الكبتاغون: مصدر دخل الاستبداد والميليشيات والإرهاب

حجم الخط
13

 معهد «نيو لاينز» الأمريكي المتخصص بالشؤون الاستراتيجية والسياسية نشر بالأمس تقريراً مفصلاً وقع في 54 صفحة، بعنوان «تهديد الكبتاغون: صورة تجارة محرمة واستهلاكها وحقائقها الإقليمية»، يؤكد ما سبق أن أشارت إليه منابر إعلامية متعددة حول الانتشار سريع النمو لاقتصاد تديره شبكات تهريب تحظى برعاية أنظمة وميليشيات متنفذة أو مدعومة من جهات حاكمة، وبلغت عائداته 5,7 مليار دولار في السنة المنصرمة 2021، بزيادة ملحوظة عن سنة 2020 التي وصلت عوائدها إلى 3,5 مليار دولار.
ويشير التقرير إلى أن كميات الكبتاغون التي تُنتج في سوريا داخل المناطق الواقعة تحت سيطرة النظام هائلة ومنتظمة وتحظى برعاية عليا من السلطة، كما تشكل واحداً من أبرز منابع القطع النادر في ظل العقوبات المفروضة على الاقتصاد السوري، بحيث بات من الطبيعي أن يستأثر هذا البلد بلقب «دولة المخدرات». ويحتوي التقرير على معطيات موثقة حول مشاركة أفراد من عائلة الأسد في الإشراف على تصنيع المخدرات وتهريبها، كما يوثق الدور المباشر والخاص الذي يوكل في هذا المضمار إلى الفرقة الرابعة بقيادة ماهر الأسد.
ويقدّر التقرير أن دور حزب الله في تجارة الكبتاغون قد تراجع قليلاً تحت ضغط التيارات المحافظة داخل الطائفة الشيعية إذ كان لبنان البلد الثالث في الإنتاج عالمياً، الأمر الذي أبرز أكثر من ذي قبل مشاركة مسلحي الحزب في حماية شبكات التهريب السورية عبر مينائي اللاذقية وطرطوس وخطوط القلمون وريف درعا ومعبر نصيب ومنطقة اللجاة. أما في البوكمال شمال شرقي سوريا فإن الميليشيات والفصائل الموالية للنظام والمرتبطة بالحشد الشعبي تتولى حسب التقرير تسهيل طرق التهريب إلى دول الخليج العربي عبر العراق.
وكي تكتمل أكثر الأبعاد السياسية خلف هذه التجارة المحرمة يشار إلى أن أنظمة الاستبداد والميليشيات مذهبية التوجه والأهداف ليست وحدها المتورطة في إنتاج المخدرات وتهريبها، فليس جديداً ما يسجله تقرير معهد «نيو لاينز» من اعتماد عدد من المنظمات الجهادية في سوريا والعراق على مصادر الدخل هذه تحديداً، خاصة حين تبسط سيطرتها على مناطق مثل سرمدا وجسر الشغور في شمال سوريا، أو تتحكم بمعابر تسهّل التهريب على الحدود مع تركيا.
وكان تحقيق سابق أجرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية قد أثبت أن صادرات سوريا من الكبتاغون في إطار هذه التجارة المحرمة قد تجاوز بكثير موارد المنتجات السورية القانونية، وأن بلداناً مثل السعودية والأردن وإيطاليا واليونان وسواها صادرت ما يعادل مئات الملايين من حبوب الكبتاغون، ولم يكن غريباً أن تتساوى في التصدير والتهريب أجهزة النظام السوري والميليشيات الموالية والمنظمات الجهادية المعارضة.
ويبقى أن مخاطر هذه التجارة المحرمة لا تقتصر على أشكال الأذى التي تتسبب فيه للصحة العقلية والجسدية، بل تذهب أبعد من حيث الرداءة الصناعية والخلائط الكيميائية الأكثر تسميماً التي تعتمدها مصانع الكبتاغون البدائية المنشأة على نحو متعجل وفي شروط متدنية تماماً. وكل هذا يحمل دافعاً إضافياً لمناهضة الاستبداد والفساد والتطرف والإرهاب، على صعيد الصحة العامة أسوة بالسياسة والأمن والصالح الإنساني.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود النرويج:

    المشكلة هي بمن يستخدم هذه الحبوب !
    هناك بعض الميليشيات والجيوش تستخدمها لتنشيط الجنود !! ولا حول ولا قوة الا بالله

  2. يقول إبسا الشيخ:

    تحياتي لقدسنا العزيزة علينا

  3. يقول سامح //الأردن:

    *عار على جبين كل دولة ترعى شبكات
    تصنيع وتهريب (المخدرات).
    أي دولة تقوم بذلك.. بدون شك دولة
    فاشلة وساقطة ومارقة.
    حسبنا الله ونعم الوكيل في كل فاسد.

  4. يقول د. راشد ألمانيا:

    لا شك بأن عائلة الأسد و منذ أن استلمت الحكم في سوريا كانت مهتمة بتصنيع و توريد المخدرات إلى الداخل السوري و الخارج السوري ، و ساهمت السلطات الأمنية السورية با نتشار المخدرات بين الشباب السوري في ثمانينات القرن الماضي و خصوصا بعد أحداث حماة و هذا طبعا قبل الثورة السورية ، فما بالك الآن بعد الثورة والدولة الفاشلة التي آلت إليها سوريا ، أخذت عائلة الأسد مجدها فقد أصبحوا يديرون مصانع مخدرات علنية خاصة بهم على الأراضي السورية مهمتها التصدير لكل دول العالم .

  5. يقول ابن الاردن:

    تصنيع وتجارة الكبتاغون في سوريا ولبنان ورعاية ذلك من مليشيات حزبية ذات نفوذ كبير مثل حزب الله يتطلب تعاونا دوليا وموقفا جادا وتقديم المساعدة الفنية للتصدي لتلك التجارة والتي تتدفق باشكال مختلفه على الحدود الاردنية والخليجية ، ،، انها تجارة قاتله وسامه تدمر المجتمعات البشريه ،،

  6. يقول S.S.Abdullah:

    هل نحن، أنا وأنت، نمثل عهد الدولة، أم اللا دولة، لأن مفهوم الإبداع في أي وسيلة إعلام لدولة، هو في تحديد عنوان شامل، مثل (الكبتاغون: مصدر دخل الاستبداد والميليشيات والإرهاب والإرهاب)، والأهم هو لماذا، وما دليلي على ذلك؟!

    لأن هل الدين، هو فعل الدعاء، أم الدين هو فعل الأفعال؟!

    من وجهة نظري، ما يفعله نوري المالكي وصحبه بكل وقاحة (صراحة) كما في الرابط

    https://youtu.be/siwBKETqHeM

    لأن من وجهة نظري، ما يفعلونه هو نفس ما فعلته الخادمة عند (طبخ) أي شيء، أثناء فترة جائحة (كورونا)، كما فضحتها كاميرات المراقبة في الرابط

    https://youtu.be/LdaTZEMtJt4

    السؤال، إلى متى السكوت على خزعبلات نوري المالكي (الثُلث المُعطّل، لعقلية بعد ما ننطيها/نعطيها، أو (الأسد، وإلا نحرق البلد)؟!

    أحلى ما في الرابط هذا

    https://youtu.be/gI3uAFuKWFU

    يوضّح لي، أساس مفهوم التخويت/الذكاء/الخُبث،

    الذي يُهدر الجهود، ويجعلك تفقد القدرة على المنافسة، في أجواء سوق العولمة، بشكل عام.

    ومن يُريد إنتاج منتجات، بتكاليف منافسة، في أي سوق، بداية من سوق صالح (الحلال)،

    حتى يستطيع منافسة منتجات حكمة سوق (علي بابا) الصيني، أو منتجات فلسفة سوق (أمازون) الأمريكي.

  7. يقول S.S.Abdullah:

    عليه أن ينتبه، لهذه المطبات، التي تعمل على زيادة تكاليف أي منتج، على أرض الواقع، لأي إنسان أو أسرة أو شركة منتجة للمنتجات الإنسانية.

    يا د زياد، أنا أعتبر حالي، من أهل ما بين دجلة والنيل، البدو أو الأعراب الذين هم ملكيين أكثر من الملك، لو تطلب الأمر، أي أشد كفراً ونفاقاً من غيرنا.?

    ولا حول ولا قوة إلا بالله، ولذلك كانت سورة العصر، ولذلك كانت سورة الكافرون، لتنبيهنا، وايقاضنا من غفلتنا،

    البلاء كله من نسوان الشام?، الشام بالنسبة لي، كل دول الهلال الخصيب ما عدا العراق، أقصد نسوان لبنان بالتحديد،

    وفي الجانب الآخر يا نواف، من وجهة نظري أهل دولة باكستان، بالذات، وبقية شبه القارة الهندية، بالإضافة إلى إيران

    عندما تبدأ بالصوم، أو الإفطار مع بقية دول العالم الإسلامي، وقتها هناك أمل منهم لخدمة (لغة القرآن وإسلام الشهادتين)،

  8. يقول S.S.Abdullah:

    أما طالما، تعمل بعقلية (خالِف تُعرف)، فلا أمل، من الوصول إلى عقلية الفريق أو الأسرة الإنسانية، معهم، في موضوع اللويا جرگا أو الأرشيف العثماني، والعلاقة بينهما، من خلال الشركة القابضة،

    ومن هذه الزاوية تفهم حكمة (قابل أنا هندي)، Mr. OK، عند أهل الحكمة (الصين)،

    لأن ثبت لهم، لا كلمة، ولا إلتزام، ولا معنى للوقت، ولا معنى الإنجاز في موعد محدّد، في أي مجال، بداية من لغة برمجة الآلة (الروبوت).??
    ??????

  9. يقول S.S.Abdullah:

    لماذا صاحب برنامج على MBC العراق، بخصوص (الأسرة)، وكيفية زيادة الإيرادات لها

    https://youtu.be/M9WzEKRbtTI

    يرفض المشاركة في برامج (كوميدية/النقد بمسخرة وتهريج)، بشكل عام؟!

    وكيف يتم عمل الأسئلة في البرنامج، وماذا يعني سؤال 100 إنسان (رجل وامرأة وشاب وعجوز)، في تعريف الصح والخطأ، عند إجابة الأسئلة؟!

    وبالنتيجة، ما المحصلة (الإقتصادية/الثقافية/المالية)، إلى القناة أو إلى المشاهد؟!

    ثم الخروج من أي فريق عمل، خصوصاً لو كان (عراقي)

    https://youtu.be/f3klUlY4yG0

    من الصعوبة العودة إليه، بعد الخروج منه، بينما في (الأسرة)، حتى بعد الطلاق، وتسجيله رسمياً، يمكن العودة على أرض الواقع، بالنسبة إلى لغة القرآن وإسلام الشهادتين، سبحان الله،

    فلذلك ما الفرق بين عقلية (الفريق)، وبين عقلية (الأسرة)، الإسلامية هنا؟!

  10. يقول S.S.Abdullah:

    وهل يمكن بعد الفضائح التي قامت بها الأميرة (هيا بنت الحسين) من هروب بالأموال والأولاد، وتعيينها موظفة في السفارة لتحصل على الحصانة (الدبلوماسية)،

    ثم كانت تصريحاتها الإعلامية، بلا منطق أو موضوعية أو احترام، للتقاليد أو الأعراف أو حتى الدين، أن ترجع إلى أي دولة من دولنا، بعد ذلك؟!

    ما شاء الله، وأخيراً دول أوروبا تنازلت، وبدأت تعترف بخبرات أهل ما بين دجلة والنيل،

    وللعلم د زياد، العراق، وخبرته مع الحصار، بين 1990-2003، التي أنتجت مفهوم إقتصاد النفط مقابل الغذاء (البطاقة التموينية)، لا أعلم هل (سوريا) في عام 2022، استخدمت نفس الأسلوب العراقي، أم لا،

    ولكن أنا في مشروع سوق صالح (الحلال)، في الوصول إلى بضاعة بلا غش، وعقد بلا فساد، بين الجميع، من جانب الدولة أو من جانب الإنسان والأسرة والشركة المنتجة للمنتجات الإنسانية، أي لأول مرة تعترف الدولة من أجل التعامل مع الإنسان أو الأسرة أو الشركة المنتجة للمنتجات الإنسانية ، معاملة الند للند،

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية