اللجوء إلى الشعر: نيرودا!

حجم الخط
16

لعل أجمل هدية تستطيع تقديمها لبعض الناس -وأنا منهم- هي الكتاب الجيد. وهكذا ما زلت أتذكر أن الأديب الأردني جمال أبو حمدان أهداني منذ أعوام طويلة كتاب «الأمير الصغير» لأنطوان دي سانت اكزوبري، وأن الأديب العراقي عبد الرحمن مجيد الربيعي أهداني كتاب «مائة عام من العزلة»، وأن نزار قباني أهداني مذكرات شاعر التشيلي بابلو نيرودا «أشهد أنني قد عشت»، كما أهداني الشاعر اللبناني بول شاوول ترجمته لمختارات من قصائد نيرودا.
هذه كتب من النمط الذي تحب قراءته أكثر من مرة.. لذا ستكون لحظة حريتي اليوم في معظمها وقفة مع مختارات للشاعر بابلو نيرودا، ترجمة بول شاوول. فقد تعبت وتعب بعض القراء مثلي من أخبار وباء كوفيد 19 «وحفيده»Omicron ، ومن التلقيح الإرغامي أو الحُر، وإمكانية انفجار «الحرب الأهلية في لبنان» والموت غرقاً في بحر المانش، حتى كاد يصير مقبرة للذين يحلمون بحياة أفضل في بلد أوروبي.. ويهاجرون سراً في القوارب.
بعد ذلك كله، لجأت اليوم إلى الشعر، وإلى كتاب قصائد مختارة- ترجمة وتقديم الشاعر الكبير اللبناني بول شاوول – الصادر عن دار النهضة العربية- بيروت. وأظن أن الكثير من القراء بحاجة إلى إجازة من جنون أيامنا الحالية إلى دنيا الشعر الشعر الحقيقي.. ولا أظنها مصادفة أن يهديني نزار قباني مذكرات نيرودا، ويهديني بول شاوول ترجمته لمختارات من قصائده.. وها أنا ببساطة ألجأ إلى الشعر.

الشعر والنجاة من (الأيديولوجيا)

يكتب نيرودا في قصيدة حب:
بعد كل شيء، أريد أن أحبك
كما كان دائماً قبل
كأنما من كثرة الانتظار
من دون أن أراك
من دون أن تميلي
كنت باستمرار
تتنقلين هنا قربي
قربي بعاداتك، بلونك، بغيتارك
حيث يحاذي نهر نهراً آخر
حيث يكبر بركانان معاً
والقمر بلون الفخار
وفي الليل عندما تزلزل الأرض
تجتمع كل الجذور، والمعادن تلمع
بين كأسين للنفس.

يا حبي، يا شعاعاً مجنوناً

لا يكتب نيرودا قصائد في الأيديولوجيا إلا على نحو غير مباشر أحياناً، ويصرخ حباً:
يا حبي، يا شعاعاً مجنوناً
آه تهديد الأرجوان، تأتين لرؤيتي
متسلقة سلمك النضير
إلى القصر الذي توّجه الزمن بالغيوم
يا قلبي المسجون في جدرانه الصفر
لهذا يا حبيبتي، فمك، جلدك
ضوؤك وأحزانك هي الإرث.

بول شاوول يتساءل
في تقديمه لمختاراته لترجمة نيرودا، يقول شاوول: «نيرودا التزم الفكر الماركسي أو الشيوعي كمناضل وكحزبي حتى آخر أيامه، هل هو تناقض؟ إنه غموض شفاف، غموض يضيء الداخل».. نيرودا التشيلي شاعر كبير وحالم كبير وتراجيدي كبير، «استخلص في شعره عصارة قارة كاملة بكل تواريخها وأساطيرها وأحلامها وأفكارها ونضالاتها وديكتاتوريتها وسجونها ومنافيها، شاعر القارة، بل هو الشاعر القارة!

بين محمود درويش ونيرودا!

لسبب ما، يذكرني نيرودا بالشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش، عرفني عليه الشاعر أدونيس حيث جلسنا في مقهى على شاطئ البحر في بيروت، وكنت حاملاً بابني، وشعرت بأن لمحمود درويش شخصيته المستقلة جداً.. وتذكرت قصيدته: «بين ريتا وعيوني بندقية».. لقد استطاع ذلك الشاعر الكبير تلخيص المأساة على طريقته، وحين تزوج من إحدى قريباتي الشاميات، وكنا نزوره مع صديقتي الغالية اللامنسية بلقيس الراوي زوجة نزار القباني، كنت أعرف أن هذا الزواج لمحمود مع قريبتي الجميلة الصغيرة سناً المتعلمة الراقية، لن يدوم.. كانت تريد أولاداً ولم يكن محمود يريد ذلك، كأن قصائده كانت أولاده وأجداده في آن، ويذكرني قول بول شاوول في تقديمه لقصائد نيرودا بمحمود درويش، وبالذات قوله إنه لم يتخلّ عن الغنائية.
ويضيف بول شاوول عن نيرودا: ليس شاعراً شعبياً بالمفهوم الاستهلاكي أو السياسي أو الآني، وهذا ينسحب على الشاعر الكبير محمود درويش. كنا حين نلتقي للعشاء معاً في مطعم «ماندارين» (شارع فردان-بيروت) ويجد ابني (وكان طفلاً) من يد الله، وهو محمود، ولكنني كنت أعرف أن درويش لا يريد طفلاً له. كان عاشقاً عابراً في دنيا الطفولة، والزواج والارتباط يغيران الشعر! الشعراء الكبار مثل نيرودا ومحمود درويش وسواهما يخدمون الإبداع.

لو كان غسان كنفاني حياً

إذا كان محمود درويش شاعر فلسطين الكبير، فغسان كنفاني روائيّها الكبير. أفكر أحياناً لو كان المبدع غسان كنفاني الروائي حياً، ما الذي كان سيكتبه هذه الأيام؟ ماذا لو شاهد الكاريكاتور الرائع المنشور في جريدة «القدس العربي» (29-11-21) بريشة أمية جحا، ويمثل رجلاً هو «الشعب الفلسطيني» مطعوناً بست سكاكين (سكاكين التطبيع).. (والكاريكاتور الناجح يعادل مقالاً مطولاً، ولكن باختزال)، ولو كان كنفاني حياً ما الذي كان سيكتبه حول ما يدور؟ هل كان سيصرخ: لماذا لم يقرعوا جدران الخزان؟ إننا نختنق ونقرع جدران الخزان يا غسان، وهم يسمعون ذلك، لكن اللامبالاة بحقوق الشعب الفلسطيني تكاد تتسع.
حمى الله فلسطين وشعبها من هول ما يدور، وعبر عنه الكاريكاتور.. ثمة مبدعون لا يحق لهم الموت من أمثال غسان كنفاني، لكن إسرائيل كانت تعرف ذلك، ولذلك بالذات اغتالته.
لكنها لن تنجح في اغتيال ذلك المطعون بالسكاكين في كاريكاتور أمية جحا. كان غسان يقيم في ضاحية بيروتية في الحازمية، وطالما حاولت صديقتنا المشتركة تنبيهه إلى خطر مكان إقامته وسهولة اغتياله، وهو الذي لا حرّاس له ولا يحمل سلاحاً. كمنّا له مرة في طريقه إلى بيته ليعرف كم من السهل اغتياله، كما فعلنا ذلك ثانية في موقف سيارته وهو الذي يعود ليلاً ولا يحمل سلاحاً، مما سهّل على إسرائيل اغتياله.. هل كان غسان كنفاني يدري أن حياته ليست ملكاً له، بل لفلسطين لأنه صاحب سلاح هو الأبجدية؟
وما الذي سيكتبه هذه الأيام، وبالذات لو شاهد كاريكاتور «أمية جحا» في جريدة «القدس العربي»؟ نفتقد غسان، وفي الأيام المظلمة يفتقد البدر.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود النرويج:

    عندما اندلعت الثورة الفلسطينية الكبرى في عام 1936، استقال الشاعر عبدالرحيم محمود من وظيفته كمدرس لغة عربية من أجل الانضمام إلى صفوف المناضل عز الدين القسام ضد القوات البريطانية والصهيونيّة.

    وخلال فترة تواجده معهم كتب محمود الذي كان يبلغ من العمر حينها 23 عاماً، واحدة من أشهر قصائده التي صوّر بها الروح الحماسية التي امتاز بها المناضلون الفلسطينيون على جبهات القتال، وأسماها “قصيدة الشهيد”:

    سأحمل روحي على راحتي.. وألقي بها في مهاوي الردى

    فإمّا حياة تسرّ الصديق.. وإمّا مماتٌ يغيظ العدى

    ونفسُ الشريف لها غايتان.. ورود المنايا ونيلُ المنى

    وما العيشُ؟ لا عشتُ إن لم أكن.. مخوف الجناب حرام الحمى

    بقلبي سأرمي وجوه العداة.. فقلبي حديدٌ وناري لظى

    وأحمي حياضي بحدّ الحسام.. فيعلم قومي أنّي الفتى

    يذكر أنّ عبدالرحيم محمود استشهد في عام 1947 عندما انضم إلى “جيش الإنقاذ” وخاض معهم العديد من المعارك.
    – عربي بوست –

  2. يقول الكروي داود النرويج:

    لطالما اشتهر الشاعر المصري من أصول شركسية أحمد محرم بقصائده القومية التي لطالما دعا فيها إلى الوحدة الوطنية، وقد كتب عند اندلاع الثورة الفلسطينية الكبرى الأبيات التالية:

    فلسطين صبراً إنّ للفوز موعدَا.. فإلا تفوزي اليوم فانتظري غدَا

    ضمان على الأقدار نصر مجاهد.. يرى الموت أن يحيا ذليلاً معبدَا

    إذا السيف لم يسعفه أسعف نفسه.. ببأس يراه السيف حتماً مجردَا

    يريدون ملكاً في فلسطين باقياً.. على الدهر يحمي شعبهم إن تمردَا

    يديرون في تهويدها كل حيلة.. ويأبى لها إيمانها أن تهودَا

    لهم من فلسطين القبور ولم يكن.. ثراها لأهل الرجس مثوى ومرقدَا

    أقمنا لهم فيها المآثم كلما.. مضى مشهد منهن أحدثن مشهدَا

    فقل لحماة الظلم من حلفائهم.. لنا العهد نحميه ونمضي على هدَى
    – عربي بوست –

  3. يقول الكروي داود النرويج:

    قبل وفاته بعام واحد، أبى الشاعر المصري محمود طه أن يودّع الحياة، دون أن يقدّم شيئاً للقضية الفلسطينية سيما أنه من الشعراء الذين عاصروا الفترة التي احتل فيها الصهاينة فلسطين.

    فكتب في عام 1948 قصيدته الشهيرة “فلسطين” التي حاول من خلال أبياتها استنهاض روح ووجدان العرب لمساعدة الفلسطينيين لمقاومة الاحتلال.

    وقال في بعض أبياتها:

    أخي جاوز الظالمون المدى.. فحقَّ الجهادُ وحقَّ الفدا

    أنتركهُمْ يغصبونَ العُروبةَ.. مجد الأبوَّةِ والســـؤددا؟

    أخي أيها العربيُّ الأبيُّ.. أرى اليوم موعدنا لا الغـدا

    أخي أقبل الشرقُ في أمــةٍ.. تردُّ الضلال وتُحيي الهُـدى

    أخي إنّ في القدسِ أختاً لنا.. أعدَّ لها الذابحون المُدى

    أخي قُمْ إلى قبلة المشرقيْن.. لنحمي الكنيسة والمسجـدا

    فلسطين تحميكِ منا الصـدورُ.. فإما الحياة وإما الرَّدى

    يذكر أنّ هذه القصيدة قد حولها الموسيقار المصري محمد عبدالوهاب إلى أغنية بعد أن لحنها بنفسه في العام ذاته.
    – عربي بوست –

  4. يقول الكروي داود النرويج:

    أما الكروي داود فيقول:
    من لم يكن بقلبه حب لفلسطين, فلا خير منه ولا سلام!
    الشرف كل الشرف بحب فلسطين, فلا شرف بدونها والسلام!!
    اللهم أرنا في أعداء فلسطين لئآم الأرحام يوماً, يشيب له الولدان!!!
    ولا حول ولا قوة الا بالله

  5. يقول الكروي داود النرويج:

    قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا {الإسراء:88}،
    أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ {هود:13}،
    وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ {البقرة:23},
    أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا {النساء:82}،
    إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ {فصلت:41، 42}.
    وهذه آية أرد بها على العزيز سلام الذي إتهمنا بعدم الرد على القبنجي وهي:
    وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ ۗ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَٰذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ (103) النحل

  6. يقول الكروي داود النرويج:

    أقول لمن يطعن أو يشكك بالقرآن الآتي:
    من أنتم من فطاحلة الفصاحة من قريش الذين لم يطعنوا ببلاغة القرآن؟
    لقد سجد كافة كفار قريش بعد قرآءة الرسول صلى الله عليه وسلم سورة النجم بينهم قبل الهجرة عند الكعبة!
    هل القبنجي وغيره أفصح من قريش؟ هل هم أفصح من أصحاب المعلقات الذين كانت تعلق قصائدهم على الكعبة قبل الإسلام؟
    كان أصحاب مسيلمة الكذاب يقولون بأنهم يعلمون كذب قرآن مسيلمة, لكنهم يريدون نبي لهم كما لقريش!!
    ولا حول ولا قوة الا بالله

  7. يقول أفانين كبة - كندا:

    هذا هو بالضبط ما أفعله إن كنت أعلم أن هذا الشخص يُقيٌم الكتب ويقرأها ، فأهدي اليه كتاب لِما فيه من فوائد ومنفعة ومتعة وغذاء للروح وللعقل ، بدلاً من إهداء الحلويات أو أي نوع آخر من الهدايا المادية والكماليات المتعارف عليها . وعادةً عندما يعجبني كتاب اشتري منه نسخة إضافية احتفظ به لكي اهديه للشخص المناسب . لكن للأسف ليس الكل يعتبر أن الكتب ممكن أن تكون من ضمن خانة الهدايا لأنها مصنوعة من ورق وقيمته المادية بسيطة ، فالمقاييس في هذا الزمان عند البعض هي بالدولار وليس بالمعنى الذي تحمله الهدايا ، وهذا ما لم أجده أبداً في المجتمع الكندي الذي يحمل تقدير كبير للكتب ويعتبره من الهدايا القيمة والمفيدة .

    أفانين كبة – كندا

    1. يقول أسامة كلّيَّة سوريا/ألمانيا:

      أختي أفانيين ينقصنا طبعًا الإهتمام بالمتاب لمن عمومًا في الغرب الكتاب كهدية رغم أنه عادة شائعة لكن في أعياد الميلاد والفصح وبقية المناسبات الهدايا الأخرى وخاصة الشوكولا والعطور والحلويات بمختلف أنواعها أمر شائع أيضًا. الحق يقال أنهم بهتمون بتعليم الأطفال القراءة والمطالعة وهذا يجب علينا أن نهتم به مجتمعنا وأفعل عذا مع ابنتي سينا وكلي أمل بنجاحي في تربيتها.

  8. يقول نجم الدراجي - العراق:

    الكتاب كالمطر لكن سحابته من نوع آخر ، وكلماته تشبه قطراته ، الكتاب ينعش الذاكرة كما المطر يحيي الارض البور ، ولكلاهما رائحة الحياة ، والسياب عزف انشودته في كتاب .. أي سحر هذا الذي جمع الكتاب بماء السماء !!! … وفي لحظة الانجذاب نحو الكتب تشرق حالات التأمل والتمعن والذوق والارتقاء ويحظر الخيال .. وأجمل رحلة في هذه الحياة هي التنقل بين الكتب ..
    اما عودة كنفاني إلى هذا الزمن فأرجوا أن لانوقظ آلامه من جديد فهو يغفو في حلم أبدي ، واذا عاد سيتلو تراتيل السياب في المعبد الغريق :
    إني لاكثر من غريب غربة وأشد حيرة
    لم يبق فيك سوى الزمان ، وليس مما فيك قطرة من ماء أمس ، كأن فجرك عاد قبل غد مساءك
    وكأن ضفتك الحبيبة ضفة الابد البعيد .
    تحياتي
    نجم الدراجي – بغداد

  9. يقول سوري جدا:

    اختي الكريمة، ست الشام الحبيبة

    لا يبقى للأمم سوى أدبها، وما يميز اللغة العربية هو هذا التراكم الأدبي منذ حوالي ألفي عام، في حين اللغات الأخرى التي تصغر اللغة العربية بمئات السنين ليس لها هذا التراث الغني (الفرنسية مثلا التي هي خليط من لغات مختلفة ومنها العربية بدأت بأغاني رولان في القرن الحادي عشر). والشعر يلد مع كل عربي لأننا نطرب من رنين القافية وجمال المعنى. لقد تعرفت شخصيا على بعض الشعراء العرب، لم أر أكثر شموخا، وأنفة، وعنفوانا من محمود درويش. ولا أكثر رقة، ونعومة، وحبا لدمشق، وللمرأة أكثر من نزار قباني. احفظ من شعرهما، واختلف إلى دواوينهما المهداة في كل مناسبة.
    دمت لنا يا ست الشام أديبة نفتخر بها.

    1. يقول أسامة كلّيَّة سوريا/ألمانيا Ossama Kulliah:

      أخي سوري كم هو جميل أن نعرف ذلك عن لغتنا وكم نحن مقصرين في شأنها. إسمح لي أيضًا بعض النقد الغير مألوف. محمود درويش ونزار قباني شعراء كبار وفطاحل في الشعر لكن من الناحية الشخصية كلاهما لم يعطي المرأة (العربية) حقها بهذا الشكل أو ذاك أو لم يستطع ذلك. حيث يبدو أن الذكورية متأصلة في شخصيتنا ونحتاج الكثير للتخلص منها. في الحقيقة لست من متابعي الشعر لكن عندما كنت طالبًا في المدرسة لم أكن مهتمًا بكلا الشاعرين وكان أبو العلاء المعري الشاعر المفضل.

  10. يقول عمرو - سلطنة عمان:

    لهذا كتبت يوما ” وخبات في حقيبتي كتاب” لأني أينما رحلت تذهب معي مجموعة من الكتب اقوم بإهداها للأصدقاء ولمن قد اتعرف عليهم في رحلتي.. واليوم بعد قراءة ما كتبته السيدة غادة أتنمى أن يظل الإهداء في ذاكرتهم مهما مرت العقود..

    كنت أتابع ما تكتبه “رنا قباني” على صفحات “القدس العربي” ومعجب جدا بسردها لذكرياتها مع محمود درويش مع تحفظي على خلطها للأمور السياسية الحالية مع الذكريات وأتمنى أن تصدر يوما كتابا يضم كل تلك الأحداث فدرويش يستحق ذلك التكريم وهنا أتذكر كيف بدأت حديثها في برنامج “هذا هو” عام ٩٣ قائلة: “دمشق” بالنسبة لي مدينة غادرتها ولم أغادرها، أنا دمشقية بعواطفي وتقاليدي وعائلتي، دمشقية لأني أحب أن أكون دمشقية لأن “دمشق” مدينة من أقدم المدن ومجمع لكل الحضارات، الآشورية واليونانية والرومانية والبيزنطية والعربية فهذا التراكم الحضاري الذي تشكله “دمشق” والذي مازال موجوداً كمتحف نعيشه يومياً عندما تمشي في السوق الدمشقي وتجد كل الحضارات أمامك، العمود اليوناني والخزف الأموي.

    1. يقول أسامة كلّيَّة سوريا/ألمانيا Ossama Kulliah:

      معك حق يا أخي عمرو. حقًا من أجمل ماقرأت في القدس العربي كان مقالات رنا قباني ولم أكن أسمع بها قبل ذلك سأكون أول القراء لكتابها إذا صدر فكم بهرني طريقة كتابتها التي تنم عن ذكاء. وشخصيًا لا أعرف أبدًا أراءها السياسية الحالية لكني لم أتحفظ على أراءها سابقًا وبالتأكيد لا أعتقد أنني سأفعل ذلك اليوم .

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية