القوات الأوكرانية تعجز عن مواجهة استراتيجية القضم التدريجي لدونباس

حجم الخط
19

كراماتورسك (أوكرانيا): في شرق أوكرانيا، انتقل الروس المتقدّمون عدة وعديدا على الأوكرانيين، من استراتيجية تدمير كلّي إلى استراتيجية قضم تدريجي، ما تعجز قوات كييف عن مواجهته بسهولة في هذه المرحلة.

وتقول ايرينا ريباكوفا، مسؤولة التواصل في اللواء 93 للقوات الأوكرانية، “ليس الحال مثلما كان في العام 2014، ليس هناك جبهة محددة على طول خطّ”، بالإشارة إلى الحرب التي تواجهت فيها كييف مع انفصاليين موالين لروسيا في هذه المنطقة قبل ثماني سنوات، والتي لم تنتهِ بشكل كامل.

وتضيف “قرية لهم وقرية لنا: يجب تصوّر رقعة شطرنج”، متابعة “ليس بمقدورنا الآن أن نُبعد العدوّ”.

في اليوم الـ 66 من الحرب في أوكرانيا، أي السبت، تبدو روسيا، بحسب محللين، بعيدة من النصر السريع الذي يأمل الرئيس الروسي بحصوله في 9 أيار/مايو، أي في ذكرى هزيمة النازيين في العام 1945.

في جنوب أوكرانيا، استولت القوات الروسية على ميناء ماريوبول، ما سمح لها بفتح ممرّ برّي وصولًا إلى خيرسون في الغرب، العاصمة الإقليمية الوحيدة التي استولى الروس عليها منذ بداية غزوهم لأوكرانيا.

لكن منطقة دونباس التي تضمّ دونيتسك ولوغانسك، اللتين تؤكّد روسيا أنها تريد “تحريرهما” من “النازيين” الكارهين لروسيا، لا يبدو أنها ستسقط قريبًا.

ويقول المحلل العسكري الروسي ألكسندر خرامتشيخين لوكالة فرانس برس “إذا حصل تقدّم معيّن للقوات الروسية على الأرض، فلن يكون سريعًا”.

 لا رجعة

ويضيف “في منطقة لوغانسك (شمال دونباس)، تكاد الأهداف التي أعلنتها موسكو تتحقق (…) لكن في منطقة دونيتسك، التقدّم أكثر صعوبة”، إذ إن الجبهة المجمّدة منذ اتفاقيات سلام وُقّعت في العام 2015، لم تتحرك منذ شهرين.

بنظر البعض على الأرض، لا رجعة في الغزو الروسي.

ويقول جندي أوكراني “فات الأوان بالنسبة إلينا”.

يتركّز الهجوم الروسي في شمال دونباس، حيث بدأت موسكو تخفف تدريجيًا قوته وتنتقل إلى كراماتورسك من مدينة ايزيوم (شمال أوكرانيا)، والمُجتاحة منذ مطلع نيسان/أبريل.

وتتمتع القوات الروسية هذه المرة بميزة الاستمرارية اللوجستية المباشرة مع المدن التي مرّت فيها آنفًا.

وخلال أسبوعين من الغزو للمنطقة، ثبّتت تواجدها في عدة بلدات صغيرة، حيث احتدم القتال في الأحياء الحضرية، كما في روبيجني (57 ألف نسمة قبل الحرب)، ولكن لم يتم الاستيلاء على أي بلدة ذات أهمية منذ الاستيلاء على كريمينا (19 ألف نسمة) في 18 نيسان/أبريل.

وتمّ إجلاء المدنيين من كراماتورسك وسلوفيانسك اللتين تخطط هيئة الأركان العامة الروسية لاستهدافهما، وأصبحتا مركز قيادة للجيش الأوكراني.

عدم تكافؤ

من ناحية التسليح، وسط السهول الجبلية والمدن الصناعية، تحصل المواجهة بالمدفعية.

إلّا أن توازن القوى لا يزال غير متكافئ حتى “خمسة أضعاف من حيث المعدات”، بحسب ايرينا تيريهوفيتش (40 عامًا) وهي رقيبة من اللواء الأوكراني الـ123.

وتقول “نحن بحاجة إلى دبابات ومدفعية وصواريخ مضادة للدبابات”، مضيفةً “في كريمينا، لم يكن لدينا سوى عدد قليل من صواريخ NLAW المضادة للدبابات وبعضها لم يكن يعمل”.

والقوات الروسية مزوّدة أيضًا بقاذفات صواريخ متعددة تتساقط أحيانًا بكثافة على المناطق السكنية.

وفي مواجهة الصواريخ البعيدة المدى مثل صواريخ Tochka-U الشهيرة مع جثث متناثرة في الحقول، لم يعترض الدفاع الأوكراني سوى بعض المقذوفات.

ولم يحصل “إغلاق” المجال الجوي، من قبل حلف شمال الأطلسي، الذي كانت تأمل به كييف. ولم يبقَ لأوكرانيا سوى بعض الطائرات من طراز “سو-24″ و”سو-25” لإطلاقها فوق المواقع الروسية.

على الأرض، يراوح عدد الجنود الأوكرانيين في دونباس بين 40 ألفا و50 ألفا، بحسب المحللين. ومن جهتها، لا تفصح موسكو عن عدد قواتها المنتشرة على الأرض.

 معضلة

يشعر العديد من الجنود الأوكرانيين بأن الروس متقدّمون أكثر منهم، من بينهم “فايكينغ” الذي يشعر بالإحباط. فقد عاد الرقيب البالغ 27 عامًا من كريمينا.

في الموقع الذي كان فيه، ينتظر الرجال المرهقون الأمر بالتراجع.

ويقول “لو كانت حرب مشاة ضدّ مشاة، لكنّا سنحظى بفرصة. لكن في هذه المنطقة، إنها حرب مدفعية أولاً، وليس لدينا مدفعية كافية”، مضيفًا “أطلقنا ثلاث قذائف مقابل 300 قذيفة أطلقوها هم”.

وتتابع ايرينا ريباكوفا، مسؤولة التواصل في اللواء 93 للقوات الأوكرانية: “نعمل بشكل أدقّ، وتعلّمنا كيفية توفير ذخيرتنا”، موضحةً “مثلًا، نطلق النار عندما تحاول كتائبهم التقدّم”.

ويعتبر ألكسندر خرامتشيخين أن “من غير المتوقع في هذه المنطقة أن تتراجع القوات الروسية”، وأن الغزو الروسي لن “ينتهي قبل نهاية العام”.

ومن الجهة الأوكرانية، تشير ايرينا تيريهوفيتش إلى معضلة، بين “إبراز فائض من البطولة وسقوط الجميع، أو التراجع والبقاء على قيد الحياة ومحاولة تجميع” القوات الأوكرانية.

(أ ف ب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول ميساء:

    اللهم انصر روسيا على أمريكا اللعينة الخبيثة التي قتلت الشعوب العربية في العراق وسوريا واليمن وليبيا والسودان و قبلها أفغانستان و أروبا العنصرية المنافقة التي تسرق ثروات الشعوب المستضعفة هذي سنين وسنين والله يحرر فلسطين ويكسر شوكة إسرائيل كسرا لا جبر بعده أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا

    1. يقول allel:

      russian fly

    2. يقول علي:

      ألايهمك الشعب السوري والشعب الشيشاني والشعب الأفغاني والشعب المسلم في القرم؟ لماذا لاتدعين على روسيا المجرمة بحق هذه الشعوب؟ فقط أميركا المجرمة؟ وماذا عن الصين المجرمة بحق المسلمين الإيغور.
      فقط أميركا المجرمة؟ أليست روسيا أيضا مجرمة بحق الاكرانيين؟ أين العدل؟
      أليست روسيا تسمح لاسرائيل بقصف سوريا.
      هذه قمة العنصرية والجهل والغباء السياسيز
      اللهم أسحق روسيا في أكرانيا وأجعلهم عبرة لك معتد.
      نسيت أن أكبت ههههههه في المقدمة.
      الضحك من غير سبب قلة أدب.

  2. يقول ميساء:

    قلنا لكم من قبل أن الجغرافيا تصب في مصلحة روسيا وأن أمريكا وأوروبا العنصرية المنافقة سيمنون بهزيمة ساحقة ماحقة تجعل أوروبا العنصرية المنافقة تنكمش بعشرات المرات و عديد المفاجآت

    1. يقول مازن:

      ههههههه

    2. يقول سمير:

      و ماذا بخصوص جراءم الروس في سوريا ،الشيشان و أفغانستان

    3. يقول متابعة:

      ولله في خلقه شؤون …
      من جرب الأسلحة الكيماوية وقتل الآلاف الاطفال والنساء في سوريا
      من ارتكب جرائم حرب في الشيشان وأفغانستان..ومن يحرض الان في ليبيا بمرتزقة فاغنر ويقتل المسلمين بمالي والنيجر ..انهم عاديين كلهم اياديهم ملوثة بالدم وبارواح الأبرياء والضعفاء …
      الله ينتقم من كل من يريد ويشجع على الحروب والتفرقة وتقييم البلدان.

    4. يقول تونسية:

      لا تخافين لازال عند بوتين أسلحة وخردة ليبيعها لنظامكم.
      لكن النصر لا يملكه تاريخهم الاسود كله هروب وانقسام وهزايم .
      والحرب الطويلة تعودوا عليه ويخرجون دائما منهزمين .
      لا نقول سوى اللهم اضرب الظالمين بالظالمين وأخرج أمة محمد منها مناصرين ومحايدين ..ليس مثل ميساء بوتين هههههه

  3. يقول أبو صهيب الجزائري:

    حسب خبرتى المتواضعة فالجيش الروسي بدأ حرب بقصف مركز على كل الثكنات الأوكرانية والمطارات وكانت مشكلته هو انسحاب المقاومين الأكران لأطراف الطرقات والمسالك والضرب بطائرات مسيرة على بعد كلمترات فهنا كان دخول آليات ثقيلة بلا معنى ثم أعاد الجيش الروسي سياسة القصف والتدمير وسلك مسالك غير معروفة للتوجه للمدن وحصارها ثم غير أخيرا استراتيجيته بإقحام فرق النخبة وتكون حمولتها خفيفة للقضاء على المقاومة واستعمل مؤخرا بكثافة سلاح المسيرات وحيد الطيران الثقيل … نوعا ما كان الجيش الروسي يتأقلم مع كل المتغيرات و اصبح يستعمل سلاح عدوه ما جعل الجيش الأوكراني يصاب بعمى الأهداف وأصبح هو الهدف …. الأيام القادمة ستكون حاسمة في الحرب فقد بدأ اليأس يدب في صفوف الجيش الأوكراني

  4. يقول قطز:

    قبل كل شيء هيبة روسيا في اعين العالم تمرغت في التراب لا اتحدث عن هروب ثاني اقوى جيش في العالم من عاصمة كييف كالارانب بل قصف فخر صناعاته العسكرية طراد موسكفا بصواريخ نبتون تحملها طائرات البيرقدار التركية أما عن سياسة الأرض المحروقة أو القضم التدريجي لا تنجح في حروب طويلة الأمد مع دول مساحتها كبيرة كاوكرانيا مدعومة من دول الجوار فضلا دول عظمى كحلف النيتو بالرجال و السلاح و المدربين و المستشارين العسكريين بالإمكان الإنسحاب من القرية أو البلدات او المدن بعد إستنزاف العدو و تكبيده خسائر كبيرة ثم الهجوم المعاكس بالصواريخ و الطائرات بدون الطيار وعمليات الكومندوس خلف خطوط العدو خصوصا عن أنباء مدافع الهاوتزر ستدخل ساحة المعركة قريبا بالإضافة ضرب عمقه الاستراتيجي بأحدث الأسلحة مما يربك حساباته أين سيتلقى الضربة القادمة بلا شك سينعكس كل هذا مع مرور الأشهر ع القطاع الإقتصادي الشريان الحيوي الممول للعملياته الحربية المكلفة جدا في ظل الخسائر البشرية و العسكرية و العقوبات القاسية الغير المسبوقة بالمناسبة ما زال حلف النيتو يحمي و يفك عضلة لم تبدأ المباراة بعد ?

  5. يقول سمير:

    و ماذا بخصوص جراءم الروس في سوريا،الشيشان و أفغانستان.

  6. يقول د.منصور الزعبي:

    كيف اكثر عدة و عديدا ، و أسلحة الناتو كل يوم و جونسون قال الدبابات الروسية مهترءة و نفسيات الجنود محبطة و المهرج يقول كل يوم نحن ننتصر ، على فكرة عدد الجنود الاوكران علىةالجبهة اكبر و على فكرة أخرى تعداد الجيش الاوكراني يفوق نصف مليون

  7. يقول د.منصور الزعبي:

    لا يقول و لم يقل احد من الروس انهم بحاجة لنصر في يوم معين و تاريخ معين، هذه هي الحرب النفسية الغربية، الروس يقولون انهم يحاربون الناتو و هذه الحرب ربما تستمر لشهور و سنوات ،و هم سيحتفلون في التاسع من الشهر على انتصارهم على المانيا النازية و في العام القادم و في مثل هذا اليوم سيحتفلون بالانتصار على الفاشية الاوكرانية المدعومة من امريكا و بريطانيا

    1. يقول علي:

      اللهم أذل روسيا ومن يناصرها.

    2. يقول علي:

      اللهم أذل روسيا ومن يناصرها.

  8. يقول Jamal:

    لو كان زيلينسكي يحب أوكرانيا لم نفذ أجندات الغرب بتدمير بلده

  9. يقول Simo:

    روسيا تملك أصول الثروة النفط والغاز والذهب والقمح … تصنع سلاحها دولة نووية من الطراز الرفيع الشعب الروسي شعب كادح لا رفاهية فيه يمكن للروسى ان يعيش ب 200دولار فقط شهريا ….عكس الأوربيين شعوب قمة الرفاهة أى تغير في نمط حياتهم قد يفجر الأوضاع داخل أوروبا … روسيا غير مستعجلة ولا تريد ضم كل اوكرانيا هى فقط تعمل على اضعاف بنية الاقتصاد العالمى والدولار اذا استمر الوضع على ماهو عليه فالتضخم سيهلك الاقتصاد الغربي قبل انسحاب روسيا…..

  10. يقول قطز:

    بدأنا نشهد إنخفاض حاد في مبيعات الأسلحة الروسية ثاني أكبر مصدر أسلحة في العالم في أسواقها الخارجية و صعوبة صيانة معداتها العسكرية بسبب إستمرار نزيفها في الحرب الاوكرانية و تخوف العملاء من أن تنالها العقوبات الاقتصادية هذا ما قد يؤتي ثماره ع المدى الطويل و سعت إليه الولايات المتحدة لكونها أكبر مصدر للأسلحة في العالم لأخذ حصة مبيعات روسيا و كذلك أستقطاب علماء الروس كما حصل مع علماء الألمان بعد حرب العالمية الثانية بالمناسبة الحلف النيتو مازال يحمي و يفك عضلة المبارة لم تبدأ بعد ?

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية