خسارة المان يونايتد بالأربعة أمام كريستال بالاس في الجولة السادسة والثلاثين من دوري البريميرليغ صنعت الحدث في الأوساط الفنية والإعلامية والجماهيرية في إنكلترا وخارجها، ليس لأنها الأولى، ولا لكونها أبعدته عن مرتبة مؤهلة للمشاركة في المسابقات الأوروبية الموسم المقبل، لكن لأنها أسوأ هزيمة على حد وصف المدرب الهولندي إيريك تان هاغ، والمهينة في نظر جماهير النادي لأنها ثقيلة، يصعب تجرعها وتداركها قبل ثلاث جولات على نهاية موسم يحتل فيه الفريق المركز الثامن بعد تعرضه لثلاث عشرة خسارة في الدوري لأول مرة في تاريخ النادي، واستقبل لحد الآن 81 هدفا في جميع المسابقات.
وفي غياب عديد اللاعبين عن مواجهة كريستال بالاس، ظهر الفريق تعيسا وضعيفا، غير قادر على الصمود أو رد الفعل، ارتكب فيها اللاعبون أخطاء فردية وجماعية كثيرة، تكررت طيلة الموسم في كل المسابقات، على مستوى الدفاع والوسط رغم توفره على لاعبين متميزين، فكان المردود ضعيفا والنتيجة كارثية، دفعت جماهير المان الى اختراع كل الأوصاف السيئة لتصف بها فريقها ومدربها، وتحتج على إدارة الفريق التي فشلت في سوق الانتقالات، وتأخرت في اقالة المدرب الهولندي الذي نجح فقط في التخلص من رونالدو الذي رحل إلى النصر السعودي، وجايدون سانشو الذي أعير الى دورتموند.
المدرب ايريك تان هاغ كان الى وقت قريب يقول ويكرر أنه “المدرب المناسب للفريق”، لكنه لم يحدد الوجهة، هل هو ملائم لقيادته نحو استعادة مجده، أم التوجه به الى الهاوية وفقدان هويته وهيبته، بعد أن حوله الى مجرد فريق أقل من عادي بلا منظومة لعب واضحة ولا روح معتادة، يخسر بالأربعة أمام كريستال بلاس، ويغيب عن دوري الأبطال، وربما عن الدوري الأوروبي الموسم المقبل، وينهار كليا، بل وينفجر من الداخل، وتسوء علاقته بجماهيره التي فقدت صوابها ونفد صبرها، حتى صارت تخرج في مسيرات ضد الادارة والمدرب وبعض اللاعبين.
من جهتها، تفننت وسائل الإعلام البريطانية بدورها في وصف الفريق بأسوأ مانشستر يونايتد في التاريخ، مزقه ايريك تان هاغ الى ألف قطعة، عندما جعله مهزلة، وجعل من مسرح الأحلام مسرحا للكوابيس والأوهام، كما دفع بنجوم الفريق السابقين للمطالبة برحيل تان هاغ وعديد اللاعبين على غرار كارلوس كاسيميرو وأنتوني، ومطالبة إدارة النادي بالبحث عن بديل للمدرب الهولندي وصرف الأموال خلال الميركاتو الصيفي المقبل لاعادة المجد الضائع، وتجاوز مرحلة صعبة يمر بها الفريق منذ رحيل الأسطورة أليكس فيرغسون في 2013 بعد 26 سنة قضاها على رأس إدارة الفريق حقق فيها 38 بطولة.
المان تنتظره مع نهاية الموسم ثلاث مواجهات صعبة في الدوري ضد أرسنال ونيوكاسل وبرايتون، ونهائي كأس إنكلترا ضد السيتي لإنقاذ موسمه والتأهل الى مسابقة الدوري الأوروبي الموسم المقبل بمدرب جديد ولاعبين جدد وطموحات جديدة في مستوى تطلعات عشاقه.
إعلامي جزائري