المجلس التشريعي يستعد لعقد جلسة للمصادقة على التشريعات التي وضعت في أدراجه دون مصادقة أو تطبيق

حجم الخط
0

رام الله- «القدس العربي»: بعد سبع سنوات من توقف الحياة البرلمانية عن العمل، إثر الانقسام الذي وقع‎ بين حركتي حماس وفتح، وبالتالي قطاع غزة والضفة الغربية، يستعد المجلس التشريعي‎ الفلسطيني، لعقد جلسة بعد تشكيل حكومة الوفاق الوطني، كما جاء في‎ اتفاق المصالحة، على أن تعود الحياة البرلمانية إلى سابق عهدها، ويُصادق على‎ التشريعات اللازمة والتي وضعت في أدراج المجلس دون مصادقة أو تطبيق‎.
هذا الانقسام، ألقى بظلاله بشكل كبير على التشريعات والقوانين التي كان من‎ المؤمل سنها وتشريعها لتتوافق مع واقع الحال المُعاش في فلسطين، إلا أنه‎ وبتعطله عن العمل، كان الرئيس الفلسطيني بسلطته يصدر مراسيم رئاسية كقوانين، في‎ محاولة سد الثغرة، ورغم ذلك بقيت الكثير من التشريعات معلقة، ومثال ذلك ما أصدر‎ الرئيس الفلسطيني محمود عباس مرسوماً به، ويتعلق بقضايا قتل النساء والحكم‎ المخفف المعمول به في حال القتل على شرف العائلة‎. الشارع الفلسطيني، سخر كثيراً من المجلس التشريعي طوال فترة غيابه، سواء بسبب‎ النقص الحاصل في القوانين، أو بسبب «المال المهدور» من خزينة الدولة، كون أعضاء‎ البرلمان الفلسطيني كانوا يستلمون رواتبهم كالمعتاد «كأنهم يعملون» رغم أنهم‎ ليسوا كذلك، ولم يكن المجلس يلتئم في شقي الوطن كل على حدا، إلا عند زيارة‎ برلمانيين عرب أو أجانب، للترحيب بهم، وليست خدمة للبلد‎.
وحتى الآن، لا زال المجلس التشريعي في غزة، والذي يرأسه «أحمد بحر» بالإنابة،‎ يدير موقعاً إلكترونياً للتشريعي في قطاع غزة فقط‎ plc.gov.ps، بينما يُدار‎ موقع الكتروني آخر من الضفة الغربية، لحركة فتح وباقي الفصائل الفلسطينية‎ pal-plc.org، وعلى رأسه عزام الأحمد، رئيس كتلة فتح البرلمانية في المجلس‎ التشريعي، كون الدكتور عبد العزيز دويك رئيس المجلس التشريعي كان في سجون‎ الاحتلال لفترة ليست بالبسيطة، ومنذ خروجه لم يلتئم المجلس‎. وبحسب ما علمت «القدس العربي» فإن المشاورات لعقد جلسة التشريعي بحسب اتفاق‎ المصالحة، انطلقت فعلاً، وقد يُصار إلى عقد جلسة مصغرة تجمع رؤساء الكتل‎ البرلمانية والقوائم أولاً، للتحضير لعقد الجلسة الموسعة التي تضم كافة أعضاء‎ البرلمان، وقد يتم عقدها الجلسة المصغرة في قطاع غزة، ومن ثم في رام الله وغزة‎ بالتزامن عبر الفيديو كونفرنس‎.
المُعضلة الأخرى التي سيواجهها أعضاء البرلمان الفلسطيني فور عودة المجلس للعمل‎ كالمعتاد، هي فقدان الكثير من الأعضاء وتحديداً في سجون الاحتلال الإسرائيلي،‎ عدد كبير منهم من حركة حماس، وكذلك احمد سعدات عن الجبهة الشعبية، ومروان‎ البرغوثي عن حركة فتح، وليس معلموماً بعد درجة احترام إسرائيل لاتفاق المصالحة،‎ من ناحية عدم اعتقال المزيد من البرلمانيين الفلسطينيين، أو الافراج عمن في‎ سجونها تحت ضغط دولي‎.
لكن الأكثر أهمية بالنسبة للمواطن الفلسطيني، هو أن يشعر بأن القوانين‎ الفلسطينية تتوائم وواقع الحياة التي يعيش، خاصة وأن الأمر ليس كذلك، فكثيرة هي‎ القوانين التي يُعمل بها في المحاكم الفلسطينية من أيام الانتداب البريطاني، أو‎ القوانين الأردنية، التي تطورت كثيراً في الأردن نفسها، لكنها بقيت قديمة في‎ فلسطين، وكذلك القوانين المصرية، وبالتالي فوضع القوانين الأمر الذي ينسحب على‎ القضاء الفلسطيني برمته بحاجة لعمل كبير لتغيير وضعه إلى الأفضل‎.
لكن الشارع ذاته يرى بأن المهمة المطلوبة من المجلس التشريعي قد تستمر بالتوقف‎ إذا ما جرت الانتخابات التشريعية والرئاسية القادمة خلال ستة أشهر كما تقرر في‎ المصالحة، ما يعني بأن الانتظار مستمر لحين استلام برلمانيين جدد مناصبهم، وكل‎ ذلك يعتبر وقتاً مهدوراً‎. ‎
ويعتبر المجلس التشريعي الفلسطيني هو أحد مؤسسات السلطة الوطنية الفلسطينية،‎ ويرأسه حالياً الدكتور عزيز دويك، حيث تم تأسيسه بناء على إعلان المباديء‎ واتفاقية أوسلو الموقعة بين منظمة التحرير الفلسطينية وحكومة إسرائيل، وتأسس‎ المجلس فعلياً في العام 1996 على إثر الانتخابات التشريعية والرئاسية التي جرت‎ في بداية ذلك العام، على أن يقوم المجلس التشريعي بمهام البرلمان حيث أحيلت له‎ مسؤولية سن القوانين والرقابة على السلطة التنفيذية‎.

فادي أبو سعدى‎

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية