«الكبير أوي» الرهان الأخير لكوميديا أحمد مكي السداسية

كمال القاضي
حجم الخط
0

في الوقت الذي تبدأ فيه المنصات الإلكترونية في عرض مُسلسلات قصيرة تتراوح حلقاتها ما بين عشر حلقات وخمس عشرة حلقة وتُدشن الحملات الدعائية لترويجها، يستمر نشاط المسلسل الكوميدي «الكبير أوي» لأحمد مكي ليصل عدد أجزائه إلى ستة، حيث يُعرض الجزء السادس ضمن ما يُعرض من الأعمال الرمضانية هذا العام، ويُعد الاستمرار الدرامي الكوميدي على هذا النحو حالة استثنائية فارقة في وصفها ومضمونها فلم يسبق لأي من المُسلسلات الكوميدية أن تعددت أجزاؤها بهذا الشكل المُلفت، خاصة إذا كان المحتوى الدرامي يقوم بالأساس على المواقف والإفيهات وتعدد الأوجه والأدوار للبطل أحمد مكي الذي يحمل على عاتقة نجاح التجربة باعتبارها ضمن إنجازاته الفنية والإبداعية الكبرى.
ولأن إنتاج ستة أجزاء من عمل واحد ليس أمراً هيناً، فقد استرعى ذلك انتباه الصحافة الفنية ووسائل الإعلام فأخذت في تتبع خط سير الأبطال لمعرفة من سيستمر ومن سينسحب، حتى بات اعتذار دنيا سمير غانم التي جسدت دور هدية زوجة الكبير أحمد مكي في أجزاء سابقة حدثاً فنياً ضخماً انشغلت به مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الصحافية انشغالاً بالغا لمعرفة الأسباب التي أدت إلى انسحاب أو استبعاد دنيا وهي زوجة البطل والعمود الفقري للمسلسل الكوميدي الطويل.
ولم تهدأ الضجة المُثارة حول دنيا وانسحابها الصادم للجمهور العريض إلا بعد أن تم التصريح باشتراك رحمة أحمد في المُسلسل وقيامها بدور مفاجأة على حد تعبير المُتحمسين لها، ولكن لم تُنه رحمة أزمة غياب البطلة الرئيسية دنيا، خاصة أنها لم تلعب دور هدية، وهكذا تحولت المُشكلة إلى قضية رأي عام وإنبرى كل من المؤلف محمد أشرف والمخرج أحمد الجندي في الرد على تساؤلات الجمهور حول من الذي سيقوم بتجسيد شخصية هدية، وما هو الجديد الذي يحمله المُسلسل وما هو شكل الشخصيات التي سيجسدها أحمد مكي، هل هي نفس الشخصيات، الكبير وجوني وحزلقوم؟ أم أن هناك تطورا في الأحداث والأدوار؟ وبقي الأمر كذلك إلى أن قامت نقيبة المُمرضات برفع دعوى قضائية ضد المُسلسل وفريق العمل لقيامهم بتشويه صورة المُمرضة المصرية بحسب ما أكدته أوراق الدعوى، وما تم تناوله ببعض المواقع الصحافية. وفي ظل نُدرة الأعمال الكوميدية بالموسم الرمضاني هذا العام يتركز الاهتمام في المُسلسل المذكور الذي يُشارك فيه محمد شاهين وبيومي فؤاد وهشام إسماعيل وهم الأبطال الثلاثة المساعدين لأحمد مكي والداعمين بقوة للحالة الكوميدية الاجتماعية التي تنطوي تفاصيلها على نقد بعض الظواهر المُضحكة والمفارقات التي تنتج عن المواقف الجادة تارة والهزلية تارة أخرى، فالشخصيات الثلاث التي يجسدها أحمد مكي، الكبير وجوني وحزلقوم لا شك تستدعي جهداً إضافياً من مكي ويعتمد فيها على مواهبه الكوميدية وخبراته المُتراكمة كممثل يمتلك قُدرة فائقة على التنوع وتغيير الأنماط في الأداء الصوتي والحركي، وهو ما يعوض في حالات كثيرة أوجه القصور في النص المكتوب، علماً بأن الحلقات يقوم على كتابتها فريق عمل يتكون من 6 أشخاص يقودهم السيناريست مصطفى صقر، ولعل ذلك ما أعطى الفرصة لخلق النفس الطويل في الكتابة وسهل عملية الإنجاز للأجزاء الدرامية الستة التي تحتوي تفاصيلها على مئات المشاهد والمواقف والطرائف الموزعة ما بين الشخصيات الرئيسية والثانوية.
وبالقطع فإن إدراك الغاية المنشودة في الحلقات الكوميدية والمُتمثلة في المحافظة على الإيقاع بشكله وتوازنه وتأثيره مسألة تتطلب الكثير من الوقت والجهد وبالتأكيد تحتاج إلى دعم إنتاجي متميز يحقق المُعادلة الصعبة بنسب مقبولة في كافة الأجزاء والحلقات، بحيث لا يبدو مستوى الجزء السادس أضعف من الأجزاء السابقة لأن الرهان متوقف في هذا الموسم على استجابة الجمهور، والأمل في النجاح معقود على الجديد الذي يُمكن تقديمه بشكل مُقنع من دون الإحساس بوجود تلفيق في الأحداث وإضافات في غير محلها لشخصيات وأدوار وإفيهات ونكات ومُبالغات تأتي بنتائج عكسية وتؤدي إلى عزوف الجمهور عن المُشاهدة لاستشعار الملل والرتابة وفقدان الجديد والمُثير في الأحداث، فعندئذ يتحول الإعجاب إلى رفض ويخسر أحمد مكي وبقية الأبطال رصيدهم المُدخر لدى محبي هذا النوع من الكوميديا الخفيفة والمُسلية.
ما يميز حلقات مُسلسل «الكبير أوي» بساطة القضايا والأفكار المطروحة وتنوع أداء أحمد مكي ما بين تجسيده للشخصية الصعيدية وشخصية الخواجة وشخصية الأبله وكلها كاركترات مُضحكة بينها روابط مُشتركة إلى حد ما تساعد على خلق مساحات لاستعراض قُدرات المُمثل وبيان مهاراته حتى وإن كان التوظيف أقل من كفاءة البطل وإمكانياته التي ظهرت في أعمال وأدوار أخرى أكثر جدية وفاعلية.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية