الدوحة ـ «القدس العربي»: تنطلق صباح اليوم في فندق شيراتون الدوحة أعمال الدورة الخامسة والثلاثون للمجلس الأعلى لمجلس التعاون الخليجي بحضور مميز لقادة الدول الست ووفود البلدان الخليجية التي ينتظرها جدول أعمال مكثف اختصر على يوم واحد للاستجابة للتحديات المحورية التي تمر بها المنطقة المقبلة على تطورات هامة. وأكملت الدوحة كافة استعداداتها لإنجاح الحدث الذي ينتظر أن يكون محطة مفصلية في تاريخ المجلس منذ تأسيسه وهو يأتي بعد فترة عصيبة كادت تعصف باستقرار العواصم الخليجية الست التي تجمعها روابط عدة.
وكشفت مصادر مطلعة لـ«القدس العربي» أن لقاء القادة سيعقد مساء اليوم الثلاثاء في اجتماع لنصف ساعة، تتلوه مأدبة عشاء يقيمها أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني على شرف رؤساء الوفود تنتهي بإعلان البيان الختامي للقمة. وكانت اللجان التحضيرية شرعت منذ فترة في تحضير وصياغة جدول الأعمال الذي يعرض على القادة اليوم، ومسودة البيان الختامي التي سيناقشونها في اجتماعهم المغلق. وكشف مصدر دبلوماسي رفيع تحدث لـ«القدس العربي» أن الخطوط العريضة للبيان الختامي الذي ستخرج به قمة الدوحة تؤكد على ضرورة تنسيق الجهود بين الدول لمكافحة الإرهاب وتأمين حدود الدول الأعضاء وتعزيز التنسيق الأمني بين مختلف الإدارات والجهات ذات العلاقة بهذا الجانب.
وأضاف أن لجنة صياغة البيان الختامي التي اجتمعت مساء أمس في فندق شيراتون الدوحة اعتمدت مسودة البيان الذي أعدته الأمانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي بحضور الأمناء العامين ومساعدي الأمين العام الدكتور عبد اللطيف الزياني.
وأكد المسؤول الخليجي أنه تم إضافة واعتماد توصيات وزراء داخلية دول مجلس التعاون لجدول أعمال قادة دولهم لاعتماد تلك المقررات والشروع في تنفيذها. وكشف أنه تم الاتفاق على إنشاء الشرطة الخليجية الموحدة والتي تعادل «إنتربول» خاص بهذه الدول، بعد أن أعد فريق عمل متخصص من وزارات الداخلية بدول المجلس دراسة عن الجوانب التنظيمية والمالية والإدارية للمشروع. وقال إنه تبعا لما تم الاتفاق عليه في آخر اجتماع وهو ما سيتم الإعلان عنه رسميا في البيان الختامي لقمة دول مجلس التعاون الخليجي سيرى هذا المشروع الأمني الطموح الذي سيتخذ من مدينة أبوظبي مقرا له النور قريبا. وأضاف المصدر الدبلوماسي أن المشروع الخاص بالشرطة الخليجية سوف يسهم في تعزيز التعاون الأمني المشترك بين دول المجلس، وزيادة مجالات التعاون والتنسيق المشترك بين الأجهزة الأمنية بدول المجلس. ويناقش المشاركون في الاجتماع الحالي زيادة تنسيق الدول الأعضاء في موضوع مكافحة الإرهاب.
وبخصوص ما أثير من جدل حول عدم عقد اجتماع وزراء الخارجية قبيل انطلاق أعمال القمة وهو اللقاء الذي يلتئم في الغالب في اليوم السابق لقمة القادة، كشف مصدر مسؤول في اللجنة المنظمة أن وزراء خارجية دول مجلس التعاون سبق لهم أن نظموا يوم 25 نوفمبر/ تشرين الثاني اجتماعهم في الدوحة تناقشوا كل القضايا المتعلقة بالقمة. وأضاف المسؤول أن السادة وزراء الخارجية سوف يصلون الدوحة اليوم مع رؤساء وفودهم وسيكون لهم لقاء جانبي أثناء انعقاد المجلس الأعلى.
محاور اقتصادية حيوية ستنبثق عن القمة
وكان الاجتماع الـ 45 لمجلس اتحاد غرف دول مجلس التعاون الخليجي، الذي يسبق انعقاد الدورة الـ 35 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية قد انطلقت أعماله أمس الاثنين. وأكد السيد عبدالرحيم نقي الأمين العام لاتحاد غرف دول مجلس التعاون الخليجي في تصريح صحافي بمناسبة اللقاء أن الدورة الخامسة والثلاثين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية ستخرج بقرارات ترفد القطاع الخاص الخليجي وتعزز المواطَنة الخليجية.
وأضاف «أن رؤساء اتحادات غرف دول مجلس التعاون أعربوا اليوم خلال مقابلة الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية، عن تطلعات الاتحاد والقطاع الخاص الخليجي إلى أن تكون الدورة الخامسة والثلاثون ناجحة بكل المعايير، وأن تأخذ الدورة الحالية القرارات المتعلقة بالشأن الاقتصادي في دول المنطقة في صلب أولوياتها، خصوصا ما يتعلق بالسوق الخليجية المشتركة وتطبيق القرارات الاقتصادية المتعلقة وتسهيل حركة التجارة والاستثمار بين دول المجلس».
وأشار إلى أن قمة الدوحة تأتي في وقت مهم يشهد فيه العالم تراجعا ملحوظا في أسعار النفط ومؤشرات متزايدة على ركود اقتصادي قد يتأثر به النمو الاقتصادي في المنطقة.
وبخصوص مشاركة القطاع الخاص في القرارات الاقتصادية لدول المجلس، أشار الأمين العام لاتحاد غرف دول مجلس التعاون الخليجي، إلى دعوة الاتحاد إلى إشراكه في مناقشة القوانين والقرارات الاقتصادية.. مؤكدا أن القطاع الخاص في دول مجلس التعاون سجل تجارب ناجحة سواء من الناحية الاجتماعية أو الاقتصادية أو التجارية، كما حقق إسهامات كبيرة في الناتج المحلي لدول المجلس .. مشددا على أهمية أن يكون القطاع الخاص في دول مجلس التعاون الخليجي لاعبا رئيسيا في عملية التنمية وبناء القرار الاقتصادي.
معرض لإنجازات دول مجلس التعاون الخليجي
افتتح محمد بن عبدالله الرميحي مساعد وزير الخارجية للشؤون الخارجية المعرض المصاحب للقمة الخامسة والثلاثين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، بمجمع السيتي سنتر التجاري.
وحضر الافتتاح عدد من مسؤولي الإعلام بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والسفراء وعدد غفير من الجمهور.
وتضمنت أجنحة المعرض إصدارات وكتيبات ووثائق تبرز مسيرة التكامل بين دول المجلس إنجازاتها في شتى المجالات السياسية والثقافية والاقتصادية وجهودها لتوحيد الخطاب الإعلامي الخليجي. واشتمل المعرض على أجنحة لكل من: دولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين والمملكة العربية السعودية وسلطنة عمان ودولة الكويت ودولة قطر، بالإضافة إلى جناح للأمانة العامة لدول مجلس التعاون وجناح جهاز إذاعة وتلفزيون الخليج وجناح لمؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك.
ويهدف المعرض إلى تعريف الجمهور بجهود مجلس التعاون الخليجي وتوزيع الكتيبات الخاصة بإنجازات دوله في شتى المجالات السياسية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية.
وحرصت دولة قطر على تنظيم المعرض في مكان عام بهدف إتاحة الفرصة للجمهور ليعيشوا أجواء مؤتمر القمة الخليجية، وسهولة اطلاعهم على مكونات المعرض وحصولهم على الكتيبات والمنشورات التي يتم توزيعها على الجمهور حول إنجازات دول مجلس التعاون.
وأكد محمد بن عبدالله الرميحي في تصريح صحافي أن المعرض المصاحب لأعمال القمة الخليجية الخامسة والثلاثين هو أول الفعاليات، موضحا وهو مشترك لأجهزة الإعلام الخليجية ووكالات الأنباء المحلية.
سليمان حاج إبراهيم