“القدس العربي” تروي الساعات الأخيرة من حياة عبد الباسط الساروت

حجم الخط
6

إدلب – أنطاكيا – “القدس العربي”:

شغل مقتل الناشط والقيادي البارز في المعارضة السورية أيقونة الثورة عبد الباسط الساروت وسائل التواصل الاجتماعي وكذلك وسائل الإعلام المختلفة، فقد نعاه نشطاء الثورة السورية من مختلف التوجهات والإعلاميون المحسوبون عليها.

وفيما اعتبره قادة في المعارضة السورية خارج المناطق المحررة رمزاً ثورياً قريباً منهم، تعرض رموز من هذه المعارضة كنصر الحريري للهجوم من ناشطين معتبرين ان الساروت لا ينتمي لمعارضة الخارج بل هو معارض للنظام ولهم. وكذلك عدته الجماعات الجهادية مثل تحرير الشام ثورياً جهادياً، تبنى خطاباً إسلامياً وابتعد عن ادبيات “المعارضة العلمانية” وفق نظرة الجهادين.

وأصبح الساروت رمزاً اجتماعياً ينظر اليه على انه مثل للبساطة والصدق في الثورة وصار قريبًا من المجتمع كونه ابتعد عن “النخبوية المزيفة” ونظر اليه البعض على أنه يمثل “الشعبوية الثورية”. ولقي الساروت مصرعه إثر إصابة تعرض لها في ريف حماة، حيث تشتعل المعارك بين النظام والفصائل المعارضة.

“القدس العربي” التقت  ابو عامر الحمص وهو أحد رفاق الساروت الذين شهدوا إصابته والساعات الأخيرة من حياته في إدلب، قبل نقله لتركيا للعلاج حيث توفي هناك. يقول الحمص “كان الساروت في ريف حماة قريباً من تل ملح الذي تجري حوله اشتباكات، وكان يسير بسيارة بدون الأنوار، لكي لا يتم رصدها، واذ بالقصف يصيب دراجة نارية هي الاخرى تسير بدون إنارة، وأصيب الشخصان اللذان كانا على متن الدراجة ونزل الساروت لإسعافهما، لكن سيارته تعطلت فذهب هو ومن معه مشياً إلى طريق عسى أن يجدوا سيارة تسعف المصابين، ويتمكن الساروت ورفيقه من الوصول الى المقر، في هذه الأثناء، تعرض الساروت، لقصف بقذيفة هاون من قبل قوات النظام فأصابت الساروت الذي كان اقرب واحد منها، فأصيب الساروت في زنده وبطنه وقدمه، فتعرض لنزيف قوي وتفتت بفخذه ثم تأخرت السيارة التي أسعفتهم الى المشفى، واعلن حينها، ان وضع الساروت جيد، في حين كنا ندرك خطورة إصابته وذلك تجنباً لمجيء كثير من المقربين والمحبين، ووصلنا المشفى، فطلب منا ان نحوله الى تركيا كون حالته لا تحتمل، لكن كنا متوجسين من الذهاب إلى تركيا خوفاً من الاغتيال عبر عملاء النظام وبعد ان وضع جهاز التنفس، تكلم الساروت وكان بوضع جيد، حتى أنه مازحنا، وقال لنا “راح الاعبكم  بالكرة برجل واحدة” وذلك لأنه عرف ان قدمه مصابة بشدة، وستبتر، وقال ذلك تجلدًا، ثم وصلنا الى مشفى هاتاي بتركيا لكن لم تجد كل المحاولات الطبية لانقاذه فتوفي”.

في هذا الموضوع يقول لـ”القدس العربي” ابو جعفر الحمصي احد المقربين من الساروت “انه كان في أيامه الاخيرة يود القتال بنفسه في الصفوف لكن كنا نمنعه، وكان متحمساً لوحدة الفصائل والتحذير من الهدن، وظل قريباً من المقاتلين ويرفض الانصياع لقرارت بعض المرتبطين بالدول الداعمة، وقال ان أمنيته كانت (ان تتوحد الفصائل وتحارب النظام بكل ما تملك) واكثر ما كان يزعجه، ان تسكت الفصائل في مناطق درع الفرات وغصن الزيتون عن مناصرة ادلب، فيما كان متفائلاً بمعركة ادلب مع يقينه ان النظام لن يتوقف عن محاولة الوصول الى ادلب”.

من جهته يرى محمد البياضة صديق الساروت ان الراحل تحول الى رمز ثوري كونه صدق وثبت على أرض الواقع ولم يهتم بالشهرة والاضواء التي لهث خلفها غيره من النشطاء، وكان ينتقد الكثير من النشطاء لذلك السبب.

وقال البياضة لـ”القدس العربي” : عرض على الساروت ان يكون عضواً في الائتلاف الوطني لكنه رفض ذلك مراراً معتبراً أن الائتلاف بعيد عن تمثيل الثورة وأهدافها، فكان يتوجس من كل منظري الثورة خارج الميدان، كما أنه كان لا يرضى بالنهج العلماني، لأنه بنظره بعيد عن ثقافة حواضن الثورة التي تنطلق من منطلق ديني في أغلبها، واضاف البياضة ان “الساروت في الاشهر الماضية أصبح أكثر تديناً وكان يتمنى الشهادة ويعرف انه يتواجد في أماكن خطرة على الجبهات لكنه كان مصراً على الوجود في الميدان”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول سعيد//الأردن:

    رحم الله شهيد الإسلام والعروبه عبد الباسط الساروت وأمتنا العربيه حيّه وبخير إذ مازالت تقدم قوافل الشهداء أمثال عبد الباسط الساروت ……

  2. يقول فراس - ميونخ:

    الرحمة لشهداء الثورة الشامية المباركة اذ تنضم روح الساروت الطاهرة الى هذه الفئة الاستثنائية التي اغتالها نظام الفساد والاجرام الطائفي الحاقد
    حاشى لله ان تذهب دماؤكم الطاهرة هدرا، بل انها تاكيد على الخلاص النهائي للشام الشريف من حكم اقذر من في الدنيا واسفل بني البشر

    منصورين بعون الله

  3. يقول الكروي داود النرويج:

    رحم الله البطل الساروت وكافة أبطال سوريا الثابتين على مبادئهم, ولا حول ولا قوة الا بالله

  4. يقول احمد .. فلسطين:

    يموت اصحاب المبادئ .. ولا تموت الحريه بموت الأحرار .. هي الدنيا من غادرها بشرف رفع من قيمة الشرف في المجتمعات التي ترغب في التحرر .. رحم الله كل من قضى في رفع قيمه في مجتمعات تحتاج لاعلاء القيم لتنال الحريه ..

  5. يقول فاتن:

    من جهته يرى محمد البياضة صديق الساروت ان الراحل تحول الى رمز ثوري كونه صدق وثبت على أرض الواقع ولم يهتم بالشهرة والاضواء التي لهث خلفها غيره من النشطاء، وكان ينتقد الكثير من النشطاء لذلك السبب.
    لهذا السبب سيبقى الساروت رمزاً،لأنه بقي مع الفئة المستضعفة ولم تغره بهارج الحياة
    رحمة الله عليه وعلى كل الشهداء.

  6. يقول مرام من الاردن:

    الله يرحمك و يتقبلك يا شهيد الحرية والله حرق قلوبنا حرق

إشترك في قائمتنا البريدية