المبادرة المصرية: «القسام» آخر من يعلم؟

حجم الخط
34

أصدرت كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أمس بياناً قالت فيه إنها لم تستشر في المبادرة المصرية كما اعتبرتها ركوعا وخنوعاً وأتبعت بيانها بإطلاقها عشرات الصواريخ على مدن حيفا وعسقلان واسدود واشكول وروحوفوت ومستوطنة «نيرعوز».
رد الفعل العنيف من كتائب القسّام على عدم استشارتها في قرار يخصّها ويخصّ الشعب الفلسطيني الذي تمثله مبرّر، فالسلطات المصرية التي كانت دائماً تتعامل مع قطّاع غزة عبر أجهزة الاستخبارات والأمن، أكثر مما تتعامل بالطرق السياسية والدبلوماسية، وعبر لقاءاتها مع ممثلي حركة حماس في القاهرة وغيرها، قرّرت فجأة أن تقفز فوق الحقائق الموضوعية على الأرض وتتعاطى مع الشأن الفلسطيني بالقفازات والمراسيم الدبلوماسية فحسب.
حركة حماس بالمقابل، وحسب خبر صغير أوردته وكالات الأنباء، قالت إنها تبحث المبادرة المصرية ولم تتخذ قراراً بعد، فاتحة الباب للدبلوماسيات المصرية والعربية والدولية للتعاطي مع أصحاب الشأن في حماس والقسام، وهو الأمر الطبيعي ما دامت إسرائيل نفسها قامت في الضفة وغزة باستهداف البنية التحتية لحماس وقياداتها وكوادرها، ولم تستهدف السلطة الفلسطينية الممثلة في رام الله وقياداتها وكوادرها.
موضوعياً، فإن استهداف إسرائيل لحماس عسكرياً، واستبعاد السلطات المصرية لها سياسياً يخدمان هدفاً استراتيجياً واحداً، وهو إعادة فصل الشعب الفلسطيني وتدمير وحدته الوطنية التي عبّر اتفاق المصالحة والحكومة المنبثقة عنه، وهو استمرار لخنق حماس اقتصادياً، والذي يشترك فيه الطرفان، الإسرائيلي والمصري، الأول بطرق مثل منع المصارف من تسليم أموال موظفي الحكومة في غزة، والثاني بإغلاق معبر رفح بعد تدمير اقتصاد الأنفاق الذي كان رئة غزة التي تتنفس منها.
اشتغلت إسرائيل على مدى عقود على هذه الاستراتيجية، ولا يمكن اعتبار السياسة المصرية نحو حماس مستجدّة لكنها أخذت كامل بعدها بعد الانقلاب العسكري والقمع الممنهج لجماعة الإخوان المسلمين، وهي ترغب، كما تؤكد تصريحات متعددة لرئيس الجمهورية المصرية عبد الفتاح السيسي للتحوّل الى استراتيجية «عابرة للحدود» المصرية، كما قال بعد لقائه الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة وفي خطابه في اجتماع القمة الإفريقية وحديثه عن «المتطرفين الذين يسيطرون على المنطقة» ثم إرساله وزير خارجيته الى بغداد وإبداء التعاطف مع حكومة المالكي.
يمكن فهم المبادرة المصرية للتهدئة بين إسرائيل والفلسطينيين بهذا المعنى ضمن إطار عام تؤطره رغبة القاهرة في تخويلها دورا سياسيا وعسكريا وأمنيّا أساسيا وفاعلا فيما يسمى «مكافحة الإرهاب» الذي يتقصّد فتح النار لا على تنظيمات «القاعدة» و«داعش» و«أنصار الشريعة» فحسب وجماعات الإسلام السياسي المعتدلة ويضعها في سلّة واحدة، مما يفتح المنطقة العربية على سيناريو جهنمي ودمويّ هدفه هو تأبيد الدكتاتوريات، وجعلها مصيراً نهائياً للعرب.
المشكلة الوحيدة في هذا السيناريو هي أن الشعوب لا يمكن إخضاعها بالأحذية العسكرية، ولو كان ذلك ممكناً لاستراحت إسرائيل منذ زمن بعيد مما يسمى «القضية الفلسطينية».
الصواريخ الفلسطينية ما كانت لتصنّع لولا فكرة الجدار العازل الذي حوّل إسرائيل إلى «غيتو» كبير، وحوّل غزة والضفة الى سجنين، ومغزى الأمر هو أن الشعوب قادرة دائماً على ابتكار وسائل للمقاومة وصنع الحياة.
الصواريخ القليلة التي ألقيت من لبنان وسيناء (دون يد لأرباب الممانعة المزعومة فيهما) هي تعبير عن الغيظ الشعبي المتصاعد في المنطقة من خذلان فلسطين، وهو تفاعل مرشح للزيادة لا للنقصان.
… وهناك جانب آخر في المعادلة عبرت عنه الطائرات دون طيار وفوز فلسطيني من غزة بجائزة عالمية لتكنولوجيا المعلومات وظهور نتائج الثانوية العامة في الضفة، وكلّها تعابير عن إرادة العلم والحياة والإصرار على البقاء عند الفلسطينيين رغم حصار القريب والبعيد.

رأي القدس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول عبد الله عبد المالك - قطر:

    بل إن المبادرة أصلاً صيغت للقضاء على حماس وأذرعها المقاومة وجميع حركات المقاومة في فلسطين .
    الدور المصري أصبح مكشوفاً للجميع إلا من ارتضى الذل والمهانة وأصبح لا يرى ولا يسمع ولا يفكر إلا حسب ما يلقنه إعلام الإنقلاب ( الفاجر ) .
    شعب تمتد جذوره في عمق التاريخ وكبريائه يباهي العالم بها ومقاومته للمحتل مثالاً يحتذى ، لا يمكن أن يرضخ أو يستسلم لعدوان المحتل وتآمر الشقيق.
    حمى الله المقاومة وسدد رميها ونصرها على كل أعدائها .
    ولا عزاء للمتصهينين العرب .

    1. يقول د. حازم / فلسطين:

      سلم الله لسانك اخ عبد الله – قطر

    2. يقول bashir:

      i agree with you

    3. يقول ابن بطوطة -فلسطيني:

      غريبة عجيبة شروط حماس العشرة للتهدئة … اذا كان جوهر المبادرة المصرية المقصود منه لا غالب و لا مغلوب فشروط حماس العشرة هي شروط مغلوب و ليست شروط غالب … ما حدث في و يحدث في غزة اليوم هو انتصار واضح لكل الفصائل و على الكيان الصهيوني ان يدفع الثمن … تجميد الصراع مع العدو في غزة لعشر سنوات …. هذا يعني ان تستفرد اسرائيل بالضفة و القدس …. اخراج غزة من دائرة الصراع مع العدو لعشر سنوات هذا انتصار للاسرائيل و ليس لفلسطين … محتوى الشروط العشرة هذه لمصلحة اسرائيل …. اين شرط تجميد الاستيطان لعشر سنوات عل الاقل … اين وقف تهويد القدس … اين حق العودة … هذه الشروط تعني كامب ديفيد آخر … كامب ديفيد اخرجت مصر من الصراع .. و هذه الشروط اخراج غزة من الصراع أيضا … اذا كان هناك خلاف مع القيادة المصرية الحالية لا يعني هذا خلافا مع تاريخ مصر … ماذا يعني فتح جميع المعابر مع اسرائيل .. هذا تطبيع مع العدو … أتفهم ان يكون الشرط فتح معبر رفح فقط … غزة شبه مستقلة اليوم و ليست تحت الاحتلال و فتح الحدود مع اسرائيل تطبيع …. ان تطلب حماس من اسرائيل تصاريح رسمية لزيارة الاقصى هذا تريده اسرائيل … ان تكون القدس تحت السيادة الاسرائيلية و و تأذن للفلسطينين بممارسة شعائرهم الدينية فقط و هذا ما رفضه ابو عمار …. لا اتفاق اوسلوا أخرج الضفة من دائرة الصراع مع العدو .. و لا قرار 1701 أخرج حزب الله من دائرة الصراع مع العدو … قرار 1701 ينص على وقف العمليات الحربية فقط و ليس وقفا للاطلاق النار و لا اتفاق سلام مع العدو و لا هدنة حتى … هدنة عشر سنوات بدون شروط جوهرية كوقف الاستيطان وو قف تهويد القدس على الاقل .. هذه ليست هدنة هذا استسلام … ماذا تريد حماس ثمنا للانتصار كافة الفصائل ؟… هل تريد اقامة امارة داعش تحت مسمى حماس؟ .. او تريد ولاية هونغ كونغ منفصلة عن الضفة وو القدس و الشتات و ال 48 .. لا اعرف هل هذه الشروط مقصودة أو ضعف في مستوى الوعي السياسي … هذه الشروط ما تتمناه اسرائيل … هل نعطيها لهم هدية بعد انتصار كبير غريب عجيب ما تريده حماس …

    4. يقول عبد الله عبد المالك - قطر:

      شروط حماس العشرة ؟؟ من أين أتيت بها وكيف صورتها وكأنها معاهدة سلام دائمة بين المقاومة والعدو الصهيوني ؟؟
      حماس تشترط وقف العدوان كاملا وبدون شروط وتحقيق حياة للشعب الفلسطيني كبقية الشعوب وفتح المعابر جميعها وإطلاق سراح الأسرى المحررين الذين تم اعتقالهم وضمانات دولية تلزم العدو الصهيوني بالتنفيذ ، مقابل تهدئة ( وليس سلام ) والتهدئة لا تعني بأي حال من الأحوال اعترافاً باالكيان الصهيوني أو تنازلا عن المقاومة وتحرير فلسطين .
      التهدئة أو الهدنة ( بين عدوين ) لفترة من الزمن بعكس إتفاقية أوسلو فقد أعطت شرعية ( من فئة من قادة فتح ) للكيان الصهيوني ولا تنسى أن ( عباس ) يكررها دوماً بأنه يعترف ( بإسرائيل وحقها في الوجود على أرض فلسطين )
      ثم من قال إن حماس تريد إقامة إمارة ؟؟؟ ولماذا تصرون على ترديد هذه الإسطوانة المشروخة ؟؟ هل كرهكم لحماس كونها حركة مقاومة إسلامية ؟؟ أم لتصوركم أن مصير الشعب الفلسطيني بيد ( السلطة في رام الله فقط )
      رجاءً قليل من الإنصاف لحماس ، فحماس لم تكن يوماً إلا مع قضية شعبها ، لم تخن ولم تهادن ولم تخذل ابناء شعبها .
      الجهود كلها يجب أن تتوحد خلف مشروع المقاومة فتاريخ المفاوضات لم يحقق شيئاً بل على العكس فقد أضاع الكثير من الحقوق .
      شكراً

  2. يقول شادي القدس:

    السيسي سكت دهراً… ونطق عهراً …. لو كان حريص على دماء غزة لتصرف ربع تصرف الرئيس مرسي …وسمح للقوافل بدخول غزة وارسل رئيس وزراءه الى غزة وهجج اسرائيل بصرة غزة وقال كما قال الرئيس مرسي لن ننسى غزة …. ولكن هيهات … فقد تصرف و تحرك عندما طلبت منه اسرائيل وفقدت القدرة على تحمل ضربات المقاومة وكأننا امام احد ايتام مبارك الا وهو السيسي الذين يريدون تشبيهه بعبد الناصر ….. فعلاً فلا نامت أعين الجبناء

  3. يقول غادة الشاويش:

    * المبادرة المصرية جاءت فقط لشرعنة استمرار الاغلاق اغلاق معبر رفح وشرعنة العدوان الاسرائيلي على اهلنا في غزة للقول ان اسرائيل رضيت المبادرة و حماس تقتل الشعب الفلسطيني باصرارها على رفض التهدئةالتي هي مسودة كتبها فرعون مصر عبد الفتاح السيسي وظانا ان هذه الطريقة ستجرم حماس وتشرعن نظامه وعلى الاغلب يصر الطغاة عادة على مواقف يقصد الله تعالى بها من ورائها القضاء عليهم بايديهم واستمرار القصف من اجل وقف الحصار على غزة هيرسالة لمصر التي تغلق القطاع وتخنقه وتجرمه النظام المصري شريك في دماء شعبنا وسيطلق النار على نفسه برصاصة في الراس اذا استمر العدوان لانه يعلم عواقب ذللك جيدا

    1. يقول يمني يحب غزة + اليمن:

      ليس مستغرب تصرف السيسي ومن سار على النهج الأمريكي الأسرائيلي .
      عليهم أن يخلعوا قناع والنفاق ويعترفوا بعروبتهم وأخوتهم ..
      فالله سبحانه وتعالى أراد كشفهم بمايحصل في غزة وسكوتهم عليه والتأمر مع العدو الصهيوني أسرائيل ..

      فنقول لهم ..

      النصر قادم … ولا نامت أعين الجبناء …

      خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود ..

  4. يقول شادي القدس:

    محلل القناة العاشرة الصهيونية : السيسي قدم خدمة كبيرة لإسرائيل بمبادرة التهدئة التي قدمها وهي بلا شك تخدم إسرائيل بالدرجة الأولى .. السيسي يثبت أنه يريد إنهاء حماس كما تريد إسرائيل وهي مصلحة مشتركة للجانبين .. وإسرائيل لن تجد أفضل من السيسي شريك في مكافحة الإرهاب

  5. يقول رضوان الشيخ - السويد(Sverige):

    بإختصار المبادرة السيسي هي المهينة لذالك المقاومة في غزة العزة وعلى رأسها كتائب القسام وسراياالقدس رفضت .
    1 هي لإنقاذ المجرم الإرهابي نتنياهو
    2 هي إنتقام من المقاومة ع انجازها
    3 هي مبادرة من جهة غير نزيهة لان النظام السيسي يعادي حماس ويتهمها بالإرهاب
    وشكرا لقدسنا الغالية

  6. يقول السفياني:

    شروط على المقاومة قد تخجل اسرئيل أن تنطق بها
    تجريد المقاومة من سلاحها مقابل وقف إطلاق النار دون أي دكر لأبسط الحقوق المسلوبة من كل فلسطيني
    وكيف لا والآن فقط قد ظهرت الصورة الحقيقية للأنظمة العربية وحكامها السابقون والجدد

  7. يقول محمد علي . الخليج الفارسي / ايران:

    رحمك الله يا جمال عبدالناصر

  8. يقول أبو أشرف ـ تونس:

    أما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس قيمكث في الأرض.كان الخليفة المنصور العباسي يحاول طرد الذباب عن وجهه دون فائدة.فالتفت إلى الإمام جعفر الصادق ( عليه السلام ) الذي كان بجانبه سائلا :لماذا خلق الذباب ؟ فأجبه الإمام للإنتقام من الجبابرة.انتصا ر غزة انتقام من الجبابرة،الذين ركنوا وخنعوا لإسرائيل.فصمود غزة يد فع آليا للمقارنة،إذ بأضدادها تتمايز الأشياء.وذلك يغيضهم.

  9. يقول سمير الاسكندرانى......لابد لليل ان ينجلى:

    جيش الكفتة المصرى ومخابراتة الفاشلة وإعلام العار متواطؤن حتى النخاع مع جيش الاحتلال لقتل الاطفال فى غزة.

  10. يقول سمير الاسكندرانى......لابد لليل ان ينجلى:

    المجد للشهداء والخزى والعار للخونة.

1 2 3

إشترك في قائمتنا البريدية