لندن- “القدس العربي”: لم تنجح القوات الإسرائيلية – رغم احترافيتها العالية وعتادها الكبير من الدبابات والمدرعات – في التقدم في الأراضي اللبنانية نتيجة المقاومة الصلبة لمقاتلي “حزب الله”، ولهذا تراهن على سلاح الجو للتدمير الأعمى والانتقام من المدنيين.
ومنذ أسبوعين، وقيادة الجيش الإسرائيلي تعلن عن غزو بري للجنوب اللبناني، لاسيما بعد استدعاء قوات احتياط. ومع مرور الوقت، مازال التردد يطبع عمل القوات الإسرائيلية، فمن جهة، لم تجد الوسيلة الأمثل للتوغل في الأراضي اللبنانية، ومن جهة أخرى تخشى سقوط عشرات القتلى في كل محاولة كبيرة مباشرة ولا تضمن النتيجة. والمثير أن هذا الفشل في التقدم البري يأتي رغم امتلاك الجيش الإسرائيلي عددا كبيرا من الدبابات والمدرعات، وفي الوقت ذاته ما تدعيه القيادة العسكرية بأن لديها أفضل وحدات القوات الخاصة، الأعلى جاهزية في الجيش، القادرة على خرق صفوف العدو.
ورغم الهالة الأسطورية التي يحاط بها الجيش الإسرائيلي، لم تنجح وحداته لا في تنفيذ إنزال وراء خطوط “حزب الله”، ولا في تحقيق الالتحام المباشر مع قواته في الحدود الفاصلة بين الطرفين. وما زالت القوات الإسرائيلية تتقدم عشرات الأمتار ثم تتراجع تحت الطاقة النارية للمقاومة اللبنانية. في هذا الصدد، لم تنجح وحدة سيريت متكال (وحدة الاستطلاع الخاصة) في تحقيق أي عملية اختراق للاستطلاع المكلفة بالنزول وراء خطوط الحزب لتدمير انتقائي لمخازن، ولم تنجح وحدات كتيبة “غولاني” في إحداث منفذ في صفوف المقاومة يسمح بتقدم الدبابات والمدرعات.
رغم الهالة الأسطورية التي يحاط بها جيش إسرائيل، لم تنجح وحداته لا في تنفيذ إنزال وراء خطوط “حزب الله”، ولا في تحقيق الالتحام المباشر مع قواته في الحدود الفاصلة بين الطرفين
وكان الجيش الإسرائيلي قد عانى من هذه التقنية في حرب تموز 2006 بعدما تعرضت 137 دبابة للعطب أو الإتلاف التام، ويبدو الآن أنه يعاني منها بشكل مضاعف جدا لأن المقاومة طورت حرب المواجهة البرية وخاصة دقة الصواريخ والقذائف وقوتها التفجيرية. ولم يعلن الجيش الإسرائيلي عن الخسائر التي تكبدها في تلك المواجهات، إلا أنها ستكون مرتفعة مقارنة مع ما يعلن عنه. وكان الجيش الإسرائيلي قد تستر على خسائر الغزو البري سنة 2006، وتسربت تقارير لاحقة حول خسائر بشرية وفي العتاد مرتفعة. ومن ضمن العوامل التي تجعل القوات البرية الإسرائيلية مترددة في التقدم هو غياب معلومات استخباراتية حول الوضع الحقيقي لعتاد قوات “حزب الله” في الخطوط الأمامية ثم الخطوط في الوراء، وما إذا فقد مقاتلين أو جرى تدمير صواريخه أم لا. ويتبين من مستوى المقاومة العالي أن الحزب مازال يمتلك جميع شروط المواجهة بما فيها فرضية عمليات داخل الأراضي المحتلة.
تراهن إسرائيل على استراتيجية التدمير الجوي خاصة للبنيات التحتية المدنية وقتل المدنيين للتأثير على المقاومة أي ممارسة ما يسمى “حرب الجبناء”
وأمام عجز وفشل القوات البرية الإسرائيلية في التقدم بسبب صلابة مقاومي “حزب الله”، تراهن إسرائيل على استراتيجية التدمير الجوي خاصة للبنيات التحتية المدنية وقتل المدنيين للتأثير على المقاومة أي ممارسة ما يسمى “حرب الجبناء” بقتل المدنيين ، وتريد الآن الانتقال إلى القصف بحرا ولكنها مترددة خوفا من صواريخ “حزب الله”. ولهذا، تراهن إسرائيل أكثر على سلاح الجو مستغلة تفوقها بفضل المقاتلات الأمريكية مثل إف- 35 وإف- 15. وعدم امتلاك “حزب الله” نظام دفاع جويا متطورا.