دمشق – «القدس العربي»: أعدمت المخابرات الجوية والقوات الأمنية التابعة للنظام السوري 4 شبان ميدانياً، عثر على جثثهم صباح أمس الخميس، في ريف درعا جنوب سوريا.
وقال المتحدث باسم شبكة “تجمع أحرار حوران” أيمن أبو نقطة، في اتصال مع “القدس العربي” إن أهالي بلدة محجة في ريف محافظة درعا الشمالي، عثروا الخميس على أربع جثث لشبان، أقدم عناصر من حاجز عسكري تابع للمخابرات الجوية على رميهم بالرصاص في مدينة الشيخ مسكين شمال غربي المحافظة.
وأضاف المتحدث: “أقدمت سيارة على رمي الجثث بعد منتصف الليل أمام أحد المحال التجارية في المدخل الشرقي لبلدة محجة، حيث تعود الجثث الأربعة لشبان من منطقة اللجاة”، مؤكداً أن “نقل الجثث من الموقع الذي أعدموا فيه في مدينة الشيخ مسكين إلى بلدة محجة هو لإشعال الفتنة مع عشائر البدو في اللجاة”.
وجرت العادة ألّا تتبنى أي جهة مسؤوليتها عن عمليات القتل والاغتيال التي تحدث في محافظة درعا، حيث تسجّل تلك العمليات تحت اسم مجهول، في وقتٍ يتهم فيه أهالي وناشطو المحافظة الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري والميليشيات الإيرانية من خلال تجنيدها لمليشيات محلّية بالوقوف خلف كثير من عمليات الاغتيال التي تطال في غالب الأحيان معارضين للنظام ومشروع التمدد الإيراني في المنطقة.
ومنذ بداية العام الجاري، وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان وقوع 24 عملية قتل واغتيال في درعا بينهم أطفال ونساء.
وعلى الطرف المقابل، قتل ضابط من قوات النظام السوري، الأسبوع الجاري، وأصيب 4 آخرون بجروح، في استهداف سيارة عسكرية بعبوة ناسفة في ريف درعا، حيث أقدم أهالي المنطقة من بقايا فصائل المعارضة على استهداف سيارة عسكرية بعبوة ناسفة في قرية الفقيع شمالي درعا، ما أدى إلى مقتل النقيب ياسر أسد الذهب وإصابة 4 عناصر من قوات النظام بجروح متفاوتة.
ووفقاً لمصادر محلية، فإن النقيب الذهب ينحدر من ريف حماة، وهو من مرتبات اللواء 15 القريب من مدينة إنخل بريف درعا.
وشهد شهر شباط/فبراير الفائت، استمراراً في عمليات الاغتيال والاعتقال والخطف في محافظة درعا ضمن فوضى أمنيّة ازدادت وتيرتها منذ عقد اتفاقية التسوية في تموز 2018 بين النظام السوري وفصائل المعارضة برعاية روسيّة. وسجل مكتب توثيق الانتهاكات مقتل 34 شخصاً بينهم مدني واحد، و5 يعملون في مجموعة يتزعمها القيادي محسن الهيمد تتبع لفرع الأمن العسكري وترتبط بتنظيم «لدولة» على خلفية اشتباكات مع مجموعة محلية أخرى تتبع لفرع أمن الدولة.
كما سجل المكتب مقتل 3 أشخاص، عثر الأهالي على جثثهم بعد تعرضهم للاختطاف في محافظة درعا، بينهم عقيد منشق عن النظام ويتهم بالعمل في تجنيد خلايا لصالح ميليشيا «حزب الله» اللبناني، وآخر منشق سابق عن قوات النظام قتل تحت التعذيب من قبل مجموعة مسلحة. ووثق المكتب مقتل شخص بانفجار عبوة ناسفة أثناء زراعتها شرقي درعا، وعنصر يتبع للواء الثامن قتل برصاص قوات النظام أثناء اقتحام بلدة محجة شمالي درعا (ينحدر من خارج المحافظة) كما قتل شخص واحد تحت التعذيب في سجن صيدنايا العسكري بعد اعتقال دام نحو عامين، وآخر مدني قتل بقصف إسرائيلي على جنوب لبنان.
وقتل محسن الهيمد خلال حملة دهم شنها عناصر الأمن العسكري، وهو عنصر ضمن مجموعة محلية في الصنمين تتهم بتبعيتها لفرع أمن الدولة. وأحصى مكتب توثيق الانتهاكات لدى “تجمع أحرار حوران” 19 عملية ومحاولة اغتيال، أسفرت عن مقتل 15 شخصاً، وإصابة 10 آخرين بجروح متفاوتة، ونجاة 5 من محاولات الاغتيال. وحسب المصدر، فإنّ معظم عمليات ومحاولات الاغتيال التي تم توثيقها في شهر شباط جرت بواسطة “إطلاق النار” بأسلحة رشاشة روسية من نوع “كلاشنكوف”، باستثناء 4 عمليات بـ “قنابل يدوية”، و3 حالات بـ “عبوات ناسفة”.
وثق المكتب خلال شهر شباط اعتقال 10 أشخاص من قبل قوات النظام في محافظة درعا، أُفرج عن 7 منهم خلال الشهر ذاته.
ويشير المحامي عاصم الزعبي مدير مكتب توثيق الانتهاكات، إلى أنّ أعداد المعتقلين في المحافظة تعتبر أكبر من الرقم الموثق لدى المكتب، نظراً لامتناع العديد من أهالي المعتقلين عن الإدلاء بمعلومات عن أبنائهم لتخوّفات أمنيّة، وذلك بسبب القبضة الأمنية التي تُحكمها الأجهزة الأمنية التابعة للنظام في المحافظة، مؤكداً أنّ عملية تدقيق بيانات المعتقلين تجري بشكل متواصل في المكتب.
وحسب توزع الجهات المنفذة لعمليات الاعتقال، فقد تم توثيق 8 حالات من قبل المخابرات العسكرية، وحالتين من قبل المخابرات الجوية.