الأمم المتحدة- “القدس العربي”: في الاجتماع الدوري حول اليمن، اليوم الثلاثاء، قدم مبعوث الأمم المتحدة الخاص هانس غروندبرغ، إحاطة حول الأوضاع المعقدة في البلاد، محذرا من أن البعد الإقليمي للصراع أصبح أكثر وضوحا في اليمن. وتُرجم التصعيد في المجال الاقتصادي إلى تهديدات علنية بالعودة إلى الحرب الكاملة.
وأشار غروندبرغ إلى أنه رغم أن الأطراف أبدت استعدادها للمشاركة في الحوار في المجال الاقتصادي، “فإنني أكرر تحذيري للمجلس من أننا نخاطر بالعودة إلى الحرب الشاملة وكل المعاناة الإنسانية المتوقعة والعواقب الإقليمية المترتبة على ذلك”.
توقف غروندبرغ بعد انتهاء جلسة مجلس الأمن أمام الصحافة، وقال ردا على سؤال “القدس العربي” حول تصنيف الحوثيين من بعض أعضاء المجلس بأنهم جماعة إرهابية، وإذا ما كانت الأمم المتحدة تشاركهم هذا الرأي: “لا، نحن لا نتدخل في مثل هذه التصنيفات. نحن نتحاور مع اليمنيين. الحوثيون، (أنصار الله) أحد الأطراف اليمنية التي نتحاور معها”.
وردا على سؤال ثان لـ”القدس العربي” حول تدخل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، وهما دولتان من وراء البحار، إلى جانب إسرائيل لتقديم المعونة لها في مواجهة الحوثيين، “ألا يحق لليمنيين أن يساعدوا إخوانهم وأخواتهم الفلسطينيين؟”، قال: “لقد أثرت موضوعا مهما وبدون أن أدخل في موضوع معاناة الفلسطينيين وضرورة وقف القتال في غزة، جهودي تتركز حول اليمن. لقد شاهدنا أن النزاع داخل اليمن، والذي تحاول الأمم المتحدة أن تساعد اليمنيين في إيجاد حل له، دخل تدريجيا في موضوع النزاع الإقليمي. ونحن نرى دخول اليمن جزءا من الوضع المتدهور في المنطقة شيء نحاول أن نتجنبه. نحن نحاول أن نوضح لليمنيين أن يبقوا تركيزهم وأولوياتهم على اليمن. والأمم المتحدة لا يعني أنها تربط المسألتين معا. فهي تعمل على وقف إطلاق النار في غزة. ترفض الأمم المتحدة من حيث المبدأ استهداف المدنيين حيثما كانوا سواء في البحر أو في البر أو في أي مكان. وستظل تعمل على أساس إيجاد حل دائم وعادل في المنطقة”.
وقال غروندبرغ أمام الصحافة إن اليمن على مفترق الطرق خاصة وأنه قد أصبح جزءا من النزاع الإقليمي، حيث شاهدنا هجوما بمسيرة يمنية على تل أبيب وعمليات الرد الإسرائيلي على مناطق في ميناء الحديدة.
وعن الوضع الداخلي، قال المبعوث الخاص إن الحوارات اليمنية- اليمنية توصلت إلى اتفاق حول مسار لتهدئة دورة التدابير والتدابير المضادة التي كانت ترمي إلى إحكام قبضتها على قطاعي البنوك والنقل، كما رحب غروندبرغ بقرار الأطراف اختيار مسار الحوار، لكنه أشار إلى أن التدابير المؤقتة قد تكون بمثابة حل مؤقت، ولكنها لن توفر حلولا مستدامة ولن تمهد الطريق بشكل معقول لوقف إطلاق النار على الصعيد الوطني وعملية سياسية دون حوار مستدام. وقال إن الانخراط في حوار بحسن نية هو الحد الأدنى المطلوب للوفاء بمسؤولياتهم تجاه الشعب اليمني، واختبار حقيقي لنيتهم الحقيقية في اتباع مسار حل النزاع سلميا.