الكاظمي من طهران: شعبنا تواق لعلاقات تعاون مع إيران وفق خصوصية كل بلد

مشرق ريسان
حجم الخط
0

بغداد ـ «القدس العربي»: وصل رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، العاصمة الإيرانية طهران، أمس الثلاثاء، على رأس وفد وزاريٍ رفيع، في زيارة من المقرر لها أن تستمر يومين، وسط ترحيب إيراني بأول زيارة يجريها رئيس الحكومة العراقية الجديد منذ تسلمه المنصب، كذلك بأول لقاء «مرتقب» يجريه المرشد الأعلى الإيراني خامنئي، منذ تفشي وباء كورونا قبل نحو 5 أشهر.
وضمّ الوفد العراقي المرافق للكاظمي، وزراء الخارجية والتخطيط والكهرباء والنفط والمالية والدفاع والصحة ومستشار الأمن الوطني.
وكان في استقبال الوفد العراقي في مطار مهرباد في طهران، وزير الطاقة الإيراني رضا أردكانيان، قبل أن يجري الاستقبال الرسمي بحضور الرئيس الإيراني، حسن روحاني.
وجرت مراسم الاستقبال لرئيس الوزراء العراقي، عصر أمس، بمقر استضافة قمة رؤساء الدول الإسلامية في العاصمة طهران.
وحضر المراسم كل من وزير الصحة والعلاج والتعليم الطبي سعيد نمكي، ووزير الدفاع وإسناد القوات المسلحة العميد امير حاتمي، ووزير النفط بيجن زنكنة، ووزير الطرق وبناء المدن محمد إسلامي، ووكيل وزارة الصناعة والتعدين والتجارة حسين مدرسي خياباني، إلى جانب محافظ البنك المركزي الإيراني، عبد الناصر همتي.
واستقبل الرئيس حسن روحاني، الكاظمي الذي قال في مؤتمر صحافي إن الشعب العراقي تواق لعلاقات تعاون مع إيران وفق خصوصية كل بلد، ووفق مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية.
وأضاف أن العراق وإيران يواجهان تحديات فيروس كورونا وانخفاض أسعار النفط، ما يستلزم التنسيق بينهما وفق مصالح البلدين، وأشار إلى أن العراق لن ينسى موقف إيران بدعمها له خلال الحرب على تنظيم «الدولة الإسلامية».
روحاني تعهد بتقديم الدعم للعراق في مكافحة فيروس كورونا وتزويده بكل ما يحتاجه من أجهزة ومعدات طبية، وأكد أن هناك إرادة لدى البلدين لرفع التبادل التجاري إلى 20 مليار دولار، واستكمال العمل على ربط السكك الحديدية بين البلدين.
كما أكد روحاني استعداد بلاده للوقوف إلى جانب الشعب العراقي لإرساء الاستقرار والأمن في العراق والمنطقة، مشددا على أن العراق بلد عربي مهم ويمكنه أن يلعب دورا مركزيا في هذا الشأن.
وفور وصول الوفد العراقي إلى إيران، أكد المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، علي ربيعي، أن الاستراتيجية الرئيسية في سياسة إيران الخارجية هي تطوير العلاقات مع الجيران، مؤكدا السعي وراء تعميق العلاقات مع العراق.
وأضاف، في مؤتمر صحافي الثلاثاء: «لقد وصل رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي اليوم (أمس) إلى طهران، وحل ضيفا على إيران، نأمل أن نجري محادثات بناءة وفعالة معا لتعميق العلاقات الثنائية في كافة المجالات أكثر من مما سبق نظرا إلى الثقافة المشتركة للبلدين، وأيضا تحديد أطر التعاون المستقبلي».
ورحب، بزيارة الكاظمي والوفد المرافق له، قائلا: «رئيس الوزراء العراقي يزور إيران في وقت دخلت سياسة حسن الجوار، التي تعتبر الاستراتيجية الأساسية في سياستنا الخارجية، إلى مرحلة جديدة وأصبحت التنمية الشاملة والتواصل الفعال مع الجيران إحدى الأولويات الرئيسية للحكومة الإيرانية خلال السنوات الأخيرة».
وسبق لمكتب الكاظمي أن أعلن مغادرة الأخير العاصمة بغداد متوجهاً إلى طهران، مشيراً في بيان صحافي إلى أن «الزيارة تتضمن بحث العلاقات الثنائية بين البلدين الجارين، وسبل تعزيزها، ومناقشة المسائل المتعلقة بالتعاون وآليات تطويره في عدد من المجالات، فضلا عن مناقشة مستجدات الأوضاع ذات الاهتمام المشترك، على الساحتين الإقليمية والدولية».
وسيلتقي الكاظمي، وفقاً للبيان، «عدداً من المسؤولين في الجمهورية الإسلامية الإيرانية».
مدير مركز الدراسات الاستراتيجية والعلاقات الدولية في طهران أمير الموسوي، وصف، زيارة الكاظمي إلى طهران أنها «مهمة جداً»، كونها تعدّ «أول زيارة خارجية لرئيس الوزراء العراقي الجديد، وكذلك أنها تستمر يومين بسبب الكثير من اللقاءات». وفقاً للوكالة الإيرانية الرسمية «إيرنا».
وأضاف، وهو دبلوماسي سابق، أن «لقاءات رئيس الوزراء العراقي ستكون على مستوى لقاء مع رئيس الجمهورية حسن روحاني، وكذلك رئيس مجلس الشورى الإسلامي قاليباف، وكذلك أمين المجلس الاعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني».
وزاد: «تتوج هذه اللقاءات بلقاء (خامنئي)، خاصة أن هذا اللقاء أول لقاء (للأخير) خلال 5 أشهر ماضية، ويدل على أهمية موقع جمهورية العراق في قلوب الإيرانيين».

العقوبات الأمريكية

وأشار موسوي إلى أن لقاءات الكاظمي بالمسؤولين الإيرانيين «ستعالج قضايا اقتصادية وسياسية وإقليمية ودولية والعلاقات الثنائية بكل تفاصيلها في مجال التبادل التجاري والتبادل المالي ومعالجة المشكلة القائمة في موضوع التبادل المالي بين البلدين بسبب العقوبات والضغوطات الأمريكية التي تحول دون أن ينفذ العراق التزاماته تجاه إيران لأنه يستورد موارد مهمة وحساسة وكبيرة كالكهرباء والغاز والوقود وبعض المشتقات النفطية من إيران».
وأكد أن إيران «تتفهم الوضع في العراق والظروف بهذا البلد، وأنها مستمرة في التعاون ودعم الشعب العراقي وحكومته حتى لو كان الضغط الأمريكي قائما، لذا، نرى أن هناك تعاونا مستمرا بين طهران وبغداد بكل الظروف ولم يتأخر، وأنا أعتقد أن هذه العلاقات لا يمكن الاستغناء عنها عن الطرفين».
وتابع: «نتيجة هذه اللقاءات ستسفر عن اتفاقيات مهمة، والجمهورية الإسلامية الإيرانية، تريد أن تحقق شيئا في هذه الزيارة وهو دعم السيادة العراقية لأنها مهمة بالنسبة للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وإيران ستساعد العراق حكومة وقيادة للحفاظ على سيادة أراضيه وأجوائه». وأكد أن «إنعاش الوضع الاقتصادي وإنعاش الوضع المعيشي العراقي في كل المجالات خاصة الكهرباء والغاز والاستثمار المشترك وتطوير الصناعات، يحتاج إلى قوة ومتانة العلاقات بين البلدين».

روحاني تعهد بتقديم الدعم للعراق في مكافحة كورونا وتزويده بأجهزة ومعدات طبية

وبين: «إيران تحاول أن يكون الأمر، خاصة في مجال الكهرباء والطاقة، ذاتيا، لأن هناك بعض التوجهات العراقية وبعض الدول الاخرى، تحاول أن يبقى العراق مستوردا»، مبينا أن «الجمهورية الإسلامية الإيرانية تحاول إنجاز محطات كهربائية في داخل العراق وانجاز مشاريع الكهرباء لأن الحاجة الكهربائية عالية في العراق». وشدد على أن «الحل الأساسي هو إنشاء محطات كهربائية كبيرة في داخل العراق لأنه يتمتع هذا البلد بإمكانيات كثيرة وبإمكانه تصدير الطاقة».
وبالإضافة إلى رغبة إيران في الإسهام بتنفيذ مشاريع تخص الطاقة في العراق، تخطط أيضاً إلى رفع قيمة التبادل التجاري مع العراق، إلى 20 مليار دولار سنوياً، بعد أن شهد انخفاضاً في الفترة الأخيرة، عقب إغلاق منافذ حدودية مهمة بين البلدين، بسبب تفشي وباء كورونا.
في هذا الشأن، قال رئيس غرفة التجارة المشتركة بين إيران والعراق، يحيى آل إسحاق، إن «زيارة رئيس وزراء العراق لإيران تحظى بأهمية كبيرة في تمتين وتطوير العلاقات الثنائية»، لافتاً إلى أن «الخطة المرسومة بين البلدين هي رفع حجم التبادل التجاري إلى 20 مليار دولار».
وعن أبرز ما تتضمنه زيارة الكاظمي إلى إيران من نتائج، أضاف المسؤول الإيراني، أن «القضايا الاقتصادية ومتابعة ما تم الاتفاق عليه خلال زيارات مسؤولي البلدين لإزالة المشاكل والعوائق الاقتصادية ستكون على سلم أولويات البلدين».

ديون العراق

وزاد: «تهيئة الأرضية والتخطيط لرفع التبادل التجاري لبلوغه 20 مليار دولار بين إيران والعراق، هي من المواضيع التي سيبحثها رئيس وزراء العراق في طهران»، فضلاً عن «التطرق الى ديون العراق لإيران بشأن الطاقة والكهرباء والتي تم التفاوض بشأنها مسبقا، وتقدر بحوالي ثلاثة مليارات دولار، وسيتم خلال الزيارة وضع جدول زمني لتسديدها».
وزاد: «بسبب تفشي فيروس كورونا وإغلاق الحدود بين البلدين، فإن هذه الزيارة من شأنها الإسراع في إعادة فتحها لتصدير السلع والبضائع».
يذكر أن، خلال العام الماضي، انتهى 20 مارس/آذار 2020، تم تصدير نحو 9 مليارات دولار من السلع إلى العراق وخلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الحالي تم تصدير 5 ملايين طن من البضائع بلغت قيمتها مليار و 450 مليون دولار.
وبالإضافة إلى ذلك، شدد عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، جواد كريمي قدوسي، على ضرورة أن تقوم حكومة مصطفى الكاظمي بتنفيذ قانون إخراج القوات الأمريكية من العراق، معتبراً الانسحاب الأمريكي «شرطاً»، لإرساء الأمن وتوطيد العلاقات بين الشعبين الإيراني والعراقي.
وأشار إلى أن «زيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى بغداد مؤخرا وزيارة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي لطهران اليوم (أمس)»، عادّا العلاقات «بين إيران والعراق استراتيجية، والأمن القومي رهن بالعلاقات مع العراق، وفي المقابل يرتبط الأمن القومي العراقي مع الأمن القومي الإيراني بشكل وثيق، ولكن تواجد القواعد الأمريكية في العراق وأفغانستان هو الأساس لزعزعة الأمن في المنطقة».
وأشار إلى «حساسية إيران حيال أمنها القومي»، مؤكدا أن «الجمهورية الإسلامية الإيرانية والعراق يستطيعان الاستفادة القصوى من العلاقات الطيبة بين الشعبين الحكومتين عبر الاعتماد على مكانتهما القانونية».
وشدد على «ضرورة تنفيذ حكومة مصطفى الكاظمي لقانون مجلس النواب العراقي بخروج القوات الأمريكية من هذا البلد»، معتبراً أن «توطيد العلاقات بين إيران والحكومة الجديدة في العراق، رهن بالتزام حكومة الكاظمي بقانون البرلمان ورغبة الشعب العراقي».
وأكد أن «مع انتشار القواعد الأمريكية في العراق لن يشعر العراقيون بالهدوء والراحة ولن يحققوا النمو والتقدم، كما لن يشعر الجوار بالأمن، لذلك فإن رسالة إيران الأولى في الحوار تتمثل بتنفيذ قانون خروج القوات الأمريكية من العراق».
ولفت إلى أن «الكاظمي تعهد بتنفيذ القانون»، موضحا أن «الأرضية متوفرة للتنفيذ، وبطبيعة الحال، فإن إيران واعية لتهديد الأمريكيين وهيمنتهم على الاقتصاد والبنك المركزي والشؤون الأخرى في العراق وممارسة الضغوط على الحكومة والشعب في هذا البلد، لذلك، نؤكد على تنفيذ هذا القانون».
ووفقاً للنائب الإيراني، فإن «رسالة إيران تتمثل بدعم الشعب والحكومة في العراق، وعليهم إنقاذ أنفسهم من ظروف الاحتلال الصعبة»، معرباً في الوقت عيّنه عن «أسفه لأن أمريكا تحتل العراق ولا تشعر الحكومة والبرلمان والشعب بالاستقلال، لذلك ينبغي تنفيذ قانون البرلمان الضروري على الصعد الدينية والحضارية والأمن والوحدة الوطنية في هذا البلد».و بشأن الحديث عن تبني الكاظمي دور الوساطة بين طهران من جهة، والرياض وواشنطن من جهة ثانية، أوضح قدوسي أن «الحوار مع الحكومة والنظام الحالي بهذا البلد (السعودية) غير مقبول لأن لا جدوى منه».
وزاد أن «وزير الخارجية الإيراني بذل محاولات عديدة في هذا السياق أيضا، إلا أن السعوديين متورطون في حرب اليمن، وقد يحاول الكاظمي أداء دور الوسيط بين إيران والسعودية لكن ذلك لن يسفر عن أي نتيجة».

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية