القضاء الإسباني استنطق الأميرة كريستينا ابنة الملك خوان كارلوس ويؤكد أن الملكية تخضع للدستور

مدريد ـ ‘القدس العربي’: لمدة ست ساعات، وأمام صورة أبيها المعلقة وسط قاعة التحقيق في محكمة مدينة مايوركا، خضعت الأميرة كريستينا ابنة ملك اسبانيا خوان كارلوس طيلة يوم السبت الماضي لاستنطاق دام أكثر من ست ساعات عن دورها في شركة تمتلكها رفقة زوجها، لتجيب على تهم التهرب الضريبي والاختلاس المالي. استنطاق زاد من تدهور شعبية المؤسسة الملكية.
وشكل خبر مثول الأميرة أمام القاضي خوسيه كاسترو لاستنطاقها بشأن دورها المفترض في الاختلاس المالي في شركة ‘أيزون’ التي تمتلكها رفقة زوجها إنياكي أوندنغرين المتابع بدوره بتهم تصل الى 12 سنة سجنا، الحدث السياسي الأبرز منذ بداية السنة الجارية لأنها المرة الأولى التي يقف فيها عضو من العائلة الملكية أمام القضاء.
ووصلت الأميرة في الساعة العاشرة رفقة محاميها ميكيل روكا الذي يعتبر من الذين وضعوا الدستور الإسباني في أواخر السبعينات بعد حقبة دكتاتورية فرانكو، ووجدت الأميرة جيشا من الصحافيين المحليين والأجانب في انتظارها، كما وجد مئات من المتظاهرين الراغبين في الجمهورية ونهاية الملكية نظاما في هذا البلد الأوروبي.
وامتدت ساعات الاستنطاق لأكثر من ست ساعات، حيث تفيد الصحافة المحلية أمس أن القاضي خوسيه كاسترو طرح أكثر من 400 سؤال، وكانت الإجابة دائما هي ‘لا أعرف’ ثم ‘لا أتذكر’ ثم ‘فوضت الشؤون المالية لزوجي’. وحول حصولها على أكثر من مليون يورو لاقتناء منزل في برشلونة، اعترفت الأميرة أن الأمر يتعلق بقرض مالي من
والدها الملك خوان كارلوس.
وكتبت جريدة ‘الباييس’ حول عدم اقتناع القاضي بهذه الأجوبة، بينما ذهب محللون قضائيون الى القول بضعف الاتهامات الجنائية ضدها، وتبقى هذه الاتهامات محصورة في ‘العتاب الأخلاقي’ بسبب صمتها حول تورط زوجها في اختلاسات مالية لممتلكات عمومية.
وينتظر الرأي العام الآن قرار القاضي هل سيحيل الأميرة على المحاكمة أم سيعمد الى حفظ الملف.
ويشكل خبر مثول الأميرة الحدث السياسي الأبرز في الأخبار ووسط الطبقة السياسية ،وفي شبكات التواصل الاجتماعي في اسبانيا، حيث خرجت الملكية خاسرة أمام الرأي العام في هذا البلد الأوروبي.
وكتبت جريدة ‘الباييس’ في افتتاحيتها أن مثول الأميرة أمام القضاء جاء ليؤكد أن ‘العائلة الملكية تخضع للدستور ولا تعيش هلى هامشه’.
وطالبت جريدة ‘الموندو’ في افتتاحيتها الأميرة كريستينا بالتخلي عن حقوق اللقب بعدما تورطت في هذه الفضيحة.
وكانت الصحافة الرقمية الأكثر جرأة بتوجيه انتقادات قوية للمؤسسة الملكية ولبعض الأطراف القضائية التي عارضت التحقيق مع الأميرة. وكتب بابلو سيباستيان مدير الجريدة الرقمية ‘ريبوبليكا’ أن الأميرة لم تقل الحقيقة بل تهربت كثيرا وهذا لا يشرفها. واعتبر أن القاضي خوسيه كاسترو قد خضع لضغوطات قوية لكي يتخلى عن الملف وهذا تسبب في صورة سيئة للبلاد.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الغيث امبيريك:

    القضاء الاسباني يستنطق ابنة الملك اخوانكارلوا الثاني ، والملكية في اسبانيا تخضع للدستور ، يتساءل الكثير ون هل سبق عبر التاريخ ان خضع ابن احد الملوك العرب للمسائلة من طرف القضاء ،ام انهم معصومون او لايرتكبون الاخطاء، او انهم هم القضاة والحكام وهل الملكية في الوطن العرب تخضع للدستور،وبعضهم يلقب نفسه بامير المؤمنين ومواطنه رعايا، لم يصلوا بعد الى مستوى المواطنون؟

إشترك في قائمتنا البريدية