قد يظن القارئ أو المتابع للقضية الفلسطينية، خطأ أن الولايات المتحدة التي يبدأ أي مسؤول فيها في أي تصريح بالتأكيد على دعم إسرائيل، رغم مواقفها المعلنة وغير المعلنة والمنحازة بالمطلق لصالح دولة الاحتلال العنصرية والفاشية والإرهابية، أنها الدولة الوحيدة، الحامية والراعية لإسرائيل في الجرائم اليومية التي يرتكبها جيشها وقطعان مستوطنيها.
قد ينسى المتابعون ويظنون خطأ أنه لا توجد حكومة أخرى تضاهي حكومة الولايات المتحدة، بل تتجاوزها في تأييدها غير المشروط والأعمى، لدولة ستزداد تطرفا مع الحكومة الجديدة، التي يتوقع أن يشكلها بنيامين نتنياهو، ووصول حزبي القوة الصهيونية بقيادة المستوطن الفاشي العنصري إيتمار بن غفير، وكذلك حزب الصهيونية الدينية بزعامة بتسلئيل سموتريتش العنصري المجرم، واحتلالهما لأرفع المناصب الوزارية المسؤولة عن ضم الضفة الغربية، وطرد الفلسطينيين من أراضيهم، أو قتلهم سيان، ليس في الخفاء بل في العلن، وبموافقة سيدهم ورئيسهم الذي علمهم السحر والاستيطان بنيامين نتنياهو. وحتى لا ننسى أيضا، نذكّر بأن بريطانيا هي الأصل، ولا تزال الأساس في الدعم السياسي وغير السياسي المطلق لإسرائيل في المحافل الدولية.
بريطانيا هي الأصل، ولا تزال الأساس في الدعم السياسي وغير السياسي المطلق لإسرائيل في المحافل الدولية
ما دفعني إلى هذه المقدمة، رسالة جوابية مقتضبة من وزارة الخارجية البريطانية تردّ فيها على رسالة احتجاجية بعثنا بها باسم الجالية الفلسطينية، تعبيرا عن رفضنا المطلق لمثل هذه الخطوة المنحازة لدولة الاحتلال، واحتجاجا على تصريحات رئيسة الوزراء ليز تراس، التي خلّفت بوريس جونسون في هذا المنصب، واضطرت إلى الاستقالة منه فقط بعد نحو 44 يوما، بسبب الضغوط الداخلية التي مورست عليها جراء تخبطها في الشؤون الاقتصادية، وكذلك السياسية، الأمر الذي أفقدها ومن وراءها حزبها التأييد الشعبي. وكانت تراس قد اتخذت سياسات متسرعة في الشؤون الخارجية، وكشفت منذ اللحظة الأولى عن عشقها لدولة الاحتلال، والتأييد غير المحدود لها والاستعداد للسير على خطى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة إسرائيل الأبدية، ونقل السفارة الأمريكية إليها. وأعلنت عن رغبتها في الاعتراف بالقدس ونقل السفارة إليها أيضا. وخلافا للولايات المتحدة فقد اثارت هذه التصريحات والإعلان عن نواياها، غضب العديد من السياسيين البريطانيين المؤيدين للقضية الفلسطينية، وكذلك السياسيين الذين يرفضون الخروج عن السياسة البريطانية التقليدية المتبعة منذ عقود طويلة، وكذلك الخروج عن قرارات الأمم المتحدة. والرسالة الجوابية تبدو لمن يقرأها، رغم تأكيدها على أن بريطانيا ليست بصدد اتخاذ قرار بنقل السفارة، أنها مرسلة وموجهة بأسلوب اعتذاري إلى الجالية اليهودية، وليس لأصحاب الرسالة الجالية الفلسطينية، إذ لم تتطرق الرسالة ولو لمرة واحدة إلى اسم الجالية الفلسطينية، مقابل ذكر اسم دولة إسرائيل مرات، والتأكيد على دعمها غير المحدود وغير المشروط لها، وكأنها بذلك تحاول الاعتذار عن اضطرارها إلى تغيير موقفها. فبعد الديباجة، أكدت الرسالة التي لم تكن موجهة إلى الجالية بالاسم، أن حكومة المملكة المتحدة أعادت النظر في هذه القضية، وأنه لا خطط لديها لنقل السفارة في إسرائيل من تل أبيب. ومباشرة بعد ذلك وبدلا من الحديث عن العلاقة القوية التي تربط الشعبين الفلسطيني والبريطاني، ووقوفه مع حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وإقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وحتى لا يؤخذ عليها مأخذ، وتسوّل لنا أنفسنا أن نفكر تفكيرا مختلفا، انتقلت الرسالة مباشرة للتأكيد، وكأننا نحن لا نرى ولا نسمع ولا نقرأ، على أن المملكة المتحدة صديقة مقربة لإسرائيل، وتربطهما علاقة ثنائية وثيقة، مبنية على عقود من التعاون بينهما في كثير من المجالات مثل، التعليم والهاي تيك والفنون والأعمال التجارية والفن والثقافة. وبدلا من الحديث عن تعزيز العلاقات مع الفلسطينيين قالت الرسالة، «سنواصل تعزيز علاقاتنا مع إسرائيل عبر سفارتنا في تل أبيب». ونسيت أن تذكر أن بريطانيا هي من خلقت إسرائيل بوعدها المشؤوم عام 1917 وعملت على مرّ عقود من بعدها على تمهيد الأرضية لها بقمع الثورات الفلسطينية حتى إعلانها عام 1948، وظل الدعم غير المشروط إلى يومنا هذا. وبعد هذه التأكيدات عادت الرسالة للحديث عن موقف بريطانيا التقليدي من وضع القدس. فقالت «إن موقفنا هو أن وضع القدس يجب أن يتقرر عبر مفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ويجب أن تكون في النهاية العاصمة المشتركة للدولتين الإسرائيلية والفلسطينية». وتختتم الرسالة «سنواصل العمل حتى نضمن أننا في أفضل وضع ممكن لمواصلة الترويج للمصالح البريطانية في إسرائيل والسلام والاستقرار في المنطقة ودعما لحل الدولتين».
والشيء بالشيء يذكر، وما دمنا نتحدث عن «بريطانيا العظمى» فمن منا ظن يوما أو تخيل أن تتفاقم الأزمة الاقتصادية الخانقة والناجمة عن النفقات الباهظة التي يتحملها الشعب البريطاني، بسبب سياسة حكومته غير الحكيمة في أوكرانيا، التي نتح عنها غلاء فاحش وارتفاع في تكاليف المعيشة، يتحملها هذا الشعب، دعما لأوكرانيا في حرب تقودها حقيقة الولايات المتحدة وبريطانيا ضد روسيا، وليس للشعب البريطاني فيها ناقة ولا جمل. لقد وصل الشعب البريطاني، حسب تقرير نشرته صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية الاقتصادية، العريقة إلى خروج أطفاله إلى الشوارع للتسول والنساء لبيع أجسادهن، لأنه لم يعد بمقدور الأسرة البريطانية متوسطة الدخل تغطية تكاليف الحياة من احتياجات الغذاء والكهرباء والغاز والماء وأسعار البنزين التي ارتفعت إلى مستويات غير مسبوقة.. ونقلت «فايننشال تايمز» عن إحدى النساء التي فرضت عليها الظروف بيع جسدها القول إن الأعمال الأخرى لا تدر الأرباح نفسها، ولا تغطي تكاليف المعيشة.
وأختتم بالقول، إنه إذا كان هناك من معاد للسامية، أو من يشجع على معاداة السامية، أو من يدفع الناس نحو معاداة السامية، أو يفقدونها معناها، فهم أولئك الذين يسيئون استخدام هذه المصطلح وحشره في أي موضوع، في محاولة لترويع الناس ومحاولة منعهم من انتقاد إسرائيل ولكنه في النهاية يقود إلى نتائج عكسية وينقلب السحر على الساحر. هذا ما حصل مع صحيفة ألمانية عندما هاجمت المنتخب المغربي وقطر بسبب الحضور اللافت والمميز للعلم الفلسطيني في المونديال، وأثناء مباريات المغرب والمنتخبات العربية الأخرى، السعودية وقطر. فلم تتمالك صحيفة «تاز» الألمانية نفسها، ولم تنجح في إخفاء غيظها تعبيرا عن إفلاسها وإفلاس من وراءها من أداء المنتخب المغربي ووصوله إلى دور النصف النهائي لمواجهة المنتخب الفرنسي حامل اللقب، بإلحاق الهزيمة بالمنتخب البرتغالي الذي كان من الفرق المرشحة للفوز ومن قبله المنتخب الإسباني. وبالصعود التاريخي لأسود المغرب إلى المربع الذهبي، وإلى نصف نهائي كأس العالم وصناعة تاريخ جديد لكرة القدم لأول مرة منذ 92 عاما، ويشهد مربع الكبار في كأس العالم على أن فريقا عربيا وافريقيا، فاز على البرتغال في الدور ربع النهائي. ومن غيظها وحنقها انتقدت صحيفة «تاز» الألمانية رفع اللاعبين المغاربة للعلم الفلسطيني، ووصفت ذلك بمعاداة للسامية والتحدي الطفولي لإظهار الوحدة العربية المزيفة»، وهو ما فعله حقا المونديال فحتى في بلدة عرعرة داخل الخط الأخضر في فلسطين انطلقت أبواق السيارات ابتهاجا وتعبيرا عن الفرحة بفوز المغرب، فلم يتمالك رجال الشرطة أعصابهم وهددوا تعبيرا عن غيظهم أيضا، بفرض غرامة على كل من يطلق بوق سيارته، ليطلق كل أهل البلدة أبواق سياراتهم. وهاجمت الصحيفة الدولة القطرية متهمتها بدعم «حركات المقاومة الإرهابية وشن حروب على إسرائيل منذ سنوات.
ونرد على تاز بالقول موتوا بغيظكم وستكون هذه الخطوة الأولى للفوز بكأس العالم في المرات المقبلة، وإن غدا لناظره قريب.
كاتب فلسطيني من أسرة «القدس العربي»
الأزمة ليس سببها الحرب في أوكرانيا (و التي حسب رأيك كان على الحكومات الغربية أن تتعلم من العرب كيف تخون حلفائها و تتركهم يواجهون غطرسة بوتين بصدور العارية كما ترك العرب الفلسطينيين يواجهون مصيرهم بمفردهم ) و لكن السبب الحقيقي هو المصاريف التي تكبدتها الحكومة إثناء معركة كورونا خاصة الأجور الجزيلة التي تهاطلت على ملايين الناس الذين فضلو النوم في بيوتهم و أخذ أجر أثناء تلك المعمعة،
تتفاقم الأزمة الاقتصادية الخانقة والناجمة عن النفقات الباهظة التي يتحملها الشعب البريطاني، بسبب سياسة حكومته غير الحكيمة في أوكرانيا^……………………… صدقت، كان على الحكومة البريطانية أن تتعلم من خيانة العرب لبعضهم البعض
بل الخبث والمكر والخداع كان ولا يزال هو ديدن بريطانيا العنصرية البغيضة المقيتة المتغطرسة التي تكيل بمكيالين ???
انت تطلب المستحيل من ان تقدم الحكومة البريطانية ردت على رسالتكم تشي بتأييد الجالية الفلسطينية!!! يجب ان نصل الى نتيجة مفادها ان اقناع الرأي العام بأساليب الرسالة، او عمل فيلم سخيف لا يشاهده احد وان فاز بجوائز البحر الابيض او الاصفر وموناكو، او التحدث بعواطف على شاشات التلفزيون تنفر اكثر مما تقرب……كل هذا لا يغير من عقائد راسخة شكلت الوعي بالاخص بالدول البروتستانية. ارى ان العالم فقط يحترم القوي والقوي فقط. اللاقوى من هذه العقائد الراسخة في الغرب هي المصالح. فلو ان الغرب مصالحه تميل لكفة العرب وتتعارض مصالحهم مع عقائدهم، لوجدتهم يميلون ميلا عظيما ويدعون عقائدهم جانبا .
ان الايرلنديون هم أكثر الناس كرها لبريطانيا
وهم إخوتنا كفلسطينين وما لحق بنا من تهجير اوتشريد لحق بهم
الإعلام الألماني لا يعبر عن مشاعر الكثير من الالمان اتجاه فلسطين
لا يغير الله ما بقوم حتى يوقفوا التنسيق المخابراتي مع بن غفير
متى الكلام يحرر البلدان من الاحتلال الجنبي؟