التتويج بكأس العرب فيفا 2021 لن يقتصر على حامل اللقب يوم السبت المقبل، بل سيكون تتويجا جماعيا شاملا لكل المشاركين والمساهمين في إنجاح بطولة استثنائية وعلى رأسهم قطر التي أكدت ثقتنا فيها وثقة الفيفا في قدراتها الخارقة، ولجنة التنظيم المشتركة بين الفيفا واللجنة العليا للمشاريع والإرث، مثلما توّجت المنتخبات المشاركة بإعجاب عشاق الكرة المستديرة للمستوى الفني الكبير الذي أظهرته طيلة المنافسة، وتوّجت الجماهير الرياضية التي حضرت البطولة بحسن سلوكها والتزامها بكل الإجراءات الأمنية والتنظيمية المفروضة، كما توّج الإعلام العربي عموما في تغطية شاملة للبطولة ساهمت في إبراز قدرات قطر على الارتقاء إلى مستويات عالمية في الاستقبال والتنظيم والتجاوب مع متطلبات احتضان بطولة كأس العالم السنة المقبلة.
المتأهّلون إلى المربع الذهبي، بالإضافة إلى المغرب الذي خرج في دور الثمانية أمام الجزائر، أثبتوا استحقاقهم في الفوز باللقب، لكن كل المنتخبات رغم تباين مستوياتها توّجت بتقدير واحترام المتابعين بسبب حضورها القياسي لأول مرة في تاريخ البطولة، وجهودها المبذولة في المباريات التي خاضتها بما في ذلك موريتانيا، السودان ولبنان، فقدمت لنا أطباقا كروية في حدود المستطاع، أمام بطل آسيا وبطل أفريقيا، ومنتخبات عرب أفريقيا التي كانت قوية بلاعبيها المحليين ومن حضر من المحترفين في مختلف الدوريات العربية، الذين رفعوا من مستوى البطولة وحدّة المنافسة، وأمتعونا بما يزخرون به من مهارات وقدرات فنية، صنعوا بها صورا راقية وأهدافا جميلة ستبقى خالدة في أذهان عشاق الكرة، على غرار هدفي المصري أحمد رفعت في مرمى السودان، ويوسف بلايلي في شباك المغرب.
لجنة التنظيم المشتركة أبدعت بدورها في تنظيم حدث عالمي، وأكدت على انسجامها واستعدادها للعمل سويا على ضمان نجاح كأس العالم 2022، وهو الأمر الذي يحدث لأول مرة في تاريخ الكأس العالمية التي كانت تقتصر فيها عملية التنظيم والإشراف على لجنة البلد المنظم، حيث لمسنا تناغما كبيرا من طرف لجنة المشاريع والإرث بإطاراتها التي اكتسبت خبرة كبيرة من خلال إشرافها على أحداث رياضية كثيرة نظمتها قطر طيلة العقد الأخير، وكشفت من خلالها عن مهارات كبيرة وانسجام دقيق مع متطلبات المستوى العالمي في تنظيم الأحداث الرياضية الكبرى، خاصة في الملاعب، حيث لمسنا إجراءات جديدة سهلت توافد الجماهير والرسميين وعمل الإعلاميين الذين فاق عددهم الألف ممن تحصلوا على الاعتماد لتغطية البطولة.
الجماهير التي تابعت المباريات في الملاعب الستة توّجت بدورها بالتزامها، وبما استمتعت به من مباريات وفعاليات مصاحبة للبطولة شهدتها مختلف المرافق الرياضية والثقافية في قطر طيلة أيام البطولة، حيث بلغ عدد المتفرجين إلى غاية نصف النهائي 570 ألف مناصر تحصلوا على تذاكر الدخول، دون احتساب أصحاب الدعوات.
كما تميزت القنوات الناقلة بتغطية مفتوحة فريدة من نوعها، وساهمت مختلف وسائل الإعلام الالكترونية والمكتوبة والمسموعة، ليتوّجوا بدورهم بأوسمة الاستحقاق على تغطيتهم التي ساهمت في إنجاح العرس العربي “العالمي”.
كما استحق المتطوّعون بدورهم تتويجا وتقديرا فريدا من نوعه، لأنهم كانوا جزءا من النجاح الذي شهدته البطولة بأكثر من 40 ألف متطوع جاؤوا من مختلف بلدان العالم.
مهما يكن الفائز باللقب هذا السبت، فإن قطر توّجت، وتوّجت معها أسرة كرة القدم العربية بكل مكوناتها، الذين سيحتفلون معها بعيدها الوطني الذي يصادف يوم النهائي، ويحتفلون معها بالنجاح في الاختبار، والتوفيق في لمّ الشّمل العربي تحت راية نشيد واحد سيعزف في حفل الختام، في انتظار الحفل الأكبر الذي ستشارك فيه البشرية جمعاء السنة المقبلة بمناسبة أول مونديال ينظمه بلد عربي جعل من المستحيل ممكنا، ومن الحلم حقيقة أدخلت قطر الصغيرة جغرافيا مصاف الكبار.
إعلامي جزائري
سوريا على طول بدها تضل برا كل شي
عنجد يعني شي بيرفع الراس فوق الموتة عصة قبر ?