المخابرات الإسرائيلية تصورهن وتعتقلهن عندالمغادرة.. المرابطات والمسعفات والصحافيات… مواقف شجاعة دفاعا عن الأقصى- (فيديو)

سعيد أبو معلا
حجم الخط
1

القدس- “القدس العربي”: تقف فتاة فلسطينية ترتدي كمامة سوداء وتحمل هاتفها الحديث تصور المشهد أمامها، وفي المقابل تتقدم مجندة احتلالية مقنعة تحمل أسلحة مختلفة، تتقدم المجندة خطوة فتتراجع الفتاة المرابطة خطوة، تنظر الفتاة بثقة وتصميم في عيني المجندة التي تحاول أن تتقدم خطوة للأمام لكن الفتاة ترفض التراجع.. ثوان من التحديق فتتراجع المجندة. ذلك مشهد واحد من مشاهد الثبات والصمود والبقاء في المسجد الأقصى، وهو أمر لا يقتصر على المرابطات والمعتكفات بل يمتد ليشمل المسعفات والصحافيات أيضا.
وانتشر المشهد السابق على شكل فيديو قامت بتصويره صحافية مرابطة في المسجد الأقصى حيث تحرص الصحافيات المقدسيات على دوام التواجد في كل اللحظات لتقديم تغطية كاملة ونقل صورة حية عن واقع الاقتحامات والاعتداءات الاحتلالية. وبلغ عدد المستوطنين الذين اقتحموا المسجد الأقصى 3,670 خلال خمسة أيام من “عيد الفصح العبري”.
وتشكل المعتكفات والمسعفات والصحافيات ثالوثا نسائيا مهما في ساحات المسجد الأقصى حيث يقمن كل بدوره في تكامل مشهود له رغم المخاطر التي يمكن توقعها بمجرد وجودهن في لحظات الاشتباك مع قيام وحدات خاصة من شرطة الاحتلال بقمع كل من يتواجد في ساحات المسجد.
وتختلف أدوار فئات النساء لكنهن يقمن بدور متكامل حيث تعمد المرابطات المعتكفات على الجلوس بين أشجار الزيتون القريبة من مسار المقتحمين، أو بالقرب من أبواب قبة الصخرة المشرفة عبر استخدام كراسي حديدية صغيرة وبسيطة وسهلة الحمل.
ولا تبدو مهمة توثيق الاعتداءات وممارسات النشطاء مرتبطة بالصحافيين والصحافيات حيث تحمل أغلب المرابطات إلى جوار المصحف الشريف هواتف محمولة حديثة لغرض التصوير وتوثيق الاعتداءات التي أصبحت في اليوم الخامس على الاقتحامات تطالهن بشدة.

وتيرة أكبر من القمع

فاليوم صباحا استمر قمع المرابطات ولكن بوتيرة أكبر حيث هجمت مجموعات من القوات الخاصة على مرابطات على أبواب قبة الصخرة المشرفة وقاموا بالاعتداء عليهن وشدهن وضربهن وما كان منهن إلا أن واصلن تلاوة القرآن والصراخ. وفور سماع الصرخات قادمة من أحد أبواب القبة سارعت مرابطات أخريات لنجدتهن، فيما تبعهن مسعفات وصحافيات يحمل معدات بسيطة لتوثيق الحدث أو نقلة مباشرة.
وفي تجمع ثان للمرابطات أمام المسار الذي يسلكه المستوطنون قامت وحدة خاصة إسرائيلية بمحاصرتهن ومن ثم بدأوا “بحفلة” من عمليات الضرب والشد والركل بالأرجل ومن ثم أخذوا برمي الكراسي الحديدية الصغيرة التي استخدمت بعملية الازعاج الصوتي وكذلك أفرشة الصلوات البسيطة. وما كان من النساء إلا محاولة رد الركلات والهرب منها والصراخ والتكبير.
ويعتبر مظهر التكبير مظهرا بارزا جدا في استقبال المقتحمين من جماعات المستوطنين وقد أضيف عليه طرق بعض الأدوات الخشبية والحديدة البسيطة إمعانا في إزعاج المقتحمين.
وتكرر في اليوم الخامس على التوالي من اقتحامات المستوطنين ظاهرة قرع الأبواب الخشبية بصوت مرتفع كما تم استهداف قوات الاحتلال بالألعاب النارية والحجارة حيث دارت مواجهات عنيفة بين الشبان والجنود في لحظات انسحاب القوات المقتحمة.
واستخدم الشبان أساليب شكلت إرباكا ورعبا للمستوطنين، من بينها بث صوت “أبو عبيدة” وأصوات صفارات الإنذار التي يستخدمها الاحتلال في فلسطين 1948 عندما تطلق قذائف من قطاع غزة لتعلن عن ضرورة الذهاب للملاجئ وذلك بهدف خلق حالة من التوتر في الأجواء إلى جانب الهتافات الوطنية والتكبيرات على وقع صوت الرصاص والقنابل الغازية التي تملأ المسجد القبلي.
وسادت حالة من الكر والفر بين المرابطات والصحافيات والمسعفات حيث عكسن بطولة نسائية في الدفاع عن المسجد الأقصى.
وقام جنود الاحتلال يمنع الصحافية المقدسية سمر السعو من ممارسة عملها في محيط المصلى القبلي في المسجد الأقصى.ودارت مشادة حادة بين الجنود والصحافية التي رفضت الانصياع لطلب الجنود بمغادرة المكان.
وواصلت النساء تلاوة القرآن بوجه قوات الاحتلال ورددن شعارات: “بالروح بالدم نفديك يا أقصى”، “منصورين منصورين بعون الله”، “ولن تركع أمة قائدها محمد”.
المرابطة سحر النتشة وصفت ما يجري بأن اليوم يعتبر من أصعب الأوقات التي تمر على المسجد الأقصى، وطالبت كل المقدسيين والفلسطينيين بالتواجد الدائم. وأضافت في حديث صحافي: “هناك توتر شديد وتكسير وهجوم على الأخوات في كل مكان، هناك استفزاز دائم للمرابطات اللواتي لا يقمن إلا بتلاوة القرآن، هناك تواجد للجنود الذين يعتدون على الأخوات المرابطات”. وتابعت: “البنات المرابطات يقمن فقط بترديد الله أكبر، وفي المقابل تقوم المخابرات الإسرائيلية بتصويرهن من جميع المناطق بهدف تعميق التعرف عليهم واعتقالهن”.
وأكد أن ضابط مخابرات قدم إليهن وقام بتصويرهن وتهديدهن بشكل رسمي بالاعتقال والمنع من دخول المسجد الأقصى. ووصفت النتشة ما جرى معها يوم أمس عندما قام مستوطن بالانبطاح والتمدد على أرضية ساحات المسجد الأقصى بهدف الصلاة فما كان منها إلا أن قامت بالصراخ الله أكبر بصوت عال أخاف الجميع.
وغالبا ما يكون رد الجنود بالمزيد من إجراءات الاعتداء عبر الدفع وشد الملابس وهو ما يقود لسقوط المرابطات على بعضهن البعض. ولوحظ اليوم وجود مجموعة أكبر من المجندات من أجل التعامل مع المرابطات والصحافيات بمزيد من القمع والضرب. وتقدم النتشة رسالة المرابطات مؤكدة أن التواجد وكثافته يحقق فعل تشتيت الجنود والجماعات المقتحمة. وتختم: “كل مرة علي أن أكون هنا وبدافع عن هذا المكان”.

إصابات وهتافات

وشقت هتافات النساء وصراخهن الفضاء وما كان يعيق وصول هذه الهتافات الدينية هو أصوات الرصاص المطاطي وقنابل الصوت والغاز التي كان يلقيها الجنود في المسجد القبلي على المعتكفين.

في اليوم الخامس اقتحم الأقصى نحو 762 مستوطنا من جهة باب المغاربة على شكل مجموعات متتالية، ونفذوا جولات استفزازية في ساحات الحرم، وتلقوا شروحات عن “الهيكل” المزعوم، وقاموا بتأدية شعائر تلمودية في الجهة الشرقية وقبالة قبة الصخرة. وحسب شهود عيان فإن زعماء الجماعات الصهيونية نفذوا ما يعرف بجولات تعليمية داخل ما يدعونه “جبل الهيكل” كما قامت مجموعات بأداء صلاة تلمودية جماعية شارك فيها أكثر من 50 مستوطنا. أصيب العشرات بجروح وحالات اختناق، جراء اعتداء شرطة الاحتلال الإسرائيلي، على المصلين والمعتكفين في باحات المسجد الأقصى المبارك.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني في القدس إن طواقمه تعاملت مع إصابة واحدة بالوجه بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، إضافة إلى إصابات أخرى بالاختناق جراء قنابل الغاز، إثر محاولات قوات الاحتلال اقتحام المصلى القبلي وإخراج المعتكفين منه، تمهيدا لاقتحامات المستوطنين في آخر أيام عيد الفصح العبري. وأخلت قوات الاحتلال باحات المسجد الأقصى من المصلين وأخرجتهم من أبوابه، كما أعاقت عمل الطواقم الصحافية وأخرجتها من باب السلسلة في محاولة لمنع تغطية الاعتداءات المستمرة على المصلين. وواصلت شرطة الاحتلال التضييق على المصلين حيث نصبت الحواجز داخل القدس القديمة وعند الطرقات المؤدية إلى أبواب الأقصى، ومنعت الكثير من المواطنين، خاصة الشباب من الدخول للأقصى لأداء صلاة الفجر.
وكانت ما تسمى “منظمات الهيكل” دعت إلى تنفيذ اقتحامات واسعة للمسجد الأقصى لمناسبة عيد الفصح العبري، الذي بدأ صباح الجمعة الماضي وينتهي اليوم الخميس.
وخلال الأيام الخمسة أصيب أكثر من 500 فلسطيني بعضهم بجراح خطيرة حيث كان من بين الحالات إصابات نتج عنها فقدان عين أحد المصابين وتحطيم جمجمة آخر.
وفور انتهاء الاقتحامات مع الساعة الثانية عشرة قبل الظهر بدأ مئات المصلين بالعمل جماعيا مشكلين خلية نحل من تنظيف الساحات وسجاد المسجد القبلي الذي تعرض لتخريب كبير. وبينما قام شبان بعملية شطف وتنظيف لسجاد المسجد والبلاط أمام المداخل التي تعرضت لإطلاق القنابل. وقام شبان بجمع بقايا المقذوفات والقنابل وخطوا بها كلمة ضخمة في ساحات المسجد الأقصى المبارك هي “وإسلاماه”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول ميساء:

    قذارة الاحتلال الصهيوني الاسرائيلي العنصري البغيض بلغ حد لا يطاق ألا يوجد من يضع حدا لهذه الدويلة اللعينة الخبيثة الماكرة التي تستأسد على الفلسطينيين العزل المساكين الأبرياء هذي أكثر من سبعين سنة وزيادة، اللهم عجل بتحرير فلسطين كل فلسطين و اكسر اللهم شوكة المحتل اللعين إسرائيل كسرا لا جبر بعده أبدا آمين

إشترك في قائمتنا البريدية