القوات العراقية تواصل عملياتها ضد تنظيم «الدولة» بعد تفجيرات بغداد

مشرق ريسان
حجم الخط
0

بغداد ـ «القدس العربي»: تواصل قوات الأمن العراقية، عملياتها العسكرية الرامية إلى «الثأر» من الجماعات «الإرهابية» التي نفّذت نهاية الأسبوع الماضي ومطلع الأسبوع الجاري، هجمات مسلحة وسط العاصمة بغداد، وفي محافظة صلاح الدين، تسببت بسقوط أكثر من 150 شخصاً بين قتيل وجريح، بينهم من قوات «الحشد الشعبي».
العمليات شملت العاصمة ومحافظات صلاح الدين، ونينوى، والأنبار، وأسهمت، حسب البيانات الرسمية، بالإطاحة بمدرب ما يسمى بـ«فرقة الكواسر» و«قوة القعقاع» و«قوة اليمامة» فضلاً عن ضبط أنفاق وعبوات ناسفة، ووثائق مهمة للتنظيم.
وأعلنت «هيئة الحشد الشعبي» أمس الثلاثاء، تنفيذها عملية أمنية في منطقة العيث في محافظة صلاح الدين.
بيان لإعلام «الحشد» أفاد أن «بعد أيام من الهجوم الإرهابي الغادر على منطقة العيث شرق محافظة صلاح الدين، نفذ اللواء التاسع في الحشد الشعبي عملية أمنية في منطقة العيث والقرى المجاورة لها لملاحقة الخلايا الإرهابية».
وأضاف البيان أن «العملية الأمنية أسفرت على العثور على عدد من المضافات التابعة لفلول داعش الإرهابي ورفع عدد من العبوات الناسفة التي كانت مزروعة على الطرق».
وتابع أن «قوات اللواء التاسع في الحشد الشعبي عثرت أيضا على نفق بطول 10 أمتار كان بمثابة ملجأ للإرهابيين».
واختتم البيان بالقول: «ستواصل قوات الحشد الشعبي واجبات التفتيش لتطهير وتأمين هذه المناطق وانهاء أي تواجد إرهابي فيها».

مدرب «الكواسر والقعقاع»

في الموازاة، أعلنت مديرية الاستخبارات العسكرية، الإطاحة بمدرب ما يسمى بـ«الكواسر والقعقاع» في محافظة نينوى.
وقالت في بيان، إن «بعملية نوعية اتسمت بدقة المعلومة الاستخبارية والمتابعة المستمرة تمكنت مفارز شعبة الاستخبارات العسكرية في الفرقة 14 وبالتعاون مع الفوج الأول لواء المشاة 51 من إلقاء القبض على الإرهابي الذي قام بتدريب عدد من عناصر تنظيم داعش المنضوين بما تسمى فرقة الكواسر وقوة القعقاع وقوة اليمامة».
وأشارت إلى أن «العملية تمت بكمين محكم نصب له في منطقة الخندق الصغير ناحية القراج بقضاء مخمور في نينوى».
كما عثرت قوات الأمن، ضمن عملية «ثأر الشهداء» على وثائق مهمة لتنظيم «الدولة الإسلامية» في بغداد والرمادي، مركز محافظة الأنبار الغربية.
وقال الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة، اللواء يحيى رسول، للوكالة الحكومية، إن «هناك توجيهاً بضرورة حماية الدم العراقي وأمن المواطنين» مؤكدا «التركيز على الجهد الاستخباراتي وتوحيد الأجهزة الاستخباراتية بإشراف القائد العام للقوات المسلحة».
وأضاف، أن «هنالك سلسلة من الإجراءات لإعادة النظر بالاستراتيجية التي تهدف للاستمرار بدك ما تبقى من أوكار داعش» مبيناً أن «هناك تعاونا كبيرا بين كافة الأجهزة الأمنية في بغداد والمحافظات الأخرى، والشروع بعمليات نوعية نفذها جهاز مكافحة الإرهاب».
ولفت إلى أن «جهاز مكافحة الإرهاب أطلق عملية ثأر الشهداء التي نفذت في بغداد وقضاء الفلوجة والكرمة وهيت شمال الرمادي» مشيراً إلى «التمكن من إلقاء القبض على 10 من عصابات داعش والعثور على وثائق مهمة في بغداد والرمادي».
وتابع أن «قرار القائد العام بشأن التغييرات الأمنية دقيق، لعدم السماح لأي خرق سواء في بغداد أو المحافظات».

الداخلية تنفي

في غضون ذلك، نشرت مواقع إخبارية محلّية، ومنصات إلكترونية، مقطعاً مصوراً يظهر فيه انتحاري سلّم نفسه للقوات الأمنية، وسط العاصمة بغداد، فيما تحدث عن وجود انتحاريين آخرين.
لكن وزارة الداخلية العراقية، دعت المواطنين إلى توخي الدقة واعتماد مصادر الأخبار الرسمية، مبينة أن الفيديو المُتداول يعود تاريخه لعام 2014.

سياسي ووزير سابق يكشف عن نشاط 500 مسلح من التنظيم

وذكرت الوزارة في بيان، أن «في الوقت التي تتضافر فيه جهود قواتنا الأمنية بتشكيلاتها المختلفة لتنفيذ توجيهات رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة ووزير الداخلية لتعزيز الاستقرار الأمني في البلاد ومحاربة جيوب الإرهاب المهزوم وخلاياه النائمة لبعث رسالة اطمئنان للشعب العراقي الكريم الذي لم تتزعزع ثقته بقيادته وقواته الأمنية المجاهدة، نرى في الوقت ذاته قيام البعض بمحاولات يائسة هدفها التأثير على المعنويات وإحباط العزائم والهمم وليس آخرها ما تناقلته بعض مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام من تسجيل مصور حول إلقاء القبض من قبل قوات الأمن على أحد الإرهابيين قبل تنفيذ جريمته».
وأوضحت أن «الفيديو المصور يعود لعام 2014 وظفه بعض المتربصين وأعداء البلاد لخداع مواطنينا الكرام وإيهامهم بعدم استقرار الوضع الأمني تحقيقا لغايات وأهداف أصبحت واضحة للعراقيين» لافتة إلى أن «معركتنا مع الإرهاب مستمرة وأن قواتنا تحقق الانتصارات في جميع قواطع العمليات ولم تدخر جهدا في إطلاع شعبنا على كافة ما يدور في الساحة الأمنية بتجرد ومهنية وهو ما اعتدنا عليه».
وبينت أن «تحقيقاتها في الجريمة الإرهابية في الباب الشرقي مستمرة وخبراء الأدلة الجنائية عاكفون على معرفة منفذي الجريمة وتفاصيلهم كافة، ولم يتبين لديها أن بينهم من يحمل جنسية غير عراقية» داعية «أبناء شعبنا الكريم والرأي العام بالابتعاد عن تصديق الأخبار الكاذبة والموجهة باعتماد المصادر الرسمية».
كذلك، نفت خلية الإعلام الأمني (حكومية) أنباء قيام انتحاري بتسليم نفسه إلى قوات الشرطة الاتحادية في إحدى مناطق العاصمة بغداد.
وقالت في بيان، إن «بعض وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام تداولت أنباء عن قيام إرهابي انتحاري بتسليم نفسه إلى قوات الشرطة الاتحادية في منطقة البياع، واعترف بوجود انتحاريين آخرين في بغداد» مؤكدة أن «الخبر عار عن الصحة ولا مصداقية له اطلاقا، وإن ما يتم تداولته من مقاطع فيديو وصور هي تعود إلى إرهابي انتحاري سلم نفسه في العام 2014 الى القوات الأمنية».
ودعت، المدونين ووسائل الإعلام التي تداولت هذه الأخبار إلى «توخي الدقة في نقل المعلومات واستقائها من مصادرها الرسمية حصراً».
ويقدّر عدد عناصر التنظيم في العراق، بنحو 500 مسلّح، ينشطون في المناطق ذات الطبيعة الجغرافية الصعبة، كالجبال والصحراء والمناطق الوعرة، حسب وزير الداخلية الأسبق، والسياسي العراقي باقر الزبيدي.
ودعا في «تدوينة» على صفحته بـ«فيسبوك» إلى تنفيذ طلعات جوية تستهدف أوكارهم في جبال الخانوكة ومكحول وحمرين وكافة مناطق تواجد مسلحي التنظيم.
وقال ان «التنظيم الإرهابي لا تتجاوز أعداده في العراق (500 عنصر) بعضهم مجاميع من الأطفال والنساء ينتشرون في (حمرين، الخانوكة، مطيبيجة، أطراف الفلوجة، الحضر وقرى في محيط الحويجة)».
وأضاف أن «بجهود قواتنا الأمنية في بغداد، فشل التنظيم بزرع خلايا نائمة في مناطق محددة من بغداد، كما أن تجربة ووعي أهالي محافظة ديالى منعهم من الاستقرار والاختباء في هذه المحافظة الصامدة» مبيناً: «لاحظنا أن القوة الجوية وطيران الجيش لم يكن فاعلاً في إستهداف الإرهابيين رغم توفر المعلومات عن دقة تواجدهم وذلك بسبب الأزمة المالية (الأدوات الاحتياطية و التسليح)».

فداحة الخسائر

وأشار إلى أن «فداحة خسائرنا بالأرواح الطاهرة للشهداء والجرحى ستزيد قواتنا الأمنية عزيمة وإصرارا على ملاحقة الإرهاب والقضاء عليه» موضحاً أن «الخروقات الأمنية على حدودنا الغربية والتي حذرنا منها مراراً ؟! لا تزال هي الخطر الحقيقي الذي يهدد البلاد».
وبين أن «الحشد الشعبي والعشائري نجح بملاحقة الإرهابيين في كل مناطق الأنبار وأوقع فيهم خسائر فادحة، كما أن حشدنا في سامراء ومحيطها أبلى بلاء حسناً في الدفاع عن المنطقة» داعياً إلى «تنفيذ طلعات جوية تستهدف أوكار الإرهاب في جبال الخانوكة ومكحول وحمرين وكافة مناطق تواجدهم».

استخدام الجهد التقني

إلى ذلك، قال الخبير الأمني أحمد الشريفي إن «إحدى أهم مرتكزات إدارة المعركة أمنياً في ظل الحروب غير التقليدية هي استخدام الجهد التقني» منوهاً أن «هذا الأمر من الممكن تحقيقه باعتبار أن هناك وفرة مالية وتخصيصاً مالياً وبالذات في هذه الموازنة وبالإمكان توفير الجهد التقني الساند لاسيما أن الحروب الحديثة تتطلب وجود هذا الجهد».
وبين أن «هذا الجهد أصيل في المعركة يبدأ من منظومات الاتصال والمراقبة والمتابعة وحتى الإسكات، لأن قدرة الإسكات الجوي عبر الطائرات المسيرة أو عبر القوات المحمولة جواً باتت اليوم هي الأجدى والأكثر جدوى من ناحية كلف العمليات العسكرية وسرعة الوصول وكفاءة الأداء وحماية القطعات، لأن القطعات عندما يتم نقلها إلى منطقة مفتوحة من الاحتمال أن تتعرض الى الإرهاب والكمائن ولكن إذا تم نقلها جواً ستكون آمنة» داعياً إلى «ضرورة تحويل القوات الأمنية من قوات تقليدية الى قوات مجوقلة».

عشرون ألف كاميرا

الخبير الأمني، فاضل أبو رغيف، أكد كذلك أن «بغداد تحتاج بمفردها إلى أكثر من عشرين ألف كاميرا» مشيراً إلى أن «هناك كاميرات منصوبة، لكنها معطلة، أي بمعنى أن الإدامة والخدمات لم تكن تتوفر على العاطل منها، لذلك ينبغي التنبه وإعطاء الكاميرات في بغداد الاهتمام لأن الكاميرات جداً متطورة وينبغي إصلاحها وإضافة كاميرات أخرى معها للحيلولة دون تكرار مثل هكذا حوادث مؤلمة».
ودعا إلى «ضرورة وضع خطط أمنية جديدة، وتدوير القطعات ووضع خطط مرئية وغير مرئية بالنسبة للقطعات الماسكة».

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية