المتقاعدون عادوا إلى الشارع… ووزراء «القوات» و«الاشتراكي» طالبوا بإلغاء المجلس اللبناني – السوري

سعد‭ ‬الياس
حجم الخط
0

بيروت – «القدس العربي»: عادت تحركات العسكريين المتقاعدين إلى الشارع احتجاجاً على أحد بنود الموازنة الذي يقترح اقتطاع نسبة من رواتبهم التقاعدية. وقد اقفل المتقاعدون العسكريون منذ ليل الاحد ابواب مصرف لبنان في كل من بيروت وطرابلس وصور وبعلبك وزحلة وقطعوا طريق ضهر البيدر لبعض الوقت قبل أن يعلّقوا اعتصامهم أمام مصرف لبنان مؤقتاً تجاوباً مع مطلب وزير الدفاع الياس بوصعب على أن تبقى جهوزيتهم للتحرك قائمة. وأعلنوا أنهم «ينتظرون انتهاء جلسة مجلس الوزراء والقرارات الصادرة عنها، لا سيما في ما يتعلق بحقوقهم ومكتسباتهم التي يعتبرونها خطاً أحمر ممنوع المس بها، ليبنوا على الشيء مقتضاه».

بري يصف البطريرك صفير بـ «حارس لبنان»… ووفد من «حزب الله» في بكركي للتعزية

وكانت لجنة المتقاعدين في الجيش الوزير بو صعب، وتمّ الإتفاق حول نقاط الجدل القائمة ووضع خطة تنسيق بين الوزارة واللجنة. وأشادت اللجنة بـ»تفهم بو صعب لمخاوفهم».وقال العميد محمود طبيخ والد الشهيد النقيب احمد طبيخ، باسم العسكريين المتقاعدين أن «العسكريين ليسوا سبباً لعجز الموازنة ولن يسمحوا بالمس بحقوقهم المكتسبة، وليس من المنطق أن يُحرم أبناء العسكريين ولا سيما منهم أبناء الشهداء من مخصصات التعليم والعيش الكريم، ليأخذوا الضرائب من التعديات على الاملاك العامة والاملاك البحرية واصحاب اليخوت».
وتحدث عصام فاخوري مطالباً الحكومة بـ «سحب المواد التي تضرب حقوقهم من مشروع الموازنة والا سيكون هناك كلام آخر»، مضيفاً «نحن لسنا طلاب شغب وقطاع طرق والاعتصامات ستستمر إلى حين تحقيق مطالبنا المحقة»، محمّلاً «السلطة مسؤولية تداعيات قد تنتج عن استمرارها بتعنتها وعدم التجاوب». وطالب بــ»عدم الاقتراب من مستحقات العسكريين المتقاعدين والعسكريين في الخدمة الفعلية لانهم سياج وحماة هذا الوطن».
وتلا العميد المتقاعد فوزي حسن المطالب التي لخّصها بـ «سحب كل البنود من الموازنة المتعلقة بحقوق العسكريين في الخدمة الفعلية والمتقاعدين، ودفع المبالغ المستحقة من سلسلة الرتب والرواتب اعتباراً من 21 آب 2017 من الاموال التي اقتطعت منها، إنشاء صندوق للمتقاعدين من تاريخ تطوع العسكري وحتى انتهاء خدمته وعدم المساس بهذا الصندوق من قبل المالية».
وكان مجلس الوزراء ناقش أمس فرض ضريبة 2 أو 3 في المئة على البضائع المستوردة، فيما لم يحسم مسألة الإقتطاع من رواتب القطاع العام. في الموازاة، نقل عن أحد الوزراء قوله «بالرغم من كلّ الإجراءات لم نصل بعد إلى الرقم المطلوب حذفه من العجز».
الى ذلك، طالب وزراء القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي بإلغاء المجلس الاعلى اللبناني السوري طالما هناك سفير يقوم بالمهام وبالتالي لا ضرورة للثنائيات في العمل وتكبّد أموال اضافية. وقد رفض وزراء حزب الله هذا الطرح وقالوا إن اتفاق الطائف والعلاقات اللبنانية السورية المميزة تقضي بذلك وإلا فيجب التوجّه إلى مجلس النواب.
لكن هذه المستجدات على اهميتها لم تحجب الاهتمام بحدث وفاة البطريرك الماروني السابق الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير.والابرز في هذا السياق، هو زيارة وفد من حزب الله الصرح البطريركي لتقديم واجب العزاء على الرغم من التباعد في النظرة إلى سلاح الحزب بين بكركي والضاحية الجنوبية وعلى الرغم من تجاهل قناة «المنار» خبر وفاة البطريرك في مقدمة نشرتها الاخبارية. وضمّ الوفد رئيس المجلس السياسي السيد ابراهيم امين السيد والوزير محمود قماطي والنائب علي عمّار والسيد علي الخنسا.
وفيما يُرجّح أن يشارك رئيس مجلس النواب نبيه بري في مراسم دفن البطريرك صفير إلى جانب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري، فقد نعى الرئيس بري البطريرك بقوله «عاش من اجل لبنان ومات ليحيا لبنان». واضاف «فجر الأحد، شدّ غبطة البطريرك الكاردينال قوس روحه وأطلقها عن عمر مديد في حراسة لبنان وخدمة الكنيسة والرعية. وكما كانت الولادة في أيار كان الرحيل كذلك. ربيعي الولادة، ربيعي الرحيل، كثير اللبنان كثير الكنيسة فالأمل والرجاء .مثله كمثل الامام موسى الصدر مثّل فكرة القيادة الشعبية والوطنية السياسية والدينية، عمل من أجل الوطن الفكرة والرسالة: الانسان. جسّد مشروع التعايش الوطني بين الطوائف والمذاهب والفئات والجهات والشركة الوطنية.
خير خلف لخير سلف البطريرك انطونيوس خريش الذي سعى لأجل لبنان من عين ابل وان تذكرت بقوة فهو – البطريرك الكاردينال صفير – أحد الأقطاب الروحيين الثلاثة الدوليين والعرب واللبنانيين الذي حرص دائماً على سلام لبنان واستقراره فغطى اتفاق الطائف ومصالحة الجبل .اليوم، يخسر لبنان إحدى بركاته ونعمه وعيونه الحارسة بل أرزاته السامقة التي بقيت تتحدى الريح والأنواء طوال سنوات طويلة.
اليوم، يطوي أحد المشائين في بكركي ووادي قنوبين شراع سفينته ويغادر الميناء وقد كان لا يغادرنا خوفاً علينا من أن نضحي بلبنان من أجل أنفسنا لا أن نضحي بأنفسنا من أجل لبنان.اليوم، تترك وصيتك فينا: لبنان. لبنان الانموذج للحرية، للكلمة المعبرة عن اننا في هذا الشرق صوت الحق والنور مهما كان الخلاف الذي لا يفسد في الود قضية! هل ان اللبنان قضية؟ هو كذلك. أردناه كما أنت وطناً نهائياً له حدوده السيادية البرية والبحرية والجوية ودائماً لم تكن تريد أن ينتهكها أحد… تريد للبحر أن يتلاشى عند اقدام بره وللهواء ان يخفق بالنسيم.
اليوم، أيها الراحل الكبير أيها السيد البطريرك الكاردينال ايها الراعي الذي كنت مسؤولاً عن رعيته تغادرنا وأنت تترك فينا في صرحك وفي جمهوريتنا هذا اللبنان أمانة للغد المقبل، للشرق، للعالم وللانسان الـذي هو ثروة لبنان. أخـيراً من آمن بي وإن مات فسيـحيا… إنّـا لله وإنّـا اليه راجـعون».

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية