقًا تكتشف القواعد الغريبة التي وضعتها الأسرة للتربية وتصبح أمام خيارين: أن تتخلى عن إنسانيتها وتنصاع للقواعد أو ترفضها وتخسر عملها أو تتمرد.
وفي مسابقة «أسبوع النقاد» عرض فيلم «وظيفة وفيلم» للمخرج خافيير مارتينيز سولير المشارك في مسابقة أسبوع النقاد، وذلك في المسرح الصغير، في دار الأوبرا المصرية.
تدور أحداث الفيلم في مستودع مهجور، لا يبقى على قيد الحياة، كدليل على الوجود، سوى حارس أمن قيل له أن يؤدي وظيفته. هذا المستودع كان موقعا لتصوير فيلم، وفيه كاميرا ونظرة مشاهد.
يجد الحارس والكاميرا بعضهما البعض، وتبدأ علاقة فريدة تمنح الحارس فرصة صناعة عمل فني، وتوفر للكاميرا من تصوّره. وتشهد هذه المسابقة إقبالا جماهيريا كبيرا.
وقال الناقد أسامة عبد الفتاح، مدير المسابقة، إن الاختيارات هذا العام، مالت إلى السينما البحتة وروح التجريب والاختلاف عن السائد، مؤكدا على أن الإقبال الجماهيري على مثل هذه الأفلام يكشف أن جمهور القاهرة واع وذواق.
وأوضح أن جمهور المهرجان، أكد على ثقافته ووعيه بمناقشاته الواعية لصناع الأفلام، وهو ما يجعلنا نشعر بالفخر بجمهور مهرجان القاهرة، كما تفخر أيام قرطاج في تونس بجمهورها.
يذكر أن مسابقة «أسبوع النقاد الدولي» المخصصة للأعمال الأولى أو الثانية لمخرجيها، تشارك فيها، 7 أفلام تمثل 5 قارات مختلفة، وهي؛ التونسي «قبل ما يفوت الفوت»، في عرضه الدولي الأول، من إخراج مجدي الأخضر، كما تشهد المسابقة مشاركة أربعة أفلام في عرضها الأول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهي «رجل يموت مليون مرة»، إنتاج مشترك بين الولايات المتحدة وروسيا، والفيلم الصيني «صيف تشانجشا»، إخراج «فنج زو»، والفيلم الروماني «اعتقال»، إخراج أندريه كون، والفيلم الإسباني «وظيفة وفيلم» للمخرج خافيير مارتينيز سولير، ويتنافس على جائزتي أسبوع النقاد الدولي في مهرجان القاهرة فيلمان شاركا في أسبوع النقاد في مهرجان «كان» هذا العام، وهما «أرض الرماد» في عرضه الأول في شمال افريقيا، وهو إنتاج مشترك بين كوستاريكا وتشيلي والأرجنتين من إخراج صوفيا كيروس أوبيدا، والفيلم الجزائري «أبو ليلى»، للمخرج أمين سيدي بومدين، في عرضه الأول في الشرق الأوسط.