بيروت-“القدس العربي”:
بعد ساعات على كلام أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله عن اعادة اسرائيل إلى العصر الحجري في حال هاجمت لبنان، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مسؤول أمني كبير قوله: “في الوقت الذي تنشغل المؤسسة السياسية بإدانة رئيس الأركان ذكّرنا نصرالله بما يجب أن ننشغل به”.
وفي بيروت التي شهدت عطلة رسمية في عيد انتقال السيدة العذراء، صدرت ردود فعل على كلام نصرالله في وقت أفيد عن سماع اصوات انفجارات قوية وصل صداها إلى منطقة مرجعيون تبيّن انها تدريبات لحزب الله في منطقة عرمتا السريرة.
وعلّق رئيس “المجلس الوطني لرفع الاحتلال الايراني عن لبنان” النائب السابق فارس سعيد عبر حسابه على منصة “اكس” على كلام نصرالله الذي حمل تهديداً مبطناً لقناة MTV وانتقاداً لصحيفة “نداء الوطن” المعارضتين اضافة إلى تطرّقه للحرب الاهلية فقال سعيد:
“1-المشكلة في نقل السلاح وليس في تلفزيون يقوم بواجب اعلام الناس على خطورة اوضاعهم.
2-المطالبة بالعدالة صحيحة شرط مثول الجميع امام القضاء بالتساوي.
3-كلامكم عن الحرب الاهلية هو تهديد موصوف.
4-نصائحكم للمسيحيين مرفوضة وسوف أهديكم كتاب Cyrano de bergerac.
5-تعلنون ولاءكم لايران التي لها حصرية الإمرة على سلاحكم وتعطون دروساً بالوطنية.
6-ليس لديكم اصدقاء في لبنان انما اتباع أو من يخافكم او من يرى مصلحته معكم.
7-علاقتكم مع التيار العوني لا تعنينا لأن الثنائيات سقطت في الـ1860 و 1975 ولن تعود.
8-انتفاخكم الاعلامي لا يغطي ضعفكم.
9-حادثة الكحالة هي مع العالم لانها فضحت انتهاك تنفيذ الـ1701-1559-1680.
10-ستدفع حكومة لبنان ومعها الجيش ثمن تغطية مخالفاتكم.
11-من الأفضل اعلان لبنان ولاية ايرانيّة حتى لا يترتب علينا اعباء صمتنا عنكم.
12-نهايتكم مربوطة بغباء كل من حاول التفرّد بلبنان”.
وختم سعيد “سماحتك لبنان أقوى من الجميع”.
اما حزب الكتائب فأكد “أن أحداث المجدل وعين إبل والكحالة ثبّتت أن كل مناطق وقرى لبنان باتت ساحة مستباحة لحزب الله وممراً لسلاحه الذي يعتبره مقدساً ولا يتردّد بغرض حمايته بالتضحية بحياة اللبنانيين”، ورأى “أن حادثة الكحالة كشفت عن كذبة الأمن الذي يتغنّى المعنيون بالقول انه ممسوك وتحت السيطرة وهذا ادعاء سقط مع إطلاق النار على شباب الكحالة لتفريقهم وسقوط فادي بجاني برصاص ميليشيوي استعمل وسيستعمل على مرأى ومسمع من دولة قرارها مخطوف وتحكمها ثلاثية لم تعد صالحة للصرف بعدما سقطت نظرية المقاومة بالتوقيع على معاهدات دولية مع إسرائيل”.
ولم يبد حزب الكتائب عجبه “للحملة الشعواء التي ساقها حزب الله وحلفاؤه وإعلامهم على الكتائب والتهديد والوعيد اللذين صدرا عنهما وهو نهج اعتدنا عليه ولا يخيفنا لا نحن ولا اللبنانيين الأحرار ولن تؤثر فيه صور الدبابات والمجنزرات التي نشرها وهي إن اثبتت شيئاً فعلى عقم القضية التي يحملونها وانسداد أفق فائض القوة”، مشيراً إلى “أن الأمور وصلت إلى حالة اللاعودة وأصبح الاختيار بين الدولة والدويلة واجباً وطنياً لا يمكن الهروب منه إذا ما أريد لهذا البلد ان يستمر، والمواجهة يجب أن تخرج عن إطارها التقليدي دون الذهاب إلى التسلّح والانجرار إلى منطق حزب الله وهذا ما نرفضه”.
تضامن مع الاعلام
من جهته، كتب الرئيس العماد ميشال سليمان على منصة “أكس”: “التاريخ يعيد نفسه وقناة “أم تي في” متهمة مجدداً والاعلام الحر متهم”، معتبراً أن “صاحب الرأي الشجاع متهم بالعمالة او الطعن بالظهر او الخبث والتحريض”، وختم “القمع مردود ومرفوض”.
ورأت الدائرة الإعلامية في حزب القوات اللبنانية “ان الامين العام لحزب الله حاول تحميل بعض وسائل الإعلام مسؤولية ما حصل في الكحالة، وهذا تجن وافتراء، إذ ان وسائل الإعلام تتبع الحدث، وما تسبب بأحداث الكحالة هو وجود شاحنة مليئة بالأسلحة والذخائر وعناصر مسلحة من حولها، ما أدى إلى ردة فعل مفهومة من قبل الأهالي، وعندها اندفعت وسائل الإعلام كلها إلى مكان الحدث لتغطيته، وهذه طبيعة العمل الصحفي الحر إلا إذا أراد السيد حسن تحويل لبنان إلى كوريا شمالية ثانية حيث لا إعلام ولا من يعلمون، الأمر المستحيل في لبنان”. وختمت القوات: “إذا أردتم، يا سيد حسن، أن ينقل الإعلام عنكم أشياء جميلة فقوموا بأعمال جميلة بدلا من الاستمرار في الجرائم من عين إبل إلى الكحالة وما بينهما. فمحاولة ترهيب الإعلام مرفوضة”.
ولفت النائب أشرف ريفي إلى “ان تهديد أمين عام حزب الله للإعلام وتحديداً للـ MTV ولـ”نداء الوطن” هو إفلاس لمشروع السلاح والكبتاغون الذي حوّل لبنان لدولة فاشلة”. وأضاف “حزب الله يهدد بقاء لبنان، فولاؤه لإيران يضعه في خانة التابع ولا يحق له التهجم على الحريات. كل التضامن مع MTV ونداء الوطن، وندعو لأوسع حملة تضامن مع الإعلام الحر”.
وحيّا المكتب السياسي للكتائب “الإعلام الحر والوسائل الإعلامية وخاصة محطة الـ MTV التي تتعرّض لحملة شعواء من قبل حزب الله وجوقته”، واعتبر “أن عمل هذه المؤسسات يشكّل المدماك الأساسي في رحلة استعادة الدولة ومواجهة هيمنة السلاح وسطوة الميليشيات”.
كذلك رفض نادي الصحافة استهداف الاعلام وتحميله مسؤولية التوترات، ودانت جمعية “إعلاميون من أجل الحرية” اتهامات نصرالله و”تهديده المبطّن”.
وكان نصرالله اتهم في اطلالته التي تناول فيها حادثة الكحالة قناة “أم تي في” من دون تسميتها بالتحريض والخبث، ولم يوفّر صحيفة “نداء الوطن” التي ذكرت أن شاحنة الأسلحة كانت متجهة إلى مخيم عين الحلوة.
عين إبل
وعلى صعيد التحقيقات في جريمة عين إبل التي ذهب ضحيتها مسؤول القوات اللبنانية الياس الحصروني وذهبت الشُبهة فيها نحو حزب الله، علّق رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع على كلام وزير الداخلية بسام مولوي الذي لفت إلى عدم وجود خلفية حزبية لما حصل، قائلاً “فليقل لنا معالي الوزير الذي نحبّ ونحترم، فليقل لنا وللملء علامَ استند باعتباره أن الجريمة لا خلفيات سياسية أو حزبية لها؟ ومن جهة أخرى كيف يفسِر معاليه حصول جريمة منظمة شارك فيها العديد من الأشخاص، بين الـخمسة والعشرة، بحسب ما ظهر فقط في بعض الفيديوهات، واستخدمت فيها عدة آليات، في منطقة يسيطر عليها “حزب الله” كلياً من الناحيتين الأمنية والعسكرية؟ “، واضاف “نحن بانتظار توضيحات معالي وزير الداخلية”.
كذلك، قال عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب جورج عقيص: “التحقيقات القضائية سرية في المبدأ، اما اذا اراد وزير الداخلية كشفها بهدف تنفيس أي احتقان ناتج عن جريمة عين ابل، جازماً ان ليس لها أي خلفيات حزبية، فليعلن معاليه للرأي العام المعطيات التي مكّنته من التوصل إلى تلك النتيجة، وليكشف بالتالي من هي الجهة غير الحزبية القادرة، في منطقة حزبية وعسكرية بالكامل، ان تحرّك موكباً من اكثر من 5 سيارات وتقوم بعملية خطف وقتل في سرعة قياسية”، معتبراً “ان كشف جزء مبتور من الحقيقة هو السيناريو الأسوأ بين كشف كل الحقيقة وبين انتظار انتهاء التحقيقات”.
أسئلة فرنسية
ومن عين إبل إلى بشري، حيث عمّ الحداد لمناسبة مرور 40 يوماً على مقتل مالك وهيثم طوق بسبب خلاف عقاري على منطقة القرنة السوداء. وترأس البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي قداساً في المناسبة في حضور موحّد لفاعليات بشري وزغرتا حيث شارك النائب السابق جبران طوق ونجله النائب وليم طوق والنائبة ستريدا جعجع ووفد يمثل رئيس “تيار المردة” ضمّ وزير الاعلام زياد المكاري والوزير السابق يوسف سعادة والنائب التغييري ميشال الدويهي وحشدا من ابناء البلدة. وفي عظته قال الراعي “نحتكم فقط إلى القضاء المتحرر من أي تدخل في موضوع الخلاف العقاري بين بشري وبقاعصفرين”، مؤكداً انه “لا يحق لأحد ان يعرقل عمليات التحديد العقاري تفادياً للنزاعات التي تؤدي إلى نتائج وخيمة”.
كل هذه المستجدات غطّت على الزيارة الثالثة المرتقبة للموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان في شهر أيلول/سبتمبر والتي سبقها إرسال السفارة الفرنسية في بيروت ظروفاً إلى مجلس النواب تتضمن دعوات للنواب للإجابة على أسئلة بشأن الموقف من الاستحقاق الرئاسي ومواصفات رئيس الجمهورية اللازمة وذلك قبل وصول لودريان.
وتعليقاً على هذه الاسئلة، اشار عضو كتلة نواب الكتائب النائب سليم الصايغ إلى “أن انتظار لودريان جواباً من المعارضة هو جواب بحد ذاته بسبب ادراكنا بأن الذهاب إلى الحوار هو مضيعة للوقت ولآمال اللبنانيين، فلماذا الانتظار شهراً ونصف؟”.