لشدة الأسف، لا توجد سابقة نتعلم منها ونعمل بموجبها في محاولة لتحرير المخطوفين في غزة. لقد دفعت إسرائيل أثماناً باهظة لقاء جنود احتجزوا لدى منظمات إرهاب. فرابين لم يسامح نفسه حتى يومه الأخير حين وافق على تحرير مئات المخربين. ونتنياهو هو الآخر استسلم لمطالب حماس وحرر 1027 محرراً لقاء جلعاد شاليط، بعد أن بنى على مدى السنين حياة مهنية على أساس الوعود بعدم الاستسلام للإرهاب. في حينه أيضاً، مثلما هو الحال اليوم، عرفت حماس أن الرأي العام في إسرائيل سيتجند دون أي تردد في صالح التحرير وسيرفض أي محاولة من أصحاب القرار لإبداء ضبط نفس هدفه تخفيف الثمن لقاءه.
الوضع الحالي مأساوي، لكنه غير مسبوق. 238 إسرائيلياً وعاملاً أجنبياً اختطفوا، وأصبحوا أداة في خدمة حماس، ومنحوها فرصة لفحص معنى الجملة التي نستطيب جميعناً قولها “كل إسرائيلي يساند الآخر”. وعليه، المطلوب الآن اتخاذ موقف واضح من جانب كل الإسرائيليين، بمن فيهم أعضاء الحكومة: السعي إلى صفقة “الكل مقابل الكل”، كل السجناء الأمنيين مقابل كل المخطوفين. إن دور الدولة هو حماية رفاه مواطنيها، والمخطوفون المحتجزون في غزة دليل على خيانتها لهذا الدور في 7 أكتوبر. وعليه، لا يوجد مكان هنا للتفكر حتى مع العلم أن مثل هذه الصفقة ستعرضنا للخطر لاحقاً، إذ إن الفلسطينيين سيحصلون على تشجيع لمواصلة محاولة اختطاف إسرائيليين.
هدفان حددتهما الحكومة منذ بداية المعركة: في البداية القضاء على حماس، وبعد ذلك، بتأخير ما، تحرير المخطوفين. لكن لا يمكن أن نتصور إمكانية أن يقضي الجيش الإسرائيلي أولاً على حماس ثم يتفرغ لتحرير المخطوفين. إن واجبنا الأخلاقي، والتكافل المتبادل بيننا، يستوجب عقد صفقة في أقرب وقت ممكن حتى لو كان المعنى هدنة في المعركة.
يجدر أيضاً الإشارة إلى المصاعب التي ستثور في الطريق إلى الصفقة. فحماس لن تستجيب أغلب الظن للاقتراح الإسرائيلي “الكل مقابل الكل”، والذي يجب أن يأتي بصوت نتنياهو وعلناً. فهؤلاء القتلة سيستخدمون المخطوفين لحماية أنفسهم. إضافة إلى ذلك، سيضيفون مطالب كأن يعود السجناء من الضفة إلى بيوتهم، والعرب الإسرائيليين إلى بيوتهم.
وعلى الرغم من ذلك، ورغم المخاوف، لا مفر. فالمهمة الأعلى والأسمى للحكومة هي تحرير كل المخطوفين. أما من يتردد فليتذكر صور المخطوفين – الرضع، والأطفال، والآباء والأمهات، والأجداد والجدات – ويحاول التفكير كيف كان سيرد لو حصل هذا لأقربائه.
شمعون شيفر
يديعوت أحرونوت 31/10/2023