انطاكيا- دير الزور- “القدس العربي”:
تمكنت “القدس العربي” من الحصول على تفاصيل وقائع الاشتباكات مع النازحات المنتميات لتنظيم “الدولة” في مخيم الهول، بعد تداول عدة روايات متضاربة بشأن الحادث، الذي ادى إلى مقتل عنصر من “الاسايش” الكردية وإحدى النازحات من نساء تنظيم الدولة، وما تبع ذلك من عمليات اعتقال للعشرات من نساء التنظيم.
وبحسب الصحافي محمد الشامي فإن بداية المشكلة كانت عندما قامت وحدة من قوات الاسايش التابعة لقسد بحملة مداهمات وتفتيش داخل القسم الخاص بالمهاجرات فجر يوم الاثنين 30 سبتمبر، على خلفية معلومات وصلت للأسايش، تفيد بقيام نساء من التنظيم، بتشكيل ما يعرف بحسبة نسائية داخل المخيم، وعن نيتهن تنفيذ حكم الاعدام بإحدى النساء هناك، بعد ذلك ثارت النساء بوجه الأسايش و منعن عناصر الاسايش من الوصول لبعض الخيم، وخرجت العشرات من نساء التنظيم بمظاهرة داخل المخيم احتجاجاً على حملة المداهمة هذه، وتخلل المظاهرة هتافات مؤيدة للتنظيم ووعيد بالانتقام من قسد.
وعلى ما يبدو فإن نساء التنظيم لم يأبهن بما حصل، وتابعن تنفيذ المحاكمة بحق احدى النساء التونسيات والتي تم اتهامها “بالردة”، لأنها كانت تنقل الأخبار للأسايش حسبما قال صحافي لـ”القدس العربي”. وأضاف: “بالفعل تم قتلها طعناً بالسكاكين داخل المحكمة التي أنشأنها، وهي عبارة عن خيمة كبيرة داخل القسم الخامس في مخيم الهول ” الخاص بالمهاجرات”، لتعلو صيحات التكبير والصياح من داخل الخيمة. أخبار ما حصل وصلت للأسايش، لتقوم قوة منهم بمداهمة القسم الثامن من مخيم المهاجرات في محاولة لإلقاء القبض على الفاعل، هنا حصل الصدام بين نساء التنظيم وبين مقاتلات من الأسايش”.
ويوضح الصحافي زين العابدين العكيدي أن عشرات النساء تجمعن وحاصرن القوة المداهمة، وتمكنت إحدى نساء التنظيم من الجنسية الشيشانية من خطف سلاح احدى مقاتلات الأسايش، لتفتح النار عليهم، مما أدى لإصابة أربعة مقاتلين من الاسايش، توفي اثنان منهم في المشفى متأثرين بإصاباتهما.
ويضيف العكيدي: “حصل بعدها تبادل لإطلاق النار بين الطرفين ادى لمقتل امرأتين من نساء التنظيم وإصابة 6 أخريات جميعهن من جنسيات اجنبية وتم اسعافهن لاحقاً لمشفى عصام بغدي في الحسكة، على اثرها قامت الأسايش بتطويق المخيم وإغلاق المداخل وقاموا بتنفيذ حملة اعتقالات كبيرة داخله شملت أقسام الخامس والسادس والسابع والثامن وأسفرت عن اعتقال 54 سيدة من نساء التنظيم، بعد نصف ساعة دموية عاشها المخيم، أعمال العنف تلك سببت هلعاً بين قاطني المخيم حيث أغلق السوق والدكاكين وهرب جميع موظفي المنظمات العاملين داخل المخيم”.
هذا ويشهد مخيم الهول الواقع شرقي الحسكة اعمال عنف باتت شبه يومية مصدرها نساء التنظيم، ويحتوي المخيم على ما يقارب 50 ألف شخص، منهم 20 ألف و890 لاجئاً عراقياً، وقرابة 30 ألف نازح سوري، إلى جانب أكثر من 10 آلاف شخص من عائلات تنظيم “الدولة الإسلامية” جلهم نساء وأطفال ينتمون لعدة دول آسيوية وأوروبية وأفريقية.