المخرج الياباني هاياو ميازاكي يتمتع بخيال استثنائي وأحد رواد أفلام التحريك في العالم

خالد الكطابي
حجم الخط
0

مدريد – «القدس العربي»: في حفل افتتاح مهرجان سان سيباستيان، قام هاياو ميازاكي، أحد رواد أفلام التحريك في العالم، بكسر أسلوب الصمت، الذي ظل ينهجه عند تقديم أفلامه في المهرجانات السينمائية. وبعث المخرج الياباني بتسجيل فيديو قصير جدا، مدته 23 ثانية، اعتبره مدير مهرجان سان سيباستيان، خوسي لويس ريبوردينوس، التفاتة استثنائية من طرف مخرج التزم الصمت وجعل أعماله تتحدث عنه، بل إنه أثناء ترويج عرض فيلمه «دي بوي أند دي هيرون» ، أي الفتى والمالك الحزين، لم يقبل بإجراء أي حوار صحافي مع أي وسيلة إعلام يابانية أو أجنبية. ولهذا السبب وأثناء تقديم التسجيل الذي بعث به المخرج الياباني للحاضرين في حفل تكريمه، طالب مدير المهرجان، نزولا عند رغبة المحتفى به، بعدم استعمال الهواتف النقالة أو الكاميرات الفردية حتى لا يتم نشر الفيديو خارج قاعة العرض. وقرأ هاياو ميازاكي (1941) رسالة مختصرة للغاية باللغة اليابانية، بعثها من استوديوهات غيبلي، أثنى فيها على «الجائزة المرموقة» ، التي منحها له المهرجان، وتمنى أن يستمتع الجمهور بعرض الفيلم.
ويظهر المخرج الثمانيني، الذي لم يعد يستهويه السفر خارج بلاده، في تلك اللحظة جالسا على طاولة ومرتديا ملابس غير رسمية بفضاء الأستوديو الذي أبدع فيه أعماله الإبداعية. واعتبر خوسي لويس ريبوردينوس، في كلمة وجهها للمحتفى به، قائلا: «هاياو ميازاكي معلم لا مثيل له، مخرج يتمتع بخيال استثنائي». وأوضح ريبوردينوس أن منظمي المهرجان قرروا منح الجائزة لابن طوكيو «اعترافا بمساهمته المتميزة في إبداع الخيال من خلال أفلام الرسوم المتحركة الخاصة به والتي تحتوي على حكم كثيرة ومحتوى عميق وعرض فني رائع الجمال ورؤية إنسانية..».
كما اعترف بأن» جاري توتورو» كان أول فيلم شاهده لميازاكي، وأثر فيه بطريقة نادرا ما خلفها فيلم آخر عليه»،
ومن المواقف التي تميز بها مبدع «المخطوفة» (2001) تتمثل في امتناعه عن حضور حفل الأوسكار الذي عرف تتويج الفيلم احتجاجا منه على غزو العراق. وبتتويجه ب»جائزة دونوستيا»، يصبح هاياو ميازاكي ثاني مخرج ياباني يحصل عليها بعد المخرج هيروكازو كوريدا، حصل عليها في عام 2018، وهي اعتراف «بمساهمته الخلاقة في عالم السينما والاعتراف به كمبدع لأعمال سيخلدها التاريخ السينمائي..».
وخلق المنظمون الحدث عندما اختارو افتتاح المهرجان بفيلم للتحريك نجح في جلب عشاق المخرج الياباني من مختلف الأعمار.
ويحكي فيلم «الفتى والمالك الحزين» قصة طفل صغير يدعى ماهيتو، والذي دفعه الاشتياق إلى والدته، إلى عيش مغامرة في عالم مشترك ما بين الحياة والموت. هناك حيث يصل الموت إلى نهايته وحياته بداية جديدة..خيال يشبه سيرة ذاتية عن الحياة والموت والإبداع تماما كما يتصوه هاياو ميازاكي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية