«القدس العربي» ترصد أوضاع اللاجئين المزرية على الحدود: مقتل شاب سوري برصاص الأمن اليوناني ومشاهد مأساوية من قتل وضرب وتهديد ومبيت في العراء

إسماعيل جمال
حجم الخط
7

إسطنبول – «القدس العربي»: تتواصل وتتوسع محاولات عشرات آلاف المهاجرين الانتقال من تركيا نحو اليونان براً وبحراً في ظروف مأساوية بسبب قمع الأمن اليوناني لهم بوسائل مختلفة وصولاً لاستخدام الرصاص الحي، بالإضافة إلى ظروف الهجرة الصعبة لا سيما على العائلات والنساء والأطفال والمبيت في العراء تحت درجات حرارة منخفضة جداً.
وقبل أيام أعلنت تركيا أنه لن تقف في طريق المهاجرين الذين يرغبون في العبور من أراضيها نحو أوروبا، وعلى الفور بدأ عشرات آلاف اللاجئين الموجودين في تركيا بالتوجه نحو الحدود البرية مع اليونان وبلغاريا، فيما فشل آخرون ركوب البحر للوصول إلى الجزر اليونانية ومنها إلى دول أوروبية أخرى. وبحسب وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، وصل عدد المهاجرين الذين غادروا الأراضي التركية بحلول ظهر أمس الاثنين، 117 ألف مهاجر، لكن هذه الأرقام تشمل جميع من توجهوا إلى الحدود التركية اليونانية في ولاية أدرنة، ولا يعني أن جميعهم تمكنوا بالفعل من العبور إلى اليونان.
وحسب مراسل «القدس العربي»، ما زال عشرات الآلاف من هؤلاء النازحين يتجمعون في مناطق غابية وحدودية نائية بولاية أدرنة التركية في ظروف صعبة للغاية، حيث تمكن آلاف عدة من الدخول بالفعل إلى الحدود اليونانية لكن الأغلبية ما زالت تنتشر على الشريط الحدودي وسط معاملة قاسية من السلطات اليونانية.
وأكد مهاجرون لـ»القدس العربي» أنهم تلقوا رسائل نصية بعدة لغات عبر هواتفهم النقالة من الأمن اليوناني يحذرهم فيها من الاقتراب من الحدود، كما أنه يستخدم مكبرات الصوت من أجل إطلاق رسائل تحذير وتهديد للاجئين بعدم الاقتراب من الحدود والعقاب في حال الوصول إلى الأراضي اليونانية.
ومنذ تدفق المهاجرين نحو الحدود، بدأ الأمن اليوناني باستخدام الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت والرصاص المطاطي ومدافع المياه بشكل تدريجي ضد اللاجئين، وخلال الساعات الماضية وصلت تعزيزات كبيرة من قوات الجيش اليوناني وبدأ استخدام الرصاص الحي ضد المهاجرين، وسمع الاثنين، أصوات إطلاق نار كثيف جداً في بعض المناطق الحدودية.
وبالرصاص الحي، قتل أول مهاجر سوري الجنسية، برصاصة اخترقت فمه، وأظهرت مقاطع فيديو شاباً سورياً أكد رفاقه انه من مدينة حلب ويبلغ من العمر 18 عاماً وهو ينزف الكثير من الدماء عقب إصابته بطلق نار أكدوا أن مصدره قوات الجيش اليوناني التي بدأت بإطلاق النار على المهاجرين، حيث أكدت مصادر يونانية أن الجيش بدأ بإجراء مناورات واسعة بالذخيرة الحية قرب الحدود للتعامل مع المهاجرين.
وتحدث لاجئون لـ«القدس العربي» عن أنهم تعرضوا لعمليات ضرب وتنكيل قاسية جداً من قبل قوات الأمن اليونانية بعدما تمكنوا من عبور الحدود التركية نحو اليونان، موضحين أن قوات الأمن لاحقتهم واعتقلهم قبل أن تعتدي عليهم بالضرب والشتائم وتعيدهم على الجانب التركي من الحدود. ومع حلول ساعات المساء، يبدأ اللاجئون بالتجمع على شكل مجموعات من أجل اكتشاف طرق جديدة والعبور نحو الجانب اليوناني، ويقول لاجئ: «نقوم بإلهاء قوات الامن طوال النهار، وننهكهم، وفي ساعات المساء نتسلل عبر مجموعات ونقطع الشريط الحدودي». وتبيت على الشريط الحدودي آلاف العائلات التي تصطحب أطفالها من أعمال مختلفة، ويمكن مشاهدة أطفال يلهون في المنطقة الحدودية الخطرة، ورضع في أوضاع صعبة مع أمهاتهم، حيث تضطر هذه العائلات للمبيت في ظروف صعبة وفي البرد القارس بالعراء. وفي محاولة للتغلب على هذه الظروف، لجأت بعض العائلات لحفر حفر كبيرة في الأرض على شكل خنادق وتغطيتها بقطع أقمشة للمبيت فيها وحماية الأطفال من البرد، في حين لجأ آخرون لتقطيع اللوحات الإعلانية القماشية والجلدية لاستخدامها كأغطية وأفرشة للأرض. وبينما تقدم السلطات التركية وجبات غذائية وحساءً ساخناً للاجئين في المنطقة، انتشر عشرات الباعة المتجولين وصانعي الطعام السريع على الشريط الحدودي الذي بات يعج بالحياة بعدما كان قبل أيام مجرد منطقة حدودية خالية من أي سكان باستثناء قوات الأمن وحرس الحدود من الجانبين التركي واليوناني.
والاثنين، حذّر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان دول القارة الأوروبية من تدفق ملايين اللاجئين والمهاجرين نحو أراضيها، وقال: «منذ فتح حدودنا أمام اللاجئين، بلغ عدد المتدفقين نحو الدول الاوروبية مئات الآلاف وسيصل هذا العدد إلى الملايين»، مشدداً على أن بلاده عازمة على عدم تحمل عبء مستدام لملايين اللاجئين على حدودها.
ومع تشديد حرس الحدود اليوناني إجراءاته على الحدود البرية، لجأ آلاف اللاجئين إلى الطرق البحرية في محاولة للوصول إلى البر اليوناني، ووصل العديد من خلال قوارب المهاجرين إلى الجزر اليونانية، بينما وثقت الكاميرات اعتداءات لقوات خفر السواحل اليونانية عليهم وما قالوا إنها محاولات لإغراق مراكبهم لمنعهم من الوصول، فيما أعلنت اليونان انتشال جثمان طفل غرق قبال جزيرة لسبوس.
المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا اعتبر أن: إطلاق اليونان قنابل الغاز والصوتية على المهاجرين وقتلها أحدهم يعد نهجًا غير إنساني، فيما دعا وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، السلطات اليونانية إلى التعامل مع اللاجئين «بشكل يليق بقيم حقوق الإنسان».

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود النرويج:

    هؤلاء اللاجئين لا يريدون المكوث باليونان!معظم هؤلاء يريدون ألمانيا واسكندينافيا!! لماذا لا تفتح اليونان حدودها أمامهم ليعبروا لأوروبا؟ ولا حول ولا قوة الا بالله

    1. يقول Jamil Denmark:

      ولماذا يفضلون المخاطره والهجرة على البقاء عند السلطان التركي ؟ ولا حول ولا قوة الا بالله

  2. يقول Zakihere:

    ارجعوا الي بلادكم ويكفي مغامرات

  3. يقول معرفة الحق:

    و لماذا لا يستقبل الدول العربية و الاسلامية اشقائنا السوريين و غيرهم من اللاجئين الاسلام.

  4. يقول سقراط:

    سبحان الله اليونان ذات التاريخ الكبير في الفلسفسة والأدب والمسرح والديمقراطية أضحت دولة عالم ثالث بامتياز، عجزت حتى فتح ابوابها أمام شعب لا حول ولا قوة له، كل ما يبحث عنه هو أن يصل إلى بر الأمان، ليس هذا فحسب بل أطلقت العنان لجيشها لعيث في الحدود ظلما وفسادا على أناس مساكين ومغلوبين على أمرهم …. ؟

  5. يقول علي:

    من حق اليونان ان تحمي حدودها .و من واجب اللاجئين احترام القانون .في سوريا حرب و مادا عن الاجئين من دول الأخرى مصر المغرب تونس الجزائر، إيران فلماذا يزاحمون السوريين

  6. يقول AL NASHASHIBI:

    SORRY THE EU IS THE SOURCE OF OUR TRAGEDY AND OUR CATASTROPHE NO HESITATIONS ON THIS PRAGMATIC TRUTH … PLEASE NO MORE CRYPTO POLICY …..STOP THE WAR ….NO MORE SALING WEAPONS ….

إشترك في قائمتنا البريدية